هل فشل الاقتصاديون الإسلاميون في الاستفادة من الأزمة؟
معاوية كنه من الرياض
وبعد أشهر من الأزمة أيضاً، يحق للجميع أن يلقوا بالسؤال نفسه الذي يراود كل من يرقب تطورات الأزمة المالية العالمية، هل استفاد الاقتصاديون الإسلاميون من الأزمة في توظيفها لمصلحتهم؟ وهل نجحوا في تعريف العالم بخصائصه؟ أم أنهم ينتظرون منظري واقتصاديي الغرب؟ كما يبين ترمومتر الأنشطة والفعاليات لديهم، مقارنه بما تقوم به دوائر الاقتصاد الإسلامي، وكذلك بما يتردد في هذه الأنشطة من بحث في مسببات الأزمة دون التقدم خطوة إلى الأمام على الأقل هذا ما نستشفه من تعليقات بعض من تحدثنا معهم في هذا التحقيق.

صلاح الشلهوب
يقول الدكتور صلاح الشلهوب عضو هيئة التدريس في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، الحقيقة إنه إلى الآن ليس هناك شيء من الأطروحات أو المبادرات الجادة لتوظيف هذه الأزمة المالية العالمية في مصلحة المصرفية الإسلامية والاقتصاد الإسلامي بشكل عام إلا في عرض مواطن الضعف التي كانت من أسباب هذه الأزمة مثل المعاملات المحرمة كالربا وبيع الديون والعقود التي يغلب عليها طابع الغرر والمقامرة. أما الحلول فما زالت الأطروحات أقل مما يتطلبه الوضع الحالي بكثير, إذ إن الحلول العملية تتطلب عادة عرضها بصورة متكاملة مدعومة بالبحوث والدراسات للصور التي يمكن أن يقدمها الاقتصاد والمالية الإسلامية, وبعد ذلك تطبيقها لدى المؤسسات المالية وإقناع المستثمرين والمتعاملين بجدوى مثل هذه الحلول وفاعليتها ونجاحها, بل وتميزها على الصور التقليدية. والحقيقة إننا لا نجد مثل هذا اليوم, ولكن من المؤمل وجود اجتهادات من قبل رجال الأعمال والخبراء في الاقتصاد الإسلامي, خصوصا أن الفرصة سانحة اليوم لعرض أي تجربة اقتصادية والتجربة الإسلامية هي الأبرز اليوم.
الدكتور ناصح البقمي ـ أستاذ مساعد في معهد الدراسات الدبلوماسية

البقمي
لا، لم يستفيدوا. فلماذا لم يعقدوا الندوات والمؤتمرات وحلقات النقاش ؛ لبيان أسباب الأزمة وما يمكن أن يقدموه من بدائل على شكل برامج أو سياسات اقتصادية متكاملة؟ أي حزمة عملية من الإصلاحات الاقتصادية, سواء على مستوى الاقتصاد الجزئي أو الاقتصاد الكلي. صحيح عقدت بعض الفعاليات لكن دعي إليها أهل الأزمة الذين عجزوا عن حلها، ولم يدع أهل الفقه والاقتصاد الشرعي الذين ينبغي أن تعطى لهم الفرصة لكي يقدموا ما عندهم!