ماء ورد ياخواجه !

[مخاوي الليل]

ماء ورد ياخواجه !
ما المشكلة إذا ما بصق المدرب الروماني كوزمين على أحد حراس أمن الملعب بعد أن حاز الفريق الذي يدربه على الكأس؟, يجب أن نضع في اعتبارنا أن الناس مقامات فهو مدرب كبير ويتقاضى الملايين أما هذا الحارس (الغلبان) فلا يتجاوز راتبه ألفاً وخمسمائة ريال ويعيش على هامش الحياة !.
كوزمين المدرب الخارق والقائد التاريخي الذي ضحى باستثماراته في رومانيا من أجل سواد عيوننا يستحق أن نغض الطرف عن نوباته العصبية, أما هذا المواطن البائس الذي يرتدي زي حارس الأمن فعليه أن يدرك بأنه رجل محظوظ لأنه تلقى بصقة من كوزمين شخصيا ولم يكن مثل زملائه الذين يتلقون البصقات من الشباب المغمورين الذين يحاولون دخول المجمعات التجارية ! .
بل إن هذه البصقة الرومانية يمكن أن تشكل نقطة تحول في حياة هذا المواطن الشقي لأنه أصبح شخصا مشهورا بعد أن تناقلت مواقع الإنترنت صورته وهو يتلقى البصقة باستسلام بينما الجميع يحاولون تهدئة الخواجه كوزمين وإقناعه بعدم توجيه بصقة ثانية كي لا يهدر مخزون لعابه النقي على هذا الرجل الذي لا يستحق أكثر من بصقة واحدة, لقد أصبح بمقدور حارس الأمن الهامشي تخليص معاملاته معتمدا على شهرته (المبتله) حيث يقول لكل موظف يصادفه بأنه وبلا فخر: الشخص الذي بصق في وجهه كوزمين .
لقد بصقت الأيام حارس الأمن هذا وألقت به على أرصفة الفقر فلم يجد سوى هذه الوظيفة الشاقة كي تكفيه ذل السؤال وهاهو اليوم يتلقى علاوة غير متوقعة حيث أصبح راتبه ألفا وخمسمائة ريال وبصقة, لذلك عليه أن يحتفل بهذا الرذاذ الأوروبي على أنغام أغنية: (أبكي على ما جرالي ياهلي) ! .
من حق كوزمين أن يبصق في وجه كل حارس أمن يجده في طريقه, من حقه أيضا أن يتجاهل أي مشجع معاق يعكر مزاجه, ومن واجب الصحافة أن تدافع عن بصقته فهل ثمة شرف صحفي أكبر من أن يتحول الكاتب إلى محام عن بصقة كوزمين ؟ ... فابصق حيثما شئت يا كوزمين فنحن نقدر ماء الورد الروماني!.

* إضاءة:
بعد كتابة هذه السطور سمعت خبر طرد كوزمين من البلاد.. فإذا كان هذا الخبر صحيحاً فإنني أتوجه بالشكر العميق لمن اتخذ هذا القرار.
klfhrbe@gmail.com