[جداوي]

رجل تزوج 60 امرأة في 3سنوات تحقيق: محمد هاشم شهريار جديد.. ظهر في الجيزة.. لكنه نصاب محترف.. استغل حاجة النساء إلي العمل لتحسين دخلهن وافتتح مكتبا وهميا للمقاولات.. ثم نشر اعلانا يطلب فيه سكرتيرة بشروط محددة اهمها.. حسن المظهر! وبدلا من ان تحضر سكرتيرة.. أو حتي خمس سكرتيرات.. توافدت علي المكتب عشرات النساء.. وكان المتهم يختار من كل مجموعة أجمل فتاة أو سيدة ثم يعرض عليها الزواج مع الوظيفة! الغريب ان المتهم تمكن من الاستيلاء علي مجوهرات زوجاته جميعا بعد ان لعب برؤوسهن وعواطفهن. أخبار الحوادث تقدم قصته كاملة بعد القبض عليه من خلال الحوار الذي دار بيننا وبينه داخل قسم شرطة بولاق الدكرور. بداية اكتشاف هذا النصاب الخطير.. 'شهريار الجيزة' كان بلاغ من أمرأة.. وقفت أمام العقيد اشرف قدري رئيس مباحث النصب بمديرية أمن الجيزة.. الدموع كانت تنهمر من عينيها.. يبدو عليها الاضطراب.. لكنها في نفس الوقت تحاول ان تتماسك.. تبتعد عن التوتر الذي أصابها.. طلبت من العقيد اشرف قدري.. وفي نبرة صوت هادئة أن تقوم بتحرير محضر ضد زوجها وتتهمه بأنه قام بالنصب عليها وسرقة مصوغاتها الذهبية.. كذلك بيعه السيارة الفارهة التي كانت تمتلكها والشقة التمليك وهرب به بعد ذلك.. طلب منها رئيس المباحث الهدوء والتمالك وحتي تروي له ما حدث بالضبط.. وجلست المرأة وبدأت تروي حكايتها مع زوجها والتي اكتشفت بعد ذلك بانه أخطر نصاب.. بعد اكتشافها بانه تزوج من أكثر من ستين امرأة.. وفي سنوات محدوده. قالت والدموع تنهمر من عينيها.. منذ أكثر من سنة بالتحديد.. وجدت اعلانا باحدي الصحف عن وجود وظيفة باحدي شركات المقاولات بمنطقة مدينة نصر.. وبمرتب مغري وفي أوقات عمل تليق بظروفي.. ترددت في البداية أن أذهب الي هذا العمل.. ولكني في نفس الوقت قررت أن أذهب اليه.. فانا لم أكن في حاجة الي هذا العمل سوي أن اشغل وقتي.. فبعد حصولي علي البكالوريوس وجلوسي في المنزل وجدت أن الحياة لامعني لها بدون عمل فقررت الذهاب إلي العنوان . وفي المواعيد المحددة وجدتها في الإعلان.. وجدت اعدادا كبيرة من النساء يتقدمن للعمل.. ظننت في البداية انني لن أجدلي مكان في هذا العمل.. خاصة بعد ان وجدت اعداد تقرب من المائة فتاة وسيدة في آن واحد.. لكني انتظرت حتي جاء الدور عليٌّ.. دخلت إلي صاحب الشركة.. كان شابا وسيما.. يبدو عليه الاحترام والهيبة.. طلب مني الجلوس.. تحدثت معه وفي الامور التي تعنية من مؤهلاتي.. وأجادتي للكمبيوتر وما إلي ذلك.. لمحت في عينيه انه يتعقب نظراتي التي كانت زائغة.. كلما اقتربت عيناه من عيني كنت أهرب.. وكانت المفاجأة بالنسبة لي حينما فاجأني بأني قبلت في العمل..