خبير إداري عالمي: نمو المبيعات لم يعد كافياً لتعاظم الأرباح
الرياض - حزام العتيبي:
انتقد خبير عالمي في ادارة الشركات مسارعة منشآت وشركات القطاع الخاص الى تسريح الموظفين لمواجهة تبعات الازمة المالية وفترات الركود الاقتصادي معتبرا ان اللجوء الى هذا الخيار ليس افضل الحلول وقال الدكتور ديرك بوختا المدير الإداري والشريك في أيه تي كيرني الشرق الأوسط ان اوقات الركود الاقتصادي تعد اوقاتا مثالية للمنشآت وشركات القطاع الخاص للقيام بإجراء عمليات المراجعة الاساسية لتصبح اكثر قدرة على المنافسة التي تحتدم في مثل هذه الاوقات مؤكدا على اهمية تنمية الارباح في هذه الفترات وان الخطوة الاولى التي غالبا ماتقوم بها الشركات لخفض التكاليف الداخلية هي تسريح الموظفين معتبرا ان ذلك ليس بالضرورة أفضل الحلول أو الحل الوحيد وان من الواجب القيام بمراجعة شاملة للعمليات وخطط العمل فالكفاءة والفاعلية هي أساس النجاح في ظل أي أزمة..
وتشير البحوث التي اجرتها الشركة إلى أن العوامل الخارجية مثل المناخ الاقتصادي، الابتكارات التقنية، وتوقعات المستثمر تؤثر على الأرباح لكن عوامل القيمة الداخلية التي يمكن التحكم بها من قبل المنشآت هي أكثر أهمية لتحقيق الربحية وتعاظمها، حيث ترى انه في كل ثانية تعزو شركة غير ناجحة العوامل الخارجية مثل نمو الناتج الوطني والاتجاهات الاقتصادية العامة كعذر لعدم نمو الأرباح. وحتى عندما لا يمكن وضع اللائمة على العوامل الخارجية والاقتصاد في حالة الازدهار والنمو ، نجد أن واحدة من كل ثلاث شركات لا تركز بشكل كاف على تحسين أساسيات العمل وقد تقوم بتوظيف عدد أكبر من حاجتها من الموظفين او تقترض بشكل مفرط وتفتقد للعناية اللازمة عند القيام بالاستحواذات. مثل هذه الشركات غير مستعدة لمواجهة الأزمة المالية وهي بحاجة لإعادة التركيز بشكل عاجل. وبعد تحليل عوامل النجاح لأكثر من 29 ألف شركة في عدة صناعات مختلفة اتضح أن نمو الأرباح يتطلب فهماً وإتقاناً لعوامل دفع القيمة الداخلية والعمليات لزيادة فعالية وكفاءة الشركة. ويمكن لتقييم عوامل الدفع الداخلي مثل رؤية الشركة وإستراتيجيتها وثقافتها إلى جانب هيكلية التكلفة وعمليات التشغيل وأسلوب العمل وخيارات التمويل أن تكشف عن مبادرات يمكن أن تحسن الأرباح بطريقة لم يتم التفكير بها سابقاً. وفي ضوء الوضع المالي الحالي، فإن الخطوة الأولى للعديد من الشركات هي في كيفية الاستفادة القصوى من مجموعة مشاريعها بالإضافة إلى تحسين تدفق الأموال وقاعدة التكلفة على سبيل المثال من خلال التعاقد الخارجي الإستراتيجي. وقال الدكتور بوختا: " تظهر دراستنا أن تسعة من كل 10 شركات تنمو بنجاح تركز على عواملها الداخلية من أجل تحقيق نموها الناجح. إن أول خطوة يجب أن تقوم بها الشركة هي الفهم الشامل لعوامل دفع القيمة الداخلية الرئيسية لعمل الشركة وبالاعتماد على ذلك يمكن إعادة إنعاش الشركة لتصبح أكثر ربحية وقدرة على التنافس."
وستوفر الأزمات المالية التأثيرات الصحية لإبعاد الشركات الأقل قدرة على التنافس وتعزيز الشركات التي يتم إدارتها بشكل صحيح. ففي السوق العقاري على سبيل المثال يتوقع قيام اندماجات ملحوظة في السوق خلال السنوات الثلاث القادمة. وتشير المؤشرات المعيارية في أوروبا والولايات المتحدة أن واحدة من كل أربع شركات في القطاع العقاري ستختفي من الوجود في سوق الخليج العربي خلال السنوات القليلة القادمة. وأضاف الدكتور بوختا: " إن إطار العمل الاستراتيجي سيتغير في أسواق دول الخليج. حيث كان يكفي في الماضي تنمية المبيعات لتنمو الأرباح كنتيجة حتمية. أما الآن فإن أدوات القيمة والربحية تحتاج للإدارة الدقيقة ونتوقع أن تنجو الشركات الأقوى."