3 ملفات على أجندة القمة العربية الأمريكية الجنوبية في قطر يتصدرها الاقتصاد

[مخاوي الليل]

الدوحة استكملت تحضيراتها لاستضافتها يوم 31 مارس

3 ملفات على أجندة القمة العربية الأمريكية الجنوبية في قطر يتصدرها الاقتصاد


شعار القمة يعتلي أحد مباني الدوحة.

تترقب الأوساط السياسية العربية والدولية والإقليمية أعمال القمة العربية الأمريكية الجنوبية التى تستضيفها الدوحة نهاية الشهر الحالى عقب أعمال القمة العربية مباشرة وتحديدا في 31 من الشهر الحالي. وقالت مصادر لـ "الاقتصادية" إن القمة تتصدرها ثلاث قضايا رئيسية تشمل علاقات التعاون الثنائية، وتعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والسياسية، لكن الموضوع الأبرز الذي تشهده القمة هو بناء تعاون إقليمي وعلاقات سياسية خارج نطاق الأقطاب التقليدية المعروفة. وذكرت مصادر عن وزير الخارجية الفنزويلي نيكولاس مادورو قوله إن كاراكاس ستقترح على المجتمعين إنشاء صندوق استثماري ووضع آليات تمويل جديدة لمواجهة آثار الأزمة المالية العالمية، فضلا عن آليات التنمية الصناعية والتكنولوجية. وسياسيا سيكون من القضايا التي يدرسها الرؤساء ضرورة الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي العربية المحتلة إلى خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967 خاصة بعد الاعتداء الإسرائيلي الذي شهدته غزة.

من جانبه قال إبراهيم محيي الدين مدير إدارة الأمريكيتين في جامعة الدول العربية الذى يتابع تحضيرات المؤتمر في الدوحة أن القمة ستكون فرصة لانطلاقة جديدة للتعاون وبناء علاقة استراتيجية بين الإقليمين بعد النقلة النوعية التي شهدتها منذ عقد القمة الأولى فى برازيليا خلال الفترة 10 – 11 أيار (مايو) 2005 والتي جمعت الدول العربية الأعضاء في الجامعة العربية وعددها 22 ودول أمريكا اللاتينية وعددها 12 دولة.
.. ولقطة أرشيفية للقمة الأولى التي استضافتها البرازيل في 2005.
ظروف تاريخية
ويقول خبراء متابعون لأعمال القمة إن المؤتمر يكتسب أهمية بتشابه الظروف التاريخية والثقافية الموجودة بين العالم العربي ودول أمريكا الجنوبية مما يتطلب مزيدا من التقارب والتعاون بينهما وذلك عبر خلق تواصل فعال وتنسيق وتعميق للحوار والتشاور فيما بينها على كافة المستويات سواء على المستوى السياسي فيما يختص بقضايا عالمنا المعاصر. وعلى مستوى المنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية أو على مستوى التجمعات الإقليمية في المنطقتين كجامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربية واتحاد المغرب العربي واتحاد دول أمريكا الجنوبية.
توظيف الإمكانيات الاقتصادية
ويرى خبراء أن بناء شراكة بين المجموعتين على المستوى الاقتصادي يتطلب إيجاد آلية لتوظيف الإمكانيات الاقتصادية الهائلة التي تتوافر لدى المجموعتين وتقوية التعاون في مجال التنمية بين الدول المشاركة في هذا الحوار خاصة في ميادين التبادل التجاري والسياحة والاستثمار تفضي للوصول إلى شراكة اقتصادية ملموسة ولاسيما أن هناك تشابها تاريخيا وثقافيا يحتم علينا تطويره عن طريق خلق جسور جديدة للتواصل وتكثيف التبادل الثقافي للتعرف بالتراثين العربي والأمريكي الجنوبي.
الاقتصاد والتجارة
وتستضيف الدوحة على هامش القمة العربية الأمريكية الجنوبية اجتماعاً اقتصادياً – تجارياً لرجال الأعمال من الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية في 28 و29 و30 آذار (مارس) الجاري يشارك في أعماله 200 من رجال الأعمال من الجانبين ويعقد الاجتماع تحت شعار " الفرص والمشاركة" ويستعرض الملتقى الذي ترعاه رابطة رجال الأعمال القطريين العلاقات الاقتصادية وإبراز فرص النمو والناتج الاقتصادي في المجموعتين مناخ الاستثمار سواء في المنطقة العربية وفي أمريكا الجنوبية وحوافز الاستثماروفرص الاستثمار في المنطقتين الجنوبية، وتم تحديد ثلاثة متحدثين في كل مجال من الجانب العربي الأمريكي الجنوبي وستكون قطر متحدثا أساسيا بجانب عضوين عربيين آخرين وستكون البرازيل متحدثا أساسيا من الجانب الأمريكي الجنوبي. يشار إلى أن الدوحة استضافت اجتماعا تحضيريا يومي 9 و10 آذار (مارس) الجاري وشاركت فيه وزارة الخارجية القطرية ووزارة الأعمال والتجارة وغرفة التجارة والصناعة في قطر ورابطة رجال الأعمال القطريين واتحاد المستثمرين العرب وممثلون عن الاتحاد العام لغرفة التجارة والصناعة والزراعة في دول أمريكا الجنوبية.
طفرة في التبادل التجاري
ويؤكد الخبراء أهمية القمة العربية الأمريكية الجنوبية باعتبارها انطلاقة جديدة للتعاون وبناء علاقة استراتيجية بين الإقليمين. مشيرين إلى أن العلاقات بين المنطقتين شهدت نقلة نوعية منذ عقد القمة الأولى في برازيليا عام 2005. وقد حدثت طفرة فى حجم التبادل التجاري بين الدول العربية والأمريكية الجنوبية منذ قمة برازيليا فالتبادل التجاري بين البرازيل والعالم العربي على سبيل المثال ارتفع من ثمانية مليارات دولار في عام 2005 إلى 21 مليار دولار والأرجنتين وصل حجم التبادل التجارى معها إلى خمسة مليارات دولار فى نهاية عام 2008 . ويتوقع أن يكون هناك حضور عالي المستوى من قبل الجانب الأمريكى الجنوبي للقمة حيث إن هناك رؤساء أمريكيين جنوبيين كثيرين أكدوا حضورهم مثل رؤساء البرازيل والأرجنتين وفنزويلا وبيرو والإكوادور وبوليفيا ونائب رئيس كولومبيا. وترتبط الدول العربية بعلاقات وثيقة مع دول أمريكا الجنوبية، فلبنان وسورية ومصر ترتبط مع أمريكا الجنوبية من خلال الجاليات المنتشرة في تلك الدول والعلاقات التجارية الثنائية. أما ليبيا والجزائر والسعودية وقطر فتملك علاقات تعاون مع منطقة أمريكا الجنوبية في مشاريع متعلقة بالطاقة واستيراد المواد الصناعية والزراعية، علماً أن الجاليات المذكورة مجتمعة تشكل نسبة مرتفعة من سكان القارة تقدر بين 10 و15 في المائة، وهو عدد مرتفع لا تعرفه أية قارة أخرى.