عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 25-05-2007, 07:19 PM
توتة هانم توتة هانم غير متواجد حالياً
عضو خطير جدا
 
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: جده
المشاركات: 4,155
افتراضي مشكلات حلها الرسول ... الفواحش

تشتكي الأمم من الفواحش مثل الزنا والشذوذ والعادة السرية وغيرها، والشكوى الأكبر من آثارها الفظيعة الرهيبة، ولطالما سعت البشرية إلى حل الاشكال لكنها تتخبط بل تزيد المشكلة عمقاً ومساحة، والحل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في ستة اتجاهات:

الأول: القوانين: أصدر قانوناً بتحريمها وتجريم فاعلها، وهذا ما بينه جعفر بن أبي طالب الطيار رضي الله عنه حينما سأله النجاشي ملك الحبشة عن النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “أيها الملك كنا قوماً أهل جاهلية نعبد الأصنام ونأكل الميتة ونأتي الفواحش ونقطع الأرحام ونسيء الجوار يأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولاً منا نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه فدعانا إلى الله لنوحده ونعبده ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان وأمرنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصلة الرحم وحسن الجوار والكف عن المحارم والدماء ونهانا عن الفواحش”، إلا أنه صلى الله عليه وسلم لم يقف عند اصدار القوانين بل عمل على الحد من الفواحش وذلك بالوقايات الكثيرة التي أمر بها.


مبدأ الوقاية


الثاني: الوقايات: منع صلى الله عليه وسلم أسباب الفواحش أخذاً بمبدأ الوقاية خير من العلاج، ويتمثل ذلك في: فرض الحجاب على النساء وفق ضوابط تحقق مقاصد الشرع وهو ما يمنع تأجيج الشهوة في الرجال، فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وان ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا”، وأمر الرجال والنساء بغض البصر، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال “إياكم والجلوس على الطرقات” فقالوا: ما لنا بد انها هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: “فإذا أبيتم إلا المجالس فأعطوا الطريق حقها” قالوا: “وما حق الطريق؟” قال: “غض البصر وكف الأذى ورد السلام وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر”، وأمر بالزواج ليفرغ كل شهوته في حلال، فعن علقمة قال: بينما أنا أمشي مع عبدالله رضي الله عنه فقال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء”. وأبيح التعدد ومن فوائده ان من لم تمنعه زوجة عن الفواحش فليثن وان لم فليثلث وان لم فالرابعة فإن لم يمتنع فليعالج نفسه فهو مريض.

ومنع المثيرات، فعن أنس بن مالك قال: كان للنبي صلى الله عليه وسلم حاد يقال له انجشة وكان حسن الصوت فقال له النبي صلى الله عليه وسلم “رويدك يا أنجشة لا تكسر القوارير”، وغير هذه الوقايات كثير منها: التفريق بين الاخوة والاخوات في المضاجع، ومنع اشاعة الفواحش في المجتمع المسلم، والأمر بالاستئذان حتى لا تنكشف عورة، ومنع تشبه الرجال بالنساء وتشبه النساء بالرجال، ومنع الدخول على المغيبة وهي التي غاب عنها زوجها، وجملة هذه الوقايات وغيرها كثير ستحد ان لم تمنع الفواحش.



عقاب الدنيا والآخرة


الثالث: العقوبات: عالج الأمر بإيقاع العقوبات على فاعليها، فالزاني والزانية غير المحصنين يجلدان، والمحصنان يرجمان، ولفاعل فعل قوم لوط له عقابه، ونص على عقاب من أتى بهيمة، غير ما أباح لولي الأمر ان يعاقب من أتى الفواحش من باب التعزير.

الرابع: أخشى ما يخشاه المؤمن ان يعاقب في الآخرة، فعندما يعلم ان الرسول صلى الله عليه وسلم رتب على الفواحش عقاباً شنيعاً في الآخرة فسيكون ذلك من اسباب تجنبها، ومن ذلك ما ورد عن عقاب الزناة كما في منام رآه صلى الله عليه وسلم ومنامه وحي، ذلك انه رأى ملكين: “قالا لي انطلق فانطلقت معهما فإذا بيت مبنى على بناء التنور واعلاه ضيق واسفله واسع يوقد تحته نار فإذا فيه رجال ونساء عراة فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكادوا ان يخرجوا فإذا خمدت رجعوا فيها فقلت: ما هذا؟ قالا لي انطلق.. “ثم فسر للنبي صلى الله عليه وسلم ما رآه”: “وأما الذي رأيت في التنور فهم الزناة”، غير ما ورد من عذاب لأهل الفحش في الآخرة.

الخامس: بيّن الرسول صلى الله عليه وسلم ما جرى للأمم السابقة من دمار نتيجة الفواحش وفي ذلك عبرة وعظة، وهذا كفيل بمنع الكثير من الناس من الوقوع فيها.



شيوع الأمراض


السادس: رتب الرسول صلى الله عليه وسلم على الفواحش شيوع الأمراض التي لم تكن في الأسلاف، وهذا جدير بمنع الناس عنها، فعن عبدالله بن عمر قال: أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: “يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن، وأعوذ بالله أن تدركوهن، لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا، ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل بأسهم بينهم”.

كل ما سلف بتكامله من شأنه ان يحد من الفواحش ان لم يمنع حدوثها، وان حدثت فأندر من النادر، ثم فتح باب التوبة لمرتكبيها، وجعل من شروط التوبة النصوح عدم العودة.

الحل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ليت قومي يوقنون.

____________
__________________



رد مع اقتباس