وكيل وزارة العمل: إثبات إعالة المرأة لأسرتها يخولها استقدام العمالة المنزلية

[مخاوي الليل]

وكيل وزارة العمل: إثبات إعالة المرأة لأسرتها يخولها استقدام العمالة المنزلية



تحقيق - هدى السالم
قال وكيل وزارة العمل للشؤون العمالية بالإدارة العامة للاستقدام أحمد بن عبدالرحمن منصور الزامل بأن سياسة الوزارة بناءً على التوجيه السامي الكريم تقوم بالحد من الاستقدام كقاعدة عامة وأن يكون في حدود الضرورة والحاجة الماسة ولا فرق بين الرجال والنساء (في العمالة المنزلية) موضحاً أن استقدام العاملة المنزلية هي لحاجة الأسرة؛ والأب أو الزوج هو المتكفل بشئونها وبالتالي فإن طلب استقدام العمالة المنزلية يكون منه وباسمه وفي حالة عدم وجود الزوج أو الأب فإنه يمكن للمرأة أن تستقدم وفقاً لشروط منها أن يكون: لها رقم سجل مدني، أن يكون لديها القدرة المالية لتحمل أجور العمالة المنزلية، إثبات الحاجة للعمالة المنزلية. وأكد انه شكلت لجنة لدراسة الطلبات التي لا تنطبق عليها الشروط تعقد كل أسبوع والبت فيها تسهيلاً للمواطنين والمواطنات. في حين تعاني المرأة على أرض الواقع من صعوبات عدم السماح لها باستقدام الخادمة باسمها وعلى كفالتها وفق النظام المتبع لدى مكاتب الاستقدام في المملكة...! وبالرغم من قدم هذه الحاجة إلا أنها لا تزال تعاني مما يراه البعض ثغرات تنظيمية لابد من إعادة صياغتها بما يصب في مصلحة المواطن... وحين نقول مواطن فنحن بطبيعة الحال لا نعني الرجل فقط لاسيما أن المرأة هي العنصر الأهم في الموضوع ليس لأن العاملة المنزلية تأتي لخدمتها ومساعدتها في أعمال المنزل وإنما لأن الكثير من السيدات تتولى أيضاً مصروفات ورواتب هذه العمالة.. رغم ذلك تجد المرأة نفسها مقيدة وفق نظام معين للاستقدام يسمح أو لا يسمح.. وينتهي الأمر بالوقوف تحت مظلة رجل أو ولي لهذه المهمة قد لا يعلم من أمر هذا الاستقدام سوى موافقته!!
الكثير من السيدات لديهن معاناة في هذا الجانب ويرون ثغرة غير محسوبة في نظام الاستقدام الذي يحرمهن حق الاستقدام وخاصة للعمالة المنزلية في الوقت الذي قد يكون دخلها الشهري وقدرتها المالية يفوقان الإمكانيات المالية لزوجها أو ولي أمرها وبالتالي لا يسمح لها باستقدام تلك العمالة بحجة نظام وشروط استقدام لها عشرات السنين قد اختلف بعيداً عنها ظروف وحياة المجتمع...
صاحبات التجربة
تقول فاطمة محمد الغامدي: أنا متزوجة ولدي أربعة أطفال زوجي موجود بالاسم فقط فهو يسافر أغلب وقته ولا يولينا أي اهتمام، وأنا القائم الأساسي على الإنفاق والتربية داخل وخارج البيت وفي كل مرة أحتاج استقدام خادمة أضطر للتحايل فألجأ لآخرين ممن يحق لهم استقدام أكثر من خادمة ومن ثم أحصل على خادمة ليست على كفالتي أو كفالة زوجي الغائب... في الماضي كان أخي المتزوج حديثاً وزوجته موظفة يساعدني في عملية الإجراءات النظامية للاستقدام ولكن بعد أن رزقه الله الأبناء لم يستطع لأنه لو استقدم لي باسمه فسيحرم الاستقدام لنفسه... ألا ترون أن بعض الأنظمة تضطر الفرد إلى تجاوزها أو التحايل عليها وبالتالي يجد الإنسان نفسه مخالفاً للنظام رغم أنفه...