وعلي الاستعداد لاستلام العمل في أقرب فرصة وأقرب وقت ممكن وكانت كلماتي تسبقني وفرحتي عارمة لم أتحدث معه في المرتب الذي كنت سآخذه منه فالشركة واضح أنها كانت فاخرة ومرتباتها أيضا عالية استلمت العمل في اليوم التالي مباشرة رمقني صاحب الشركة بنظراته الثاقبة حاول أن يقترب مني عرفته من أول يوم حاولت الابتعاد عنه ففي البداية خشيت أن يكون الهدف من وراء ذلك هو اللعب بعواطفي ولكن اطمأنيت بعد أن جاء معي مباشر حين طلب مني الزواج.. قال لي بأنه شاب عاذب ويريد الزواج مني.. أوهمني بأنه ثري يمتلك سيارة أحدث موديل كذلك الشركة التي تعمل في مجال المقاولات يتكسب منها كثيرا لم أوافق مباشرة.. طلبت منه مهلة للتفكير.. ولكني في نفس اللحظة كنت سعيدة.. فانا تقدم بي السن ليس كثيرا.. ولكني كنت أحتاج لمثل هذا الرجل. فمعظم من تقدموا لي قبل ذلك كان هدفهم الطمع في الشقة التي أمتلكها والسيارة الفارهة أيضا.. ظننت انه فارس أحلامي التي حلمت به.. وبعد المهلة التي طلبتها منه أبلغته بأنني موافقة علي الزواج منه وعليه التقدم لأهلي لخطبتي.. وكان بالفعل.. جاء إلي اسرتي.. طلب منهم يدي.. ووافقت الاسرة.. وعلي حسب قولي لهم.. فانا أقنعتهم تماما أنه الشخص الذي أحلم به.. ولايطمع في شيء سوي تكوين أسرة هادئة تتكون بي وبه.. وافقت اسرتي بعد أن وصف لهم الشقة التمليك التي اشتراها باحد ابراج الجيزة.. ورغبته في شراء فيلا خاصة به يكون بداخلها أسرة.. أحلي أيام! وكانت فترة الخطوبة التي عشت أحلي أيامي بها.. عشت معه لحظات السعادة الهائنة.. قمنا بتوضيب عش الزوجية نحن الاثنان سويا.. وفي أقل من ستة اشهر.. كان العش قد أكتمل.. وتم الزفاف السعيد.. الذي لم يكتمل.. فقبل أن يمر شهر علي زواجنا.. وجدت زوجي 'جمال' حزين.. وعلي غير عادته نظرت اليه.. حاولت ان أتعرف منه علي الاسباب التي جعلته حزينا.. أجابني بأنه وقع في أزمة مالي كبيرة وأنه متعثر في أزمته ويبحث عن أي حلول يحاول أن يخرج بها من هذه الازمة.. عرضت عليه المساعدة ولكنه رفض.. ومرت الايام وهو علي نفس الحال.. حزين لايتكلم! حتي ذات يوم وقف أمامي الحزن يرتسم علي ملامحه وطلب مني أن اساعده بالمال وحتي لايكون مصيره السجن.. في البداية شردت في أمري.. ولكن علي الفور أعطيت له توكيلا رسميا.. ويسمح له بالتصرف في الشقة التي أمتلكها وكذلك السيارة بالبيع.. أخذ التوكيل.. وباع كل ما أملك من أشياء وجعلني مفلسة.. كل هذا لا يهم طالما أنني في بيتي ومع زوجي،، ولكن ما فعله وبداية مشاكلي معه كانت عندما وجدته في احدي المرات يهمس في التليفون مع احدي السيدات.. طلبت منه أن أعرف مع من يتحدث.. لكنه كذب علي.. وعلل بأنه يتحدث مع أحد أصدقائه رغم أنني أعلم بأنه يتحدث مع امرأة.. صبرت عليه.. حتي ذات ليلة يتحدث مع المرأة التي يتحدث معها بصفة شبه يومية.. وبصوت مرتفع عكس ما كان يفعله من قبل.. جن جنوني طلبت منه أن يبتعد عن هذا الطريق لكنه رفض التخلي عن هذه المرأة التي يتحدث معها وترك المنزل لأكثر من شهر كامل.. وحينما عاد وجدته الرجل الذي لا أعرفه فوجئت أمامي بشخص آخر.. عكس ما تزوجته تماما.. يقوم