الموضوع: سحر الشخصيه .. !!
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 31-07-2007, 11:25 PM
الحالم الحالم غير متواجد حالياً
عضو فضي
 
تاريخ التسجيل: Jul 2007
الدولة: المدينه المنوره
المشاركات: 315
افتراضي

كراهية الاضطراب
المعروف عن سلوك النفس في داخلها أنها إذا كرهت أمراً, كراهية عميقة,وشعرت اتجاهه بمقت بعيد الغور, توفق إلى تحقيق نقيضه, ومحبة مضادة, ولذا, يصبح من الوسائل الناجعة في توجيه المرء نحو الهدوء, أن نرسم للراغبين فيه, صور "المضطرب" وبشاعتها وحدها كفيلة بجعل رأيها "هادئا"ً. وهذه هي مظاهر الاضطراب:
1ـ يعيش المضطرب في حالة توتر عصبي ـ عضلي دائمة, كما أن توتره الأخلاقي مستمر لا ينقطع. وهذا الأخير يتمثل في اختلال في نبضات القلب. إلى عسرة في الهضم, إلى تعطيل جزئي في انتظام التنفس, وفقدان التسلسل أخيراً في الأفكار.
2ـ المضطرب يفكر عفويا,ً بشكل منقطع, متناثر. فهو لذلك, يضطر إلى بذل جهد شاق كلما أراد أن يستجمع انتباهه ويركز في موضوع معين, لا سيما إذا كان الموضوع تجريدياً, يحتاج إلى تمثلات ذهنية لا سند لها في العالم الخارجي المادي.
3ـ قل أن يجد المضطرب صحوه النفسي التام, ويقظته الفكرية عندما يستيقظ من نومه, فهو لا ينهض إلا تحت ضغط واجباته الملحة! وهو بالرغم من تشدده المادي, واجتهاده الحثيث في تحقيق الاستقرار والاستقامة, يجد أن سهوه كثير, ونسيانه أكثر, ويرى أن عمله يسير ببطء, فيحاول أن يعوض عما فات بحماسة تكلفه تعباً شديداً, لا يلبث أن يلمس صداه في بنائه الصحي العام.
4ـ المضطرب مرهق دوماً, فهو لا يشعر بالراحة والعافية إلا نادراً, وانتباهه يترنح غالباً بين اجترار الساعات الماضية, وتوقع ما يجري في الساعات المقبلة.
5ـ المضطرب "انفعالي النزعة", يأخذ لون الجو الذي يغمره, فأما أن يكون فرحاً مسروراً دون اعتدال, وأما منهمكاً, جافاً, ممتعضاً دون سبب, ولا يملك بين هذين أن يغير جواً أو يخلق حالة جديدة.
6ـ المضطرب قلق, فارغ الصبر, سريع الغضب, حاد المزاج, يقول في هذه الساعة ما يعتذر عنه بعد ساعة, وينفي الآن ما يؤكده غداً, ويتصرف اليوم تصرف الملائكة, وتراه بعد يوم شيطاناً...
7ـ ينزع المضطرب إلى ضرب من البيان المتقطع العجول, وذلك ناشئ عن رغبته في أن يفهمه الناس بأسرع مما يفصح. ونادراً ما يفهمونه فيحس بذلك, ويزداد ارتباكه.
8ـ إذا حضر المضطرب مجلساً ما, أوحى حضوره إلى غيره شعوراً بالانقباض الذي يخامره, حتى وإن ظل صامتاً, جامداً, لا يبدئ ولا يعيد. ذلك بأن إشعاع النفسية المصطبخة يولد تياراً مماثلاً عند الآخرين. فالسكوت والجمود لا يعنيان الهدوء ولا يدلان عليه, بل هما أبعد ما ينبئان عنه, فهناك ـ ولا شك ـ حركات طفيفة, متقطعة, واشارات خفيفة, وعلامات بارزة, لا تنقطع بانقطاع الكلام, ولا تهدأ بهدوء البدن, فإذا ترك صاحبها المجلس, شعر من فيه بالراحة والانشراح!
9ـ يختل التوازن النفسي عند المضطرب, عادة, لدى أقل معارضة، ويكفي أن يخيب أمله مهما كان ضئيلاً في أمر بسيط كان يتوقع حدوثه, ليذهب به اليأس كل مذهب, ويطير به الخيال إلى ما لا صلة له بالواقع ولا بالحياة ولا بالمجتمع.
10ـ إذا أصيب المضطرب بكارثة حقيقية, يفقد القليل مما عنده من برودة الدم, ويرد على المصيبة فوراً دون تأمل أو استيضاح, ويضيع صفاء ذهنه, ويزيد الحالة خطورة, والموقف تعقداً أكثر مما يخفف من سوء نتائجه.
11ـ رغم أن المضطرب يميل بطبيعته إلى النقد المنهجي, ويعترض على أكثر ما يرد من أفكار, تراه ينساق دون احتياط مع كل عرض هادئ من شأنه يطامن, بمعنى من المعاني, اضطراب نفسه, ويدغدغ رغبته الدفينة في التهرب من أفكاره, فالكلمة الناعمة, والخطاب الرقيق, والبيان الفصيح, وما أشبه ذلك ورادفه يحد من معارضته ـ حتى وإن كان فيها على صواب ـ ويشل حماسته, ويقضي على منابع النشاط في ذهنه فيعطي رصاه دون تفكير, ويقرر تقريرات لا يلبث أن يندم عليها فيما بعد, أي عندما يعيد نظره فيها بهدوء وبرود.
12ـ ليس من المضطربين من يمكن أن يكون ذا شخصية ساحرة, أي موهوباً في التأثير والنفوذ , وإن كان فيهم أصحاب كفاءات وقيم رفيعة, فالمضطرب مهما علا منصبه, وتعددت مواهبه, لا يحظى بما يستحق ولا ينال التقدير اللازم, لأنه لا يخلق بطبيعة اضطرابه, مناخاً منسجماً, ولا يفكر في وزن كلماته, ولا في الاحتفاظ بمزاج معتدل, سواء في حياته العامة أو في حياته المنزلية.

