المستثمرون المخاطرون يجنون ثمار التحسن الناتج عن قمة العشرين

[مخاوي الليل]

المستثمرون المخاطرون يجنون ثمار التحسن الناتج عن قمة العشرين


متظاهرون يقفون احتجاجا قرب بورصة وول ستريت في حي المال، وذلك ضد أسلوب معالجة الأزمة الاقتصادية الأمريكية وبرامج الإنقاذ الحكومية للبنوك الخاصة والشركات. وأغلقت مؤشرات الأسهم الأمريكية أمس الأول على ارتفاع، وارتفع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 نحو 8.12 نقطة أي
نيل دِنيس من لندن
المستثمرون الذين يحبون المخاطرة كانت لديهم أمور كثيرة تدفعهم للتفاؤل بخصوص هذا الأسبوع، ودفعوا إلى أعلى بأسواق الأسهم والسلع والأسواق الناشئة.
والعلامات التي تشير إلى أن الاقتصاد الأمريكي ربما يكون قد وصل أدنى نقطة له، والمشاعر الإيجابية التي أحاطت بمؤتمر قمة مجموعة العشرين في لندن، والقواعد المحاسبية اللينة بخصوص قيود الموجودات السامة، كل ذلك ساعد على تحسين المزاج العام في أسواق الأسهم العالمية.
في مؤتمر قمة مجموعة العشرين، كانت هناك نتائج إيجابية وقعت موقعاً حسناً عند الجميع، وهي القرار بحقن 1100 مليار دولار، معظمها مخصص لصندوق النقد الدولي، وتنظيف صناعة الخدمات المالية، والوعد بدفع عجلة التجارة، واستعادة النمو العالمي.
وحدثت مفاجأة حقيقية واحدة خلال الأسبوع، وهي قرار البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وليس بمقدار 50 نقطة أساس، كما كان متوقعاً. كان من شأن ذلك دفع اليورو إلى أعلى في مقابل الدولار والين، ما عمق توجُّهاً كان هو الاتجاه المهيمن بالأصل خلال الأسبوع.
واندفعت أسواق الأسهم بقوة يوم الخميس، حيث واصلت المكاسب التي سجلتها خلال الجلستين السابقتين، في الوقت الذي أظهر فيه المستثمرون شهية متزايدة للمخاطر. وكانت أكثر الشركات المستفيدة من ذلك هي أسهم الشركات المالية وشركات التعدين.
البيانات الخاصة بالرواتب في القطاعات غير الزراعية، التي نشرت يوم الجمعة، كانت نوعاً من التقييم الواقعي للأوضاع وأوقفت اندفاع الأسهم الذي استمر لثلاثة أيام في أوروبا والولايات المتحدة.
كان الرقم الخاص بعدد العاملين الذين تم تسريحهم في آذار (مارس) هو 663 ألف وظيفة، وهو الرقم الذي كانت تتوقعه السوق بالضبط، ولكن كانت هناك خيبة أمل من أن هذا المقياس الحيوي لسلامة الاقتصاد الأمريكي لم يُظهر علامات على التحسن.
وقال أريك أوهانِسيان، من مركز أبحاث الاقتصاد والأعمال: "هذا العدد الضخم من تسريحات العاملين يشير إلى استمرار الهبوط في الناتج، ونتوقع هبوطاً كبيراً في النمو مرة أخرى في الربع الأول من العام". و"سيعمل هذا على التخفيف من المزاج الإيجابي الذي جاء في أعقاب قمة مجموعة العشرين".
يوم الجمعة في نيويورك، ارتفع مؤشر ستاندارد آند بورز 500 بمقدار 1 في المائة، في حين ارتفع مؤشر داو جونز للشركات الصناعية بمقدار 0.5 في المائة. كذلك سجل المؤشران ارتفاعاً على مدى الأسبوع، حيث سجل مؤشر ستاندارد آند بورز ارتفاعاً بنسبة 3.3 في المائة، ومؤشر داو جونز بنسبة 3.1 في المائة. وهبط مؤشر فاينانشيال تايمز 100 بنسبة 2.3 في المائة، ولكنه مع ذلك سجل ارتفاعاً على مدى الأسبوع بنسبة 3.4 في المائة، في حين سجل مؤشر فاينانشيال تايمز يوروفيرست 300 ارتفاعاً على مدى الأسبوع مقداره 4.5 في المائة. وفي طوكيو ارتفع مؤشر نيكاي 225 بنسبة 1.4 في المائة على مدى الأسبوع.
الأسواق الناشئة حصلت على دَفعة متينة من اجتماع قمة العشرين، وذلك بفضل الزيادة التي أُدخِلت على موارد صندوق النقد الدولي. وأشار سِباستيان باربيه من مؤسسة كايلون Calyon إلى أن الصندوق ربما يكون قادراً في المستقبل على تقديم السيولة لبلدان الأسواق الناشئة قبل أن تصل إلى مرحلة عصيبة من الأحوال المالية.
وقال: "هذا التحول يفترض فيه أن يساهم في مساندة شهية المخاطر بالنسبة للأسواق الناشئة". ارتفعت معدلات أسواق الأسهم في الأسواق الناشئة، وكانت في طليعتها بورصة بودابست في المجر، التي سجلت ارتفاعاً مقداره 7.2 في المائة على مدى الأسبوع، في حين ارتفع مؤشر ويج WIG في بولندا بمقدار 5.9 في المائة.
في أسواق العملات في الاقتصادات الناشئة، قفز الفورِنت المجري 4.1 في المائة على مدى الأسبوع، وقفز الزْلوتي البولندي بنسبة 5.5 في المائة، والراند الجنوب إفريقي بنسبة 4.5 في المائة.
في أسواق العملات الأخرى كان الضعف في الدولار والين نتيجةً لارتفاع شهية المخاطر لدى المستثمرين. من العملات الرئيسة كان الاسترليني صاحب الحظ الأوفر، حيث تقدم الاسترليني بصورة عامة بفعل اندفاع أسهم البنوك البريطانية وتحسُّن أسعار المساكن.