برستيج
وتعلق أميرة بدر على الموضوع قائلة: الموضوع مجرد برستيج وصورة اجتماعية بدليل أن المكاتب تسمح باستقدام الخادمة للمرأة الموظفة والتي لا يعمل زوجها أو غير موظف بمجرد أن تحضر تعريفاً بالراتب وتسجل باسمه.
منعوني استقدام خادمتي..
وتقول أم عبد الله (موظفه بوزارة الصحة ولديها ثلاثة أبناء وزوجها متقاعد) إنها تقضي جميع أشغال ومتطلبات أسرتها من الألف إلى الياء على حد قولها وإنها قامت بشراء تأشيرة خادمة من أحد المكاتب الموجود لديها خادمات وتم نقل كفالة العاملة المعنية على كفالتها وبعد استمرار عملها عام كامل رفض المكتب الاستقدام باسمها...!!
وتضيف: نقلت كفالة خادمة من أحد مكاتب الاستقدام وبعد انتهاء مدتها وسفرها لبلدها ذهبت للتقديم مرة أخرى ولكن لم يسمح لي بحجة انهاء كفالتي...!! فكيف كانت العاملة التي سافرت على كفالتي وأخذت جميع حقوقها المادية ولم يظهر ضدي أي مخالفة..!
فكيف أمنع من استقدام أخرى وأنا موظفة وزوجي كبير ومتقاعد، وأنجز جميع أموري وأقف عند مكاتب الاستقدام مرفوضة الطلب لأنني امرأة.. بالله عليكم أليس هذا من المتناقضات...؟ ما المانع من هذا وأنا موظفة ولدي أطفال وما الذي يستدعي وجود ولي أمري إذا كنت أنا من أنفق وأنا التي أنجز جميع معاملاتي بنفسي....!
أما قصة فاطمة سالم فهي مختلفة تماماً... فاطمة موظفة وأم لستة أبناء يدرس كبيرهم بالمرحلة الجامعية والصغير لا يزال في سنواته الأولى..
تقول: لن أسرد لكم معاناتي مع زوجي الظالم الذي استحوذ على مالي خلال 20سنة ماضية وكيف طردني من المنزل دون أدنى رحمة والجميع يعتبرونه مريضاً نفسياً.. المهم بصرف النظر عن مرضه وصحته فأنا أعيش مع أبنائي بعدما أجبرتنا ظروف القسوة على ترك ما يسمى بمنزل الأسرة وبقي زوجي وحده مع الخادمة التي رفض أن يعطيها لي بحجة أنه كفيلها. هذا الزوج الذي لا يعلم شيئاً عن منزله وأسرته ولا أذكر يوماً أعطى الخادمة راتبها بل لم يعطنا يوماً مصروفنا ونفقتنا "أنا وأولادي الستة" فكيف له أن يعرف حقوق العمالة... المهم في الموضوع أن الخادمة الآن تقيم مع هذا الزوج الذي يرفض طلاقي ويعتبر الوضع الحالي تأديباً لي لأنني رفضت العودة له.. الخادمة تعيش مع زوجي لأنه كفيلها وأبقى أنا مع أبنائي الستة؛ لا يسمح لي باستقدام خادمة لأنني امرأة..!
مكاتب في الخفاء
ثم تستطرد قائلة: هل تعلمون من المستفيد من هذا الوضع؟ إنهم المكاتب المستترة والتي تعمل في الخفاء وبعضها مكاتب نسائية تؤجر الخادمة براتب موظف كان آخرهم خادمة طلبت سيدتها 2500ريال شهرياً وأخرى تأخذ 1800ريال وهناك جنسيات مختلفة موجودة حسب الطلب والبعض يعمل بالساعة... كل تلك العروض متاحة وما عليكن يا سيداتي المضطرات سوى نثر فلوسكن وهذه المكاتب منتشرة جداً وتتحدث صاحباتها بكل ثقة عن خدماتهن المميزة والتي تناسب كل من لا تستطيع الاستقدام بالطريقة النظامية ونحن للأسف نلجأ لتلك المكاتب ونحن نعلم أن الأمر فيه مخالفة للنظام...!
