عملية شفط الناميات تتم بغاية السهولة ولا تستغرق أكثر من 5 دقائق
عملية شفط الناميات تتم بغاية السهولة ولا تستغرق أكثر من 5 دقائق
الناميات (لحمية الأطفال) هي نسيج لمفاوي يوجد في الجدار الخلفي للبلعوم الأنفي, وقد تملأ الناميات معظم هذا التجويف عند الأطفال الصغار لكنها تبدأ في الضمور عند سن ست إلى سبع سنوات, وكقاعدة عامة لا يبقى من الناميات إلا جزء ضئيل أو تختفي تماماً عند سن 15 سنة, إلا أنه بسبب الالتهاب المتكرر للطريق التنفسي العلوي عند بعض الأطفال بين سنة وأربع سنوات فإن الناميات تتضخم وتسبب الأعراض التالية: انسداد الأنف الذي ينتج عنه اضطرار المريض إلى التنفس عن طريق الفم ما يفقده جميع وظائف الأنف, التي تشمل خلال الاستنشاق تبريد الهواء وترطيبه وتنقيته من الأجسام الغريبة والجراثيم وتمييز الروائح, أما عند الزفير فيقوم الأنف بانتزاع البرودة والرطوبة وتحميل الهواء بجميع ما علق به من أتربة وأجسام ضارة لم يسمح لها بالدخول إلى مجرى الهواء. مضاعفات الناميات كثيرة وتحتاج إلى التدخل السريع بسبب انسداد الأنف أيضاً يقوم المريض بالتنفس عن طريق فمه الذي لم يخلق لهذه الوظيفة, ما يؤدي إلى جفاف الفم من اللعاب وينتج عنه أمراض الأسنان ورائحة كريهة من الفم والتهاب البلعوم والحنجرة المتكرر وبحة الصوت, إضافة إلى الالتهابات الرئوية المتكررة والنزلات الشعبية وصعوبة علاج حالات الربو, وقد يعاني الطفل الشخير وفي الحالات الشديدة قد تصاحبها اضطرابات النوم مثل نوبات الاختناق أثناء النوم وصعوبة الاستيقاظ والتبول اللاإرادي والصداع المزمن وكثرة النعاس وقلة التحصيل العلمي, إضافة إلى عديد من المشكلات الصحية, كما يؤدي تجاهل هذه المشكلة إلى تأثر نمو الجيوب الأنفية, ما يسبب تغيرا في ملامح وجه الطفل, وهو ما يعرف عند المتخصصين بوجه النامية Adenoid face مع تشوه ظهور الأسنان, والعلاج ضروري لتفادي مثل هذه المشكلات.
كما أن تضخم الناميات عن الأطفال يؤدي إلى اضطرابات في قناة النفير (قناة أستيكيوس) التي تصل الأذن الوسطى بسقف الحلق وتقوم بدور مهم تجاه الأذن, حيث تعادل ضغط الأذن الوسطى مع الضغط الخارجي, ما يمكن طبلة الأذن من نقل الصوت بأفضل صورة, كما تقوم هذه القناة بتسريب السوائل من الأذن الوسطى إلى الحلق, إضافة إلى دورها المهم في حماية الأذن الوسطى من صعود التلوث والجراثيم الموجودة في البلعوم الأنفي إلى الأذن الوسطى, ومن المهم معرفة أن فتحة قناة النفير في سقف الحلق توجد بالقرب من الناميات التي قد يعوق تضخمها قناة النفير عن العمل بشكل جيد, ما يؤدي إلى التهابات الأذن الوسطى المتكررة وتجمع السوائل في الأذن الوسطى ومن ثم ضعف السمع. تأكيد تشخيص الناميات المتضخمة بالمنظار والأشعة إضافة إلى أعراض وعلامات المرض يمكن التأكد من تشخيص الناميات المتضخمة عن طريق الفحص بالمنظار أو بواسطة الأشعة السينية الجانبية للرأس, ويمكن علاج الناميات بالأدوية مثل المضادات الحيوية والكورتيزون الموضعي في الحالات البسيطة بينما يكون استئصال الناميات هو الحل الشافي والسريع لعديد من المرضى بحول الله وقوته, ويتم استئصال الناميات تحت التخدير العام بالكحت أو استخدام الأجهزة الحديثة التي تقوم بشفط النامية بعد كيها لتصبح هذه العملية في غاية السهولة والسرعة حيث لا تستغرق أكثر من خمس دقائق وتتم من خلالها الإزالة الكلية لهذه الناميات مما يندر معه تكرار نموها. يندر أن يصاحب هذه العملية أي مضاعفات, ومن هذه المضاعفات أن تندي منطقة النامية فتظهر إفرازات من الأنف محمرة بالدم, ومن النادر جداً النزيف, خاصة مع الأجهزة الحديثة, وعند حصول النزيف قد يحتاج المريض إلى المحلول الوريدي وأخذ عينة الدم إلا أنه يندر جداً الحاجة إلى إعادة الطفل إلى غرفة العمليات لإيقاف النزيف. يجب ذكر أنه من النادر جداً أن يكون هناك تغير في الصوت بعد العملية, وهذا قد يحدث عند إزالة النامية الكبيرة جداً أو عند الأطفال الذين لديهم قصر في الحنك الرخو، وغالباً ما يشفى المريض مع مرور الوقت, ولكن إذا لم يتم ذلك فمن المفضل مراجعة إخصائي التأهيل الصوتي, وتندر الحاجة إلى عملية تصحيح البلعوم.
د. عبد الرحمن حجر استشاري الأنف والأذن والحنجرة في مركز الدكتور سليمان الحبيب الطبي
|