انتعشت أسواق السلع بفعل الآمال بأن الإجراءات المتخذة ضمن صفقات التحفيز الاقتصادي العالمية يمكن أن تحرك الطلب على المواد الخام. استمر النحاس في الارتفاع إلى ما فوق أربعة آلاف دولار للطن، حيث كان في طليعة الارتفاع الأرحب الذي شمل قطاع المعادن الخسيسة.
كذلك سجلت السلع الزراعية مكاسب قوية بعد أن نشرت الحكومة الأمريكية تحليلها الأول حول المحاصيل التي يمكن أن يقوم بزراعتها المزارعون الأمريكيون هذا الربيع، في تقرير أشار إلى أنه لا بد من تحقق الظروف الطيبة للزراعة للحؤول دون تقلص العرض الذي يتشكل الآن في أسواق الذرة وفول الصويا.
وفي الوقت الذي تراجعت فيه موجودات الملاذ الآمن، تراجع سعر الذهب إلى ما دون 900 دولار للأونصة يوم الخميس ثم استعاد بعض الخسائر وسجل يوم الجمعة مستوى 902 دولار للأونصة بعد جني الأرباح في أسواق الأسهم، ولكنه ظل عند هبوط مقداره 2 في المائة على مدى الأسبوع.
عانت السندات الحكومية مصيرا مماثلا، ما دفع بالأسعار إلى أدنى والعوائد إلى أعلى. ارتفع العائد على سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات بمقدار 14 نقطة أساس على مدى الأسبوع، ليصل إلى 2.90 في المائة، في حين ارتفع العائد على سندات الخزانة البريطانية لأجل عشر سنوات بمقدار 11.1 نقطة أساس ليصل إلى 3.38 في المائة.
السندات الحكومية في منطقة اليورو بيعت بسرعة بعد الشعور بخيبة الأمل من أن قرار تخفيض أسعار الفائدة الذي اتخذه البنك المركزي الأوروبي لم يكن قوياً بما فيه الكفاية.
كان معظم الناس يتوقعون أن يعلن البنك المركزي الأوروبي تخفيضا مقداره 50 نقطة أساس في أسعار الفائدة، في حين أن البعض كان يأمل في قيام البنك بالإعلان عن إجراءات إضافية لحَمْل البنك باتجاه مسار التيسير الكمي.
قال تشارلز ديبل Diebel من بنك نومورا: "كان من شأن هذا التخلص من المراكز الطويلة في الأوراق المالية (الاقتناء على أمل ارتفاع الأسعار)، ما عمق من الضغط الواقع من الاندفاع نحو الموجودات الخطرة".
ارتفع العائد على سندات الخزانة الألمانية لأجل عشر سنوات بمقدار عشر نقاط أساس ليصل إلى 3.2 في المائة.، وظلت أسواق الائتمان في حالة ضعيفة، حيث أخفقت في الاستجابة لانتعاش المزاج العام في أسواق الأسهم. مؤشر آي تراكس كروس أوفر iTraxx Crossover، الذي يتألف في معظمه من سندات الشركات الخطرة، توسع على مدى الأسبوع بمقدار تسع نقاط ليصل إلى 920 نقطة أساس.