الـحـكـواتـي
في زمن لم تتوفر فيه وسائل الترفية والتسلية كما هو الحال الآن كان للحكواتي دور بارز في حياة المجتمع الجدوي .
والحكواتي هو قصّاص شعبي يتخذ مكانه على سدّة عالية في صدر المقهى، فيجتمع في المقهى عدد من الناس للإستماع للقصص التي يرويها لهم ومن تلك القصص : عنترة العبسي والزيرسالم وأبي زيد الهلالي وهي روايات حماسية تمثل الشجاعة والكرم والحميّة والوفاء والصدق والمروءة والجرأة وحفظ الذمم ورعاية الجار... إلى آخر ما هنالك من المكارم التي ينسبونها إلى أبطال الرواية، ويجعلون النصر لهم والدائرة على اعداءهم ، ويصفونهم بالجبن والكذب والبخل والرياء والغدر والخيانة والنكث بالعهد، إلى آخر ما هنالك من المفاسد.
وتقدّم هذه القصص على أجزاء ، كل يوم جزء . ويذكر لي والدي رحمه الله أن الحكواتي عادة يتوقف عند موقف حرج من القصة، مما يربط المستمع ويشدّه في اليوم التالي لمتابعة ما حدث للبطل كما هو الحال في المسلسلات التليفزيونية في الوقت الراهن. وكان المستمعون إلى هذه القصص في حالة انتصار بطل القصة على اعدائه يفرحون بل بعضهم يقيمون وليمة على حسابهم الخاص.