السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اغلقي اذني يا امي !!
في احد الازقة الموصلة بين حارة الحواشين وجورة الذهب , جلست امرأة على عتبة بيت طالة القصف الصاروخي , كانت تحتضن طفلا في السادسة من عمره , بدا تصرف هذا الطفل غير مألوف كون من هم في مثل سنه يميلون للانفلات من امهاتهم والانشغال باللعب , وبالتالي ألح الفضول بالسؤال ..
قالت المرأة .. لقد تغير " حموده " كثيرا بعد الاجتياح , اصبح يلازم حضني طيلة الوقت ..
حدث هذا عندما كانت الحارة تتعرض على مدار الايام لقصف صاروخي متواصل , لم يسلم منه بيتنا وبيوت الجيران , صار حمودة يرتجف من شدة خوفه وينكمش مرتعدا عند دوي كل انفجار , ومرة بعد اخرى ادرك من التجربة ان انفجار الصاروخ يسبقه بثوان انفجار اولي اخف حدة ( وهو صوت الحشوة الدافعة الاولى ) فقال لي راجيا ..
( عندما تحسين ان صاروخا قادما باتجاهنا , اغلقي اذني يا امي ) , دأبت على فعل ذلك , ولكن حموده ما يزال رغم مرور شهر على انتهاء الاجتياح , يلتصق بحضني حتى لا اتأخر في اغلاق اذنيه ....