مملكة الحيوان والطب

[الحياةكلمة]

مملكة الحيوان… علاج مجاني من صيدلية الطبيعة


ان كل ما يصدر منا ونحن نتابع تصرف هذه الكائنات هو ابداء الدهشة, فهذا حيوان يلعق جراحه بعد معركة ضارية, وهذا يمسح وجهه كما لو انه يستحم وهذا يفلي ريشه وكأنه يلتقط دودة صغيرة تختبىء تحت جناحه, وقد تستوقفنا احياناً طيور صغيرة الحجم تتقافز فوق ظهور حيوانات عملاقة وهي تنقر جلودها من غير ردة فعل.

وثمة تصرفات كثيرة لا ننظر اليها الا بعين الدهشة, ولكن المعنيين بعالم الحيوان وسلوكه لا يحتكمون الى عواطفهم بل الى مختبراتهم ودراسة كل سلوك والوقوف على دوافعه وما اذا كان هذا التصرف او ذاك تعبيراً عن سلوك جنسي او هجومي او دفاعي او صحي او علاجي, وما اذا كان سلوكاً نفسياً ينم عن الغضب او التودد او الرضا او الخوف.


لقد توصل العلماء الى نتائج مذهلة من بينها ان هذه الكائنات التي لم تخترع مثل الانسان آلاف الادوية والمستشفيات والعلاجات, قد اهتدت بالفطرة الى ابتكار صيدلياتها البسيطة المتوفرة في عالم الطبيعة ونجحت في الحصول على دواء ناجح لامراضها المهلكة.



القردة والطب

في تنزانيا وقبل سنوات عديدة ذهل العالم ريتشارد رانغهام وهو يرى قردا من نوع الشمبانزي يعين بفمه ورقة ثم يلتقطها ويطويها ويبتلعها كلها, وبعد سنوات على ذلك رأى رانغهام مثل تلك الورقة المبتلعة مرات عدة –خاصة وقت الصباح- ورأى عدة اوراق مطويات بشكل كامل في ارض الغابة وقد بدا بوضوح ان تلك الاوراق قد مرت خلال امعاء الشمبانزيات ولم يتم هضمها.

وحين حاول هذا العالم ابتلاع واحدة منها, وجد ان هذه التجربة تبعث على القرف والاشمئزاز فهي شبيهة بابتلاع ورقة رمل او ورقة زجاج, ترى لماذا تفعل الشمبانزيات هذا الامر وفي وقت الصباح حين تكون بطونها فارغة؟

بعد سنوات من البحث امضاها رانغهام, اعلن ان تلك الشمبانزيات تبتلع دائماً الاوراق الخشنة ذات الشعر فقط, حيث تعمل على تنظيف او تطهير الجهاز الهظمي من الطفيليات المعوية الطليقة وربما يبتلع القرد الواحد ورقة واحدة الى 56 ورقة في جلسة واحدة, وبرغم ان ذلك يعد تصرفاً استثنائياً الى حد بعيد فانه تصرف اكثر شيوعاً في مطلع فصل سقوط الامطار حين يكون هناك اجتياح كبير للديدان وفي كل امثلة ابتلاع الاوراق تقريباً فان الاعراض الواضحة لاجتياح الديدان كانت ماثلة للعيان وبدت القردة قد نالت راحة فورية من الم التهاب الطفيليات المعوية.

ان القدرة من الشمبانزي والبابون والغوريلا, على امتداد افريقيا كلها قد شوهدت وهي تبتلع على الاقل 34 نوعا مختلفا من الاوراق الخشنة ذات الشعر, وان هذا السلوك الثابت يدل على انه قد قلل من اجتياح الديدان وبخاصة الشريطية.

وقد لوحظ ايضاً ان الشمبانزيات تستخدم العلاج الكيمياوي لمعالجة الآم الطفيليات المعوية حيث لاحظ الباحث ميشيل هوفمن، من جامعة كيوتو ان الشمبانزيات التي تعاني من الاسهال او الكسل او فقدان الوزن او التهاب الدودة الخيطية تمتص الباطن المر لنبات –زهرة الحواشي- وهو نبات شديد السمية.



العلاج بالنبات

منذ زمن طويل يعرف العشابون ان كثيراً من المركبات الدفاعية التي توجد في النبات تقدم علاجات عشبية وقد اكتشف العلماء الان ان الحيوانات قد استخدمت الدفاعات النباتية لمصلحتها الخاصة, ليس هذا فقط فالحيوانات تستخدم كذلك العديد من المصادر الطبيعية الاخرى للاعتناء بصحتها.

فالحشرات على سبيل المثال تستفيد بشكل جيد من الدفاعات النباتية ضد هجوم الفطريات او البكتريا فالزنابير الصفر تختار ان تضع بيضها قرب اشجار البلوط التي تمتلك تركيزاً دباغياً مرتفعاً جدا. ولهذا فالزنابير تحصل على حماية من الالتهابات ليرقاتها القادمة للوجود حديثاً ومثل هذا او شبيهاً به حين يحل وقت وضع البيض فان خنفساء القتاء تغادر نباتات الحبوب التي تتطفل عليها وتبحث عن نباتات اليقطين او القثاء او القرع لتحصل على رقعة ارضها الواسعة المحمية جيداً والتي تمر او تؤدي الى بيضها الخاص.



الطين وفوائده

بشكل تقريبي فان جميع الفقريات التي تتغذى او تأكل الفواكه والاوراق تستطيع ان تأكل الطين فالفيلة تنظف وتحفر مناطق واسعة لتتغذى على الطين الموجود تحت سطح التربة, وفي افريقيا فان الشمبانزي والكركدان والجاموس والزرافة, كل هذه الحيوانات تتغذى على التربة الغنية باكوام النمل الابيض.

وفي البيرو فان نحو 900 ببغاء تنتمي الى 21 نوعاً مختلفاً و 100 ببغاء امريكي كبير الحجم تدعى بـ(المقو) تجتمع يومياً لتتغذى على طين ضفاف الانهار هناك.

يمكن للطين ان يجمع السموم الفطرية والذيفان الداخلي (سم داخلي المنشأ) والبكتريا والفايروسات والسموم الكيمياوية التي تلوث بها الانسان التربة وهذا كله يمكن ان يحمي بطانة الجهاز الهضمي ويعمل كدواء مضاد للحموضة وللاسراف في امتصاص السوائل وتخفيف الاسهال او كبحه الطين بعبارة اخرى, يمكن ان يعمل عمل دواء طبيعي متعدد الاغراض .

لكن الذي ادهش العلماء ان الطين يبقى او يمكث في القناة الهضمية للببغاوات الامريكية ويحميها مدة تزيد على 12 ساعة وهذا يعني ان الطين يمكن ان يحمي الطيور لزمن طويل, وهكذا فالعلماء يتوقعون انه بالاضافة الى منع السم المتأتي من مصدر نباتي من دخول الدم فان الطين يبطن القناة الهظمية للببغاوات ويحميها من أي انحراف تسببه المواد الكيمياوية للحبوب المسمومة لان الببغاوات ليست لديها أية استجابة اسهالية للسم.



الدجاج والمسكنات

ان رفاهية حيوانات الحقول هي مسالة مثيرة للجدل, وقد استخدم فريق علمي من جامعة بريستول قابلية الدجاج على المعالجة الذاتية كدليل على معاناتها من الالم, ففي الحقول الصناعية اختير فروج الدجاج لينمو ويكبر بطريقة صناعية وبأقصى سرعة حيث يتحول غذاء الدجاج الى لحم تسمين لذلك فان ساقي الدجاجة ليستا بقادرتين على تحمل وزن الدجاجة الزائد عن الحد الطبيعي, هكذا تعاني الدجاجات بشكل متكرر من كسر سيقانها دون ان تحصل على مخفف او مسكن للالم, الدجاجات العرجاوات يزدن من كمية تناولهن للغذاء ومع ذلك يبقين غير قادرات على المشي حتى لشرب الماء.

على اية حال فان الدجاجات اللائي يبلغن من العمر شهراً يتعلمن بسرعة اختيار العلف او الغذاء الذي يحتوي على المسكن وكمية المسكن الذي يتناولنه تزداد مع زيادة خطورة العرج والدجاج المعافى يتجنب تناول الغذاء او العلف المسكن الذي يجده غير مستساغ.



اسماك تنظف بعضها بعضاً

لا تقتصر الحيوانات في مصادرها العلاجية على المواد الطبيعية بل تتعدى ذلك الى ممارسات خاصة تبدو فيها مسألة التعاون العلاجي واضحة للعيان
فعندما يصاب السمك الكاريبي المرجاني بجروح بليغة فانه مثل بقية الحيوانات يغادر مجموعه ويتوقف عن تناول الطعام وفي الوقت ذاته يزيد من عدد زياراته الى محطات التنظيف حيث يتم السماح لاسماك اللبروس ان تتغذى على الاجزاء الميتة والانسجة المصابة في السمك الكاريبي المرجاني وبعد ان يتم تغطية الجروح بشكل كامل بقشرة جديدة فان السمك الكاريبي يتابع تناول طعامه الطبيعي من جديد,

ومثل ذلك ايضاً ما تفعله الفيلة حين تغطي او تضع الكمادات الطينية على جروح بعضها البعض, وتستأصل او تستخرج السهام والحراب من اجسادها بوساطة خراطيمها وهي تقدم مثلاً اخراً على تعاون الحيوانات في معالجة بعضها البعض حين تصاب بالامراض او تتعرض الى الحوادث المختلفة.

وغير هذا وذاك من اسباب الدفاع الوقائي والعلاجي فان كثيراً من الحيوانات مزودة طبيعياً بالعديد من الاجهزة والغدد والافرازات التي تساعد على سرعة التئام الجروح ولها القدرة كذلك على مقاومة انواع عديدة من الامراض التي يعجز الانسان عن مقاومتها, وليس ادل على ذلك اقبال المفترسات من الطيور والحيوانات البرية آكلة اللحوم والقطط والكلاب على التهام الفطائس والحيوانات النافقة والمتعفنة من دون ان تتعرض معدتها وامعاؤها واجسامها الى أي اذى, وهذا هو الحال كذلك بالنسبة للطيور وانواع الدجاج والبط والاوز التي تمتلك (حواصل) او حويصلات قادرة على اختزان كميات كبيرة من الاتربة والحصى والاجسام الصلبة من غير ان تشكو من اعراض الكلية او المغص الكلوي!!

[admin]

معلومات جدا جميلة أخت الحياةكلمة

يعطيكي العافية

[الحياةكلمة]

الله يعافيك<<اخ مو اخت