بضربي.. ويهينني أمام كل من هم حولي.. دائم الاساءة لي.. واذا كان هذا الوضع يرضيني.. طلبت منه الطلاق.. ولكني تراجعت بعد أن تذكرت أنني أعطيت له كل ما أملك.. هجرني.. لم يأت إليٌ.. حتي فوجئت ذات يوم بأنه تزوج من اخري.. جن جنوني.. فبعد أن أعطيت له الحب والمال يتركني ويتزوج من اخري.. ذهبت اليه أطلب المال الذي أخذه مني.. ولكنه نهرني وتركني لحالي.. لم أجد سبيلا لهذا الأمر سوي أن أقوم بتحرير محضر ضد زوجي أتهمه فيه بأنه قام بالنصب عليٌ وتزوج من اخري. انتهي حديث المرأة أمام المقدم أشرف قدري ومعاونه محيي الشريف.. بعد أن طلبت هذه المرأة سرعة تعقب زوجها والقبض عليه.. بلاغات متشابهة! العقيد اشرف قدري اهتم بالبلاغ الذي قدمته إليه السيدة.. حاول التوصل الي أي معلومة قد تساعده في الحصول علي أصل هذا الرجل.. لم يمر سوي يومين حتي وقفت أمامه امرأة اخري.. تطلب هي الاخري تحرير محضر آخر ضد زوجها 'جمال' الذي قام هو الآخر بالنصب عليها.. الرواية الأولي كانت مشابهة للرواية الثانية تماما.. ولكن الثانية كان بها بعض الاختلاف.. بأن السيدة التي تقدمت بالبلاغ كانت قد منعت عنه المال.. فتظاهر هو بأنه يتحدث مع السكرتيرة الخاصة به في الشركة وأنها عرضت عليه بيع الأساور الذهبية التي تتحلي بها من أجل أن يفك أزمته المالية. قالت المرأة الثانية أيضا بأن هذا النصاب قام بالتحايل عليها والزواج منها بعد الاعلان أيضا عن طلبه لسكرتيرة.. تزوجها.. نفس السيناريو الذي روته له السيدة الأولي.. قالته الاخري.. مع اختلاف اصطناع القصة الوهمية بأن السكرتيرة التي تعمل لديه عرضت عليه المال.. وهي زوجته لم تعرض!! البلاغات كانت عديدة أمام العقيد اشرف قدري.. قام بعرضها علي اللواء محمد ابراهيم مساعد الوزير مدير أمن الجيزة.. علي الفور كلف مدير الأمن اللواء عبدالجواد أحمد مدير الادارة العامة لمباحث الجيزة بسرعة كشف ما وراء هذا الرجل.. وكذلك سرعة القبض عليه بعد جمع المعلومات اللازمة عنه قبل القبض عليه.. بدأ رجال مباحث مكافحة النصب تحت اشراف العميد مصطفي زيد وكيل المباحث لقطاع المال والعقيد اشرف قدري رئيس مباحث النصب ومعاونه الرائد محيي الشريف بالبحث عما وراء هذا الشخص لتتوالي المفاجآت أمامهما.. المتهم من زوجاته بالنصب قام بفتح مكتب وهمي بمنطقة مدينة نصر .. استأجره منذ ثلاث سنوات بايجار جديد كذلك انه لا يمتلك سيارة فارهة لكنه يقوم باستئجار السيارات من صديق له.. وكذلك اكتشف ضباط المباحث أن المتهم يقوم بنشر اعلان وهمي بالصحف.. يطلب فيه سكرتيرة .. يقوم بعد ذلك بالنصب عليهن بعد ما يلقي بشباكه حولهن.. وانه حررت ضده العديد من المحاضر بالقاهرة والجيزة.. من زوجاته.. وكانت المفاجأة الاخري هي ان زيجاته قد تعددت الستين من النساء تزوج منها.. يقوم بالزواج والطلاق في آن واحد.. يتزوج رسميا أو عرفيا من المرأة بعد أن يوهمها بانه ثري ويمتلك السيارة