|
« آخـــر الــمــواضــيــع » |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
نصيحة لطلبة العلم الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
نصيحة لطلبة العلم
الحمد لله ، والصلاة والسلام على رسوله ، نبينا محمد وآله وصحبه . أما بعد : فلا ريب أن طلب العلم من أفضل القربات ، ومن أسباب الفوز بالجنة والكرامة لمن عمل به . ومن أهم المهمات الإخلاص في طلبه ، وذلك بأن يكون طلبه لله لا لغرض آخر ، لأن ذلك هو سبيل الانتفاع به ، وسبب التوفيق لبلوغ المراتب العالية في الدنيا والآخرة . وقد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : من تعلم علما مما يبتغي به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة - يعني ريحها - أخرجه أبو داود بإسناد حسن . وأخرج الترمذي بإسناد فيه ضعف عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : من طلب العلم ليباهي به العلماء أو ليماري به السفهاء أو ليصرف به وجوه الناس إليه أدخله الله النار فأوصى كل طالب علم ، وكل مسلم يطلع على هذه الكلمة ، بالإخلاص لله في جميع الأعمال عملا بقول الله سبحانه وتعالى ( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا )وفي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : يقول الله عز وجل أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك معي فيه غيري تركته وشركه . كما أوصى كل طالب علم ، وكل مسلم ، بخشية الله سبحانه ، ومراقبته في جميع الأمور ، عملا بقوله عز وجل ( إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) وقوله سبحانه ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )قال بعض السلف : رأس العلم خشية الله وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : كفى بخشية الله علما وكفى بالاغترار به جهلا وقال بعض السلف : من كان بالله أعرف كان منه أخوف ويدل على صحة هذا المعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه : أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له فكلما قوي علