محافظ البنك المركزي الأمريكي يدافع عن إنقاذ عملاق التأمين

[مخاوي الليل]

محافظ البنك المركزي الأمريكي يدافع عن إنقاذ عملاق التأمين

واشنطن ـ رويترز:
دافع رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأمريكي) بن برنانكي عن أحدث إنقاذ من الحكومة لشركة التأمين المتعثرة "أيه. إي.جي" وقال لمشرعين غاضبين إنه غاضب أيضا لكن الفشل في التحرك كان سيسبب كارثة اقتصادية.
وأعطى برنانكي أثناء شهادة أمام لجنة الميزانية في مجلس الشيوخ رؤية قاتمة للاحتمالات المستقبلية للاقتصاد الأمريكي وقال إن ظروف سوق العمالة ربما ساءت في الأسابيع القليلة الماضية، وساعدت تصريحاته على دفع سوق البورصة إلى التراجع لبرهة قصيرة.
ووسط إلحاح من لجنة مجلس الشيوخ لتبرير أحدث تحرك في سلسلة متزايدة من عمليات الإنقاذ لشركة أمريكان إنترناشونال جروب AIG قال برنانكي إنه لم يكن هناك بديل رغم أن الشركة كانت تتصرف بلا مسؤولية، وقال للجنة "نحن نعرف أن فشل مؤسسات مالية كبيرة في أزمة مالية يمكن أن يكون كارثة للاقتصاد، لم يكن لدينا خيار فعليا".
وأمدت الحكومة الأمريكية 30 مليار دولار أخرى إلى شركة أيه. إي.جي أمس في إطار برنامج لإعادة الهيكلة سبق أن تضخم إلى نحو 150 مليار دولار.
ومنيت "أيه.إي.جي" بخسارة فصلية قياسية بلغت 61.7 مليار دولار أمس وتعاني الشركة خسائر بسبب عقودها لمبادلة العجز الائتماني التي تضمن الأوراق المالية المرتبطة بالعقارات.
وقال المشرعون لرئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي إن صبر المواطنين تآكل بشأن الدعم السخي لشركة التأمين المتعثرة رغم أن شركات أصغر وعائلات تتلقى ضربات ثقيلة من الاقتصاد الراكد.
وقال السناتور الديمقراطي رون ويدن "الآن.. الشركات الصغيرة في أنحاء البلاد، التي تلتزم باللوائح ودفعت ما عليها في الموعد لا يمكنها الحصول على خط ائتمان في حين يبدو أن "أيه.إي.جي" لديها صنبور مفتوح من اموال دافعي الضرائب".
وأوضح برنانكي أن علاقات "أيه.إي.جي" الموسعة مع البنوك في أنحاء العالم تثير خطر "العدوى" إذا فشلت الشركة، وذكر أن السلطات تعمل بجد لمحاولة تحييد المواقع الخطرة.
وأضاف "نحن نفعل ما بوسعنا لتجزئة الشركة، لجعلها في موقف يتيح بيعها ونحاول تقليم أظافرها"، وقال إنه "إذا كان هناك حدث واحد في هذه الأشهر الثمانية عشرة بالكامل جعلني أكثر غضبا فلا يمكنني التفكير في حدث غير شركة أيه. إي.جي".
وساوى برنانكي بين قسم الخدمات المالية في الشركة وصندوق تحوط لا يخضع للوائح التنظيمية، وبين برنانكي للجنة أن استعادة الاستقرار للقطاع المالي المتعثر تمثل شرطا مسبقا لأي انتعاش من الركود الأمريكي العميق، وأشار إلى أنه لا يمكن تجنب حدوث زيادة في ديون الحكومة الأمريكية.
وأضاف "نحن نتحرك اليوم بصورة افضل وعلى نحو أقوى لحل مشاكلنا الاقتصادية"، وتابع "البديل يمكن أن يكون فترة طويلة من الركود الاقتصادي، الذي لن يسهم فقط في مزيد من التدهور في الوضع المالي وإنما سيتضمن أيضا انخفاضا في الإنتاج والتوظيف ومستويات الدخول لفترة طويلة".