المدينة المنورة: «الأبيار» تحل مشكلة أزمة الرمل ومعاييره عالمية

[مخاوي الليل]

المدينة المنورة: «الأبيار» تحل مشكلة أزمة الرمل ومعاييره عالمية


عبد الرحيم بن حسن ـ المدينة المنورة
كشف تقرير رسمي صادر عن غرفة المدينة المنورة أن المباني التي شيدت في الفترة الأخيرة بواسطة الرمل المستخرج من وادي الفريش معرضة للمخاطر طبقا لدراسات مخبرية أسفرت عن وصول نسبة الأتربة إلى 15في المائة متجاوزة المواصفات العالمية والوطنية التي تشير إلى أن النسبة تتراوح ما بين 3في المائة إلى 5في المائة. وأوضح التقرير أن عملية غسيل الرمل التي ظلت تستخدمها شركات الخرسانة باستمرار لا تستطيع تحقيق النسبة المطلوبة، فأقصى ما تصل إليه هو 7في المائة.. مؤكدا في الوقت ذاته أن تكرار عملية الغسيل لتحقيق المعيار الآمن تنجم عنه سلبية أخرى تتمثل في فقدان الرمل للمواد الناعمة الموجودة فيه، فيصبح خشنا، الأمر الذي يجعله عاجزا عن اجتياز اختبارات التدرج. واعتبر التقرير أن وادي الأبيار أفضل من سابقه نتيجة تمتع الرمل الخام فيه بدرجة نقاء تصل إلى 3.5في المائة دون غسيل، مما يجعله آمنا للأعمال الإنشائية كالمباني، والبلوك، واللياسة، وأعمال البلاط، بالإضافة إلى توفيره كميات كبيرة من المياه كانت تستهلك في عملية الغسيل ما يجعل نسبة التكلفة تنخفض إلى أدنى قيمة لها خاصة لشركات الخرسانة.
وفي الوقت الذي توقع البعض فيه أن الأزمة قد حلت بشكل نهائي تفجرت مشكلة أخرى هي ارتفاع أسعار السلع التي يدخل الرمل في صناعتها بنسبة تصل إلى 10في المائة نتيجة بعد المسافة الفاصلة بين موقع وادي الأبيار، والمدينة المنورة التي تصل إلى أكثر من 70 كلم تقريبا مما جعل أصحاب النقل يزيدون أسعارهم بنسبة 100في المائة.
ارتفاع الأسعار
و أكد مدير أحد أشهر مصانع الطوب فريد الميمني ارتفاع أسعار النقل إلى الضعف تقريبا، مما يعني ارتفاع المواد المنتجة التي يدخل الرمل في صناعتها إلى 10في المائة تقريبا، وقال: الزيادة باتت أمرا ملحا لاسيما أن المسافة بعيدة عن المدينة المنورة حيث توجد المصانع.
وأضاف: عندما طرح وادي الأبيار كبديل قبل عدة أشهر بدأنا في الاتصالات مع بعض الجهات المعنية من أجل البحث عن موقع أقرب لتجنيب السوق المحلي مغبة رفع السعر لكن لم نجد أي تجاوب من تلك الجهات، ونحن نتطلع لإعادة النظر في الموقع البديل. ومضى يقول: لقد عقدنا عدة اجتماعات مع لجنة الخرسانة التابعة لغرفة المدينة من أجل توضيح الموقف، ورصد السلبيات الموجودة، وهم بدورهم تفهموا موقفنا وأكدوا لنا دعمه خاصة أن أبرز المتأثرين بارتفاع أسعار النقل هم شركات الخرسانة، ومصانع البلوك الإسمنتي بالإضافة إلى أعمال اللياسة التي تستخدم في المباني.
مسافة بعيدة
في حين أوضح عضو لجنة الخرسانة المهندس أحمد عبده أن التغيير في السعر لن يكون فوريا.. مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الوضع يتطلب فترة لا تقل عن 15 يوما لاكتشاف سلبيات الموقع الجديد على مختلف وجوهه سواء في ما يتعلق بالأسعار أو في نوعية الرمل أو غيره بحسب قوله.
وأضاف: المسافة البعيدة بين الموقع البديل والمدينة المنورة ستكون مؤثرا سلبيا بلا شك على سعر النقل لأن الناقل سيزيد في سعره، وهذا أمر طبيعي لكننا قبل ذلك لابد أن نقف على حجم الزيادة المتوقعة لكي نبدأ ترتيب الوضع، ولن تتضح الصورة بشكل نهائي إلا بعد شهر من العمل في الموقع. وحول إمكانية اجتماع لجنة الخرسانة بالناقلين للحد من رفع السعر إلى مستوى أعلى، رد بقوله: ذلك مرهون بحجم الزيادة التي من الممكن أن تطرأ على سعر النقل خاصة أن معظم شركات الخرسانة ليس لديها آليات نقل خاصة بها، فتستعين بناقلين آخرين.
رد واحد
أما عضو لجنة الخرسانة المهندس محمد كمال فكشف عن اتصالات أجراها مع عدد من الناقلين أكدوا له أنهم سيعمدون إلى رفع السعر لأن المسافة بعيدة عنهم مما سيجبرهم ذلك على تنفيذ رد واحد في اليوم على عكس ما كانوا يعملون به في الموقع القديم عندما كانوا ينفذون ثلاثة ردود في اليوم ما يجعل كمية الرمل المتوفر كبيرة وتكفي لاحتياجات السوق.
وأضاف: أكثر ما سيستهلك وقت الناقل هو سيره بشاحنته على منطقة غير ممهدة من أجل تحميل كميات الرمل والعودة بها إلى الطريق المعبد ثم الاتجاه إلى الموقع المستهدف، بالإضافة إلى أن المنطقة حاليا مقبلة على فترة مناخية سترتفع فيها درجة الحرارة، وهذا سيزيد من تكاليف صيانة الشاحنات.
وحول ارتفاع الأسعار، قال: هناك عوامل عدة تتحكم في ارتفاع الأسعار فإلى جانب شاحنات النقل هناك حجم الكميات المتوفرة في السوق، ونقاء الرمل، والجرافات التي تحفر، والغربال الموجود في موقع الحفر، وغيرها مما يدخل مباشرة في تنفيذ أعمال النهل.
وأوضح رئيس لجنة المقاولين التابعة لغرفة المدينة مجد المحمدي أن ابتعاد الموقع عن مواقع الأعمال الإنشائية سيؤثر بشكل واضح على أسعار مواد البناء رغم أن الموقع يعد الأفضل من بين المواقع التي جرى ترشيحها، وقال: أتمنى من الجهات المعنية ذات العلاقة إيجاد تنسيق مشترك وقوي لإحكام السيطرة على الوضع تلافيا لأي عشوائية تحدث في العمل على غرار ما كنا نشاهده في موقع الفريش.
يذكر أن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد أمير منطقة المدينة المنورة وافق على اختيار موقع وادي الأبيار كمرشح بديل لموقع الفريش بناء على النتائج التي رفعتها اللجنة المشكلة من الجهات ذات العلاقة، وانفردت «عكاظ» بنشر تفاصيل تلك النتائج قبل أربعة أشهر.