مكاتب الاستقدام.. انه النظام..
يقول حمد السعد مسئول خدمة العملاء بأحد مكاتب الاستقدام استخراج تأشير لامرأة متزوجة لا يسمح النظام به ولا يمكن أن يتم وزوجها موجود، إلا إذا كانت مطلقة أو أرملة لأنها ليس لها ولي.. والمطلوب إثبات الشخصية "بطاقة العائلة" وطبعاً لازم تكون العاملة المنزلية باسم الرجل المسئول عن المرأة.
ويستطرد: هذا هو قانون وزارة العمل ونحن نعمل عليه.. وأنا شخصياً مقتنع به وأعتقد أن الحكمة منه عدم خروج المرأة عن أمر وطاعة ولي أمرها أو زوجها فمن الممكن أن تستقدم المرأة خادمة وولي أمرها غير راض عن هذا الاستقدام.. ولعل لدى ولي الأمر ما يمنع.. تجنباً للمشاكل كذلك لا يحل أي رجل مكان ولي الأمر الذي هو الزوج أو الأب ومن الممكن أن يكون ولدها بشرط أن يكون لديه عائلة يعولها كأن يكون متزوجاً أو يعيل والديه أو أحدهما، أو أخوته ولابد أن يكون لديه ما يثبت ذلك كأن يكون معه صك من المحكمة أنه يعول هؤلاء القانون جيد ولا يظلم أحداً وأعتقد أن استقدام المرأة للخادمة دون رضا زوجها يعتبر إعانة لها على الخطأ..
ضوابط استقدام العمالة المنزلية
هذه الضوابط موحدة لدى جميع مكاتب الاستقدام في المملكة بناءً على لائحة ثابتة من وزارة العمل تأتي على النحو التالي:
يجوز للأسرة السعودية استقدام عاملة منزلية بشرط وجود طفل واحد أو عمل الزوجة أو كونها طالبة وكذلك توفر القدرة المالية اللازمة لذلك، يجوز للأسرة السعودية استقدام سائق إذا كانت الزوجة أو الابنة غير المتزوجة تعمل أو كان لدى الأسرة أطفال في المدارس بشرط توفر القدرة المالية لذلك، للموافقة على استقدام عاملة منزلية ثانية فإن ذلك يتطلب وجود طفلين أو وجود زوجة ثانية أو إعالة الوالدين مع القدرة المالية، للموافقة على استقدام سائق ثان يتطلب وجود أكثر من زوجة وأبناء بالمدارس أو بنات غير متزوجات يعملن، يوافق لكل مواطن يعاني من العجز بسبب السن أو المرض أو الإعاقة هو أو أحد أفراد أسرته ممن يعولهم شرعاً استقدام سائق أو عاملة منزلية أو ممرضة حسب الحاجة وبعد تقديمه لتقرير طبي يثبت حالته وحاجته بشرط توفر القدرة المالية، في غير الحالات السابقة يرجع إلى الوزارة للنظر في تلك الحالات على ضوء معطياتها، في جميع الحالات المشار إليها أعلاه يجب أن يثبت المستقدم قدرته المالية على دفع الأجر سواء من جهة عمله أو من جهة مالية أن لا يقل دخله الشهري عما يلي:
(حالة الاستقدام الأولى 3500ريال، الاستقدام الثاني 8000ريال، الاستقدام الثالث 12000ريال، الرابع 20000ريال). أما أكثر من أربع حالات تعرض على الوزارة وكذلك المواطن الذي لا يعمل بوظيفة حكومية أو بالقطاع الخاص وليس له عمل مرخص بسجل تجاري ساري المفعول عليه تقديم إثبات حساب بنكي لمدة ستة أشهر لا يقل معدل الرصيد الشهري عن القائمة السابقة.