الخطوة الأولى
عليك بعد أن عرفت هذين النموذجين أن تجعل الأول منهما قدوة تحتذي, ومثالاً يتبع, والثاني أداة تحذير وتجنب واحتياط.
فإذا لحظت أنك أقرب إلى المضطرب, فثق أنك تصل بالمران والاجتهاد والمثابرة, إلى مساواة الهادئ بسرعة, بل قد تفوقه في شمائلك التي تستحدثها, وجهودك التي تبدلها.
العيب يولد المزية, هذا قانون التكامل عندما يراد الكمال, فليس في الدنيا أجرأ ممن كان جباناً, ولا أصلب ممن كان مائعاً, ولا أهدأ من كان مضطرباً.
لتكن أولى خطواتك إذن أن تضع نصب عينيك "فكرة" واحدة, واهتماماً واحداً, هو تحصيل الصلابة والهدوء. ثم تخضع جميع أعمالك وتصرفاتك ومشروعاتك وأفكارك لتطبيق القواعد الخمس التالية والأخذ بها. وسائل لما تهدف إليه, وهي:
1ـ التوازن الصحي.
2ـ مراقبة الإحساس, التي تفضي إلى الثبات في وجه الانفعالات, والوساوس, والأخيلة, والمقلقات والمزعجات من كل جنس ولون, فلا تستنزلك, من بعد, عن هدوئك ضجة, ولا فتنة, ولا متعة, ولا إغراء, ولا إرهاب.
3ـ التكلم من غير عجلة, فإن من يتدبر وجوه العواقب, ويعرف أثر كل كلمة يتفوه بها, ويحسب لكلامه وزناً, يبطئ في الكلام, ويؤثر السكوت. وقديماً قال الشاعر العربي:
الصمت زين, والسكوت سلامة .......... فإذا نطقت فلا تكن مهذارا
ما أن ندمت على سكوتي مرة .......... ولقد ندمت على الكلام مرارا
ذلك بأن الثرثرة والجدل, والاعتراض وما رادف, أشياء تشبه "الضجة" أو هي الضجة النفسية بعينها, فلا تسترسل معها, ثم لا تستجب لها إن هي راودتك عن هدوئك.
4ـ فتش عن عشرة هادئين وادعين وأماكن بعيدة عن الصخب. ثم
نظم أعمالك اليومية وفق منهج تسير عليه بعد أن تفكر فيه تفكيراً عميقاً شاملاً, ولا تسمح لنفسك أن تحيد عنه قيد شعرة,بحيث يجري وقتك في مناخ مطمئن, وإذا حدث "غير المنتظر" تستطيع أن تدفع آثاره في زعزعة هدوئك بتوقعه مع الزمن, وتلافي نتائجه, إلى أن ينتظم كل مالا تنتظر, في مناهجك اليومية والشهرية والسنوية.
5ـ قرر الآن وتأمل جمال الهدف الذي تسعى إليه, واستلهمه الضياء والعزيمة, وأبدأ في التنفيذ, ولا تسأل عن الصعاب والعراقيل مهما عظمت أو اشتدت, ولا تفكر بغيرك فهذا ما يخصك شخصياً ولا يخصه, وحطم القيود, وتجاوز السدود, وترقب النجاح, وسر إلى الأمام ... نحو احترام نفسك, ونيل حقوقك, وارتفاع مكانتك!
اشرع من الآن في إعادة تنظيم مصيرك على جميع الجهات, رغم كل عائق, ورغم كل مانع, ورغم كل خاذل ومثبط.
كن شجاعاً ... وكن هادئاً, فأنت قادر على الظفر. فالذين ظفروا لم يكونوا أحسن منك حالاً!
__________________



madina_boy@hotmail.com
رد مع اقتباس