[مخاوي الليل]

ترحيب روسي بمبادرة واشنطن حول نزع الأسلحة النووية



موسكو (مكتب الرياض-هلال الحارثي):
رحبت روسيا بمبادرة واشنطن التي تعتزم أن تقترح على موسكو تقليص الترسانات الاستراتيجية بحدة. ولكن ممثلي السلطات الروسية والخبراء الذين يقيمون ايجابيا عموما هذه النوايا غير المعلنة رسميا بعد، يرفقون تقييماتهم هذه بجملة من التحفظات. بالأخص وهذا ما يتفق عليه الجميع عمليا أن موسكو ترى أن المسألة حول تقليص الرؤوس النووية يجب أن ترتبط بمسألة نشر عناصر المنظومة الأمريكية للدفاع الصاروخي في أوربا. وأن هذه القضية تبقى اكبر عقبة في طريق وضع اتفاقية جديدة ولكن باراك أوباما يمكن أن يقدم على حد قول جملة من وسائل الإعلام على تجميد هذا المشروع لأجل غير مسمى.
وكانت وسائل الإعلام الروسية المحلية قد تناولت رغبة الإدارة الأمريكية الجديدة في تنشيط الحوار مع روسيا حول شؤون نزع الأسلحة النووية. وعلى حد المعطيات الصحفية التي نسبتها إلى مصدر لم تكشف عنه في الإدارة الأمريكية أن الرئيس باراك أوباما يضع نصب عينيه هدف تقليص القدرات النووية في البلدين بنسبة 80 بالمئة أي إلى مستوى ألف رأس نووي لدى كل واحد من الطرفين.
وذهبت الصحف المحلية إلى أن واشنطن على استعداد لطرح هذه المقترحات أثناء المفاوضات التي ستبدأ مع موسكو في القريب العاجل حول الاتفاقية الجديدة الخاصة بالرقابة على التسلح التي يجب أن تحل محل معاهدة تقييد الأسلحة الاستراتيجية الهجومية الأولى التي سينتهي مفعولها في ديسمبر القادم. وأن الطرفين وافقا على إجراء مفاوضات حول عقد اتفاقية جديدة بدلها.
ومع أن موسكو لم تتلق بعد أي مقترحات رسمية من واشنطن حول نزع السلاح إلا أنها على حد قول نائب رئيس الحكومة الروسية سيرغي إيفانوف على استعداد لخوض المفاوضات. وقد صرح إيفانوف قائلا : نحن نرحب بما أعلنته إدارة باراك أوباما الجديدة حول استعدادها لإجراء مفاوضات وتوقيع اتفاقية روسية - أمريكية جديدة حول تقليص الترسانات النووية في غضون عام واحد.
وفي أبريل سيلتقي باراك أوباما ودميتري ميدفيديف في لندن في إطار قمة مجموعة العشرين ويحتمل أن يقوم الرئيس الأمريكي بزيارة إلى موسكو. ومن المتوقع أن يتم في مارس لقاء وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من أجل تهيئة المباحثات بين رئيسي الدولتين. وقد صرح نائب وزير الخارجية الروسي غريغوري كاراسين أن عزم الرئيس أوباما هذا في منتهى الأهمية. وأنها رسالة حديثة ينبغي لنا أن نطورها في سياق المباحثات بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيرته الأمريكية هيلاري كلينتون وكذلك على مستوى المشاورات بين الخبراء العسكريين.
وعلى حد رأي المندوب الروسي الدائم لدى الناتو دميتري روغوزين فإن المسألة حول تقليص الرؤوس النووية يجب ألا تعالج إلا سوية مع المسالة التي تخص الدفاع الصاروخي. وقال: إن من غير الجائز اقتراح تقليص الرؤوس النووية والعمل في الوقت ذاته على بناء وحدات عند الحدود الروسية قادرة على تدمير هذه الرؤوس. وافترض أن ألف رأس نووي غير كافية للتغلب على المنظومة الأمريكية الراهنة للدفاع الصاروخي. وانطلاقا من أولى التصريحات التي أدلى بها ممثلو الإدارة الأمريكية الجديدة فإن فريق باراك أوباما يشكك في جدوى هذا المشروع الذي سعت الإدارة الأمريكية السابقة إلى تحقيقه. هذا وكتب مدير معهد الولايات المتحدة وكندا في موسكو سيرغي روغوف في صحيفة "كوميرسانت" الروسية مقالة قال فيها: قد تنشأ المنطلقات لتحسين العلاقات الثنائية على أساس متكافئ. ولكن التطورات الايجابية لا تبدو ممكنة إلا في حالة تخلي الولايات المتحدة عن نشر الدفاع الصاروخي في أوربا وعن قبول أوكرانيا وجورجيا في الناتو.