والشقة الفارهة كذلك الشركة التي تدر عليها الربح الاخير.. بعدها يقوم بالنصب علي زوجته بعد أن يأخذ منها كل ما تملكه من مال أو سيارة أو شقة بعد أن يوهمها بأنه يمر بأزمة مالية وعليها أن تقف معه.. وبعد أن ينتهي من سرقة اموال زوجته يلوذ بالفرار ويتجه الي أخري. فك اللغز! البلاغات والتحريات أصبحت أمام رجال المباحث والمقدم أشرف قدري واضحة.. لم يبق سوي أن يتم القبض عليه. في أحد الاكمنة الليلية يقوم بها الرائد محمد عفيفي معاون مباحث قسم شرطة بولاق الدكرور يشتبه في احد الاشخاص بعد أن لمحه يتردد خشية من الكمين الليلي.. يتم الكشف عليه عما يكون مسجلا أو هاربا من أحكام.. وتكون النهاية بأنه النصاب الهارب 'جمال' الذي نصب علي ستين امرأة من زوجاته.. يعترف جمال بأفعاله التي ارتكبها مع زوجاته.. كذلك عمليات النصب الذي قام بها معهم وأسلوبه في التعامل وكيفية ايقاعه بالضحية بعد أن يلمح بها الجمال والثراء وحتي تقع في شباكه يتزوجها ويأخذ ما معها من ممتلكات ويلوذ بالفرار. المتهم تم عرضه علي النيابة وأمرت بحبسه أربعة أيام علي ذمة التحقيقات وتم تجديدها خمسة وأربعين يوما. أنا الخاسر! 'أخبار الحوادث' كانت داخل قسم شرطة بولاق الدكرور.. تحاول أن تتعرف علي شخصية هذا النصاب الذي نصب علي أكثر من ستين امرأة.. داخل مكتب رئيس المباحث.. الوجوم يسيطر علي ملامحه كأنه مظلوم.. اسير لنسائه اللاتي تزوجهن. في البداية انكر صلته بهن وعلل بأنه متزوج من امرأة وانجب منها طفلا.. وانه لم يتزوج ولم يقم بالنصب علي ضحاياها من النساء اللاتي تقدمن ببلاغات ضده.. ولكننا حينما واجهناه بالحقيقة والتحريات التي جمعت ضده.. اعترف بجرائم النصب التي ارتكبها * سألناه: كيف خطرت هذه الفكرة علي بالك؟ * تقصد فكرة اعلان عن طلب سكرتيرة في الجرائد.. * نعم * خطرت علي بالي.. قررت أن اسير فيها.. فهي كانت فكرة ظريفة.. وحسيت انها لم تلفت الانظار لي. * هل كنت تعلم أن زوجاتك سوف يقومن بشكواك؟ * لا لم اعلم.. حسبت انه سوف يملين من البحث علي.. ويتركيني لحالي.. اقوم بالنصب علي ضحايا جدد. * ما اكثر زيجة كانت ربحة لك؟ * عندما تزوجت من '......' فهي كانت ثرية.. كانت تمتلك مبلغا كبيرا داخل احدي البنوك الكبري.. كذلك كان لديها الشقة والسيارة.. اخذتها منها وبعد أن وهمتها بانني امر بضائقة مالية.. ولاذت بالفرار. * وما هي أكثر زيجة كانت غير مربحة لك؟ * تقريبا كل زيجاتي كانت مربحة كنت اخرج منها وأنا معي مال كثير. * وأين كنت تنفق هذا المال؟ * انفقه علي سهراتي الخاصة.. انا لا كنت امتلك مكتب ولا شركة ولا حتي سيارة.. كل هذا كان ايجار فكرت في استئجاره حتي يكون لي الضعف من المال الذي دفعته وحتي سقطت في ايدي العدالة.. وبمعني آخر.. تجارتي التي كنت امارسها.. كانت مربحة ولكني خسرت في النهاية.. ودخلت السجن!! انتهي حديث المتهم 'جمال' وبعد أن اعترف بجرائمه مع ضحاياه.