تخيل معي الوطن العربي
و امسك بورقة و قلم
و ارسم رجلا له اذن واحدة
و اثنين و عشرين فم
و عين تشرب خمرا
و عين تنزف دم
و اكتب تحته
طفل يتيم
بلا اب او ام
و تصور كيف صار
رعاة الغنم
غنم
و صاروا للعجم
خدم
و تخيل معي حكامنا و رؤسائنا
كيف وصل بهم الكرم
حين استضافوا في ارضهم
كل الامم
و وزعوا عليهم قطعة ارض
و بنوا لهم خيم
و كيف صارت الخيم
هرم
و صارت لهم في الارض
قدم
تخيل معي الوطن العربي
و قد صار امرأة
منزوعة الرحم
فكيف نأتي من جديد
برجل يكسر الصنم
يرحم الله عمر
و صلاح الدين و المعتصم
يرحم الله وطنا
اسمه في التاريخ لم يدم
ليس هناك داع لان تتخيل
و تضرب الامثال و الحكم
فقط انظر امامك
و ستشعر بالالم
ستجد اشخاصا غريبة
تسير في بلدك
تستولى علي كل النعم
و ستجد بلدك غدا
معروضة للبيع
بدينار و درهم
و اجنبي يحكم بلدك
و انك قد صرت
من الحشم
كنا امة
فتداعت علينا الامم
و فتحنا ارضنا للجراد
فأكل كل شئ و التهم
و اعطتنا امريكا نجمتين
نضعهما فوق كل علم
و اخذت منا ارضنا
نساءنا
بترولنا
شرفا يحمي الذمم
ما عاد في قولنا لا
و صار كلامنا كله نعم
لامريكا نعم
لاسرائيل نعم
لقتل اخي نعم
لبيع ارضي و شرفي
نعم
و صار حكامنا
واحد اعمى
و الاخر اصم
و اخر ابكم
و صار الوطن العربي
وجها باثنين و عشرين فم
كلام.. كلام
كلام منهزم
حتى صرنا نأكل كلام
نشرب كلام
نرتدي كلام
و صار لساننا بالكلام
مزدحم