أسواق النفط ترقب قمة العشرين مع استقرارها فوق 50 دولارا

مهندسان يقفان بالقرب من برج كبير على مستنقع مائي عميق على ظهر سفينة، ويستخدم البرج لحفظ النفط والغاز في المواقع البحرية العميقة، ويعد هذا المستودع السابع من نوعه الذي يبنى لشركة أنسكو الأمريكية العالمية. رويترز
"الاقتصادية" من لندن
يتوقع أن يتوزع اهتمام السوق هذا الأسبوع بين تأثير اجتماعات قمة العشرين في لندن وإذا ما كانت ستعطي إشارة على حدوث شيء من التعافي الاقتصادي والخروج من مناخات التشاؤم والإحباط السائدة منذ أواخر العام الماضي، وبين التحركات الآجلة لسعر البرميل الذي حقق يوم الخميس الماضي أعلى معدل له منذ تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
فيوم الخميس المقبل ستلتئم قمة العشرين في العاصمة البريطانية، ومع أن اللقاء سيكون قبل يومين من نهاية الأسبوع إلا أن التطلع والترقب لما يمكن أن تخرج به سيلقي بظلاله على الأجواء العامة للسوق النفطية منذ بداية هذا الأسبوع، فكل هذا الجهد الدولي، وهو الثاني من نوعه في غضون أقل من خمسة أشهر على اللقاء الأول الذي استضافته الولايات المتحدة، يهدف إلى أتخاذ إجراءات بأمل وقف التدهور الاقتصادي وعكس تيار الحركة الى ميادين إيجابية.
وبصورة خاصة سيكون هناك متابعة لأهم لما يمكن أن تخرج به هذه القمة من سبل دعم للدول النامية التي لا تستطيع وحدها مواجهة الأزمة، وكل هذا في إطار هامش يضيق بصورة مستمرة حتى أمام تحرك الدول الغنية.
وأي إجراءات يتم الإعلان عنها ستنتظر ترجمة من السوق وكيف ينظر إليها، وكما عبر الممول المعروف جورج سوروس فإن السوق أمام طريقين أمام وجود ضوء في نهاية النفق تسير عليه أو تتحطم كلية فيما إذا لم تقتنع أن الإجراءات التي تم اتخاذها ستكون فاعلة.
من ناحية أخرى، فإن السوق ستتحرك بناء على ما انتهت إليه الأسبوع الماضي وهو حدوث شيء من التقلب السعري، لكن مع وجود أرضية أصبحت شبه ثابتة يتحرك فوقها سعر البرميل وهي 50 دولارا، ففي منتصف الأسبوع الماضي وحتى نهايته صعد سعر البرميل إلى أعلى معدل له منذ خمسة أشهر وهو 54.34 دولار، لكنه تراجع بعد ذلك بأكثر من دولارين فيما اعتبر مؤشرا على تحرك من قبل المتعاملين لقطف ثمار ذلك الصعود في السعر، الأمر الذي أعاد إلى المقدمة الحديث عن تأثير حالة الكساد الاقتصادي التي أسهمت في هذا الحالة تحديدا إلى تفريغ قوة الدفع التي حققتها الأسعار.
وهذا ما يثير سؤالا حول مدى قدرة السوق على تحمل سعر 50 دولارا للبرميل كأرضية مستدامة يمكن للسعر أن يتحرك الى أعلى منها، فالواضح أن أرقام العرض والطلب تعمل على تحريك السعر الى أعلى أو أسفل، خاصة عندما يوضع عنصر المخزون في الاعتبار.
ففي الأسبوع الماضي سجل حجم المخزون من النفط الخام في الولايات المتحدة نموا بلغ 3.3 مليون برميل يوميا، وهو حجم جاء أعلى مما كان متوقعا، إلى 356.6 مليون، بينما تراجع البنزين والمقطرات بأكثر من مليون برميل للأول إلى 214.6 مليون وبنحو 1.6 مليون إلى 143.9 مليون برميل للثاني، وفي الوقت الذي تراجع فيه الطلب على المقطرات بنسبة 9 في المائة عما كان عليه قبل عام، فإن المخزون لا يزال على أعلى معدل له منذ عقد من الزمان.
وأهمية متابعة حجم المخزون الأمريكي من النفط الخام أنه يعطي إشارة على مدى نجاح خطوات منظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" خفض الإنتاج خاصة على ضوء التقديرات المتضاربة أحيانا، فقد أصدرت مؤسسة بترولوجستكس الاستشارية تقديرا لها أخيرا أن إنتاج "أوبك" للشهر الحالي لا يزال أعلى من السقف المستهدف بنحو مليون برميل يوميا، بل أبان تقرير آخر أن إنتاج المنظمة هذا الشهر سيكون في أدنى معدل له منذ ست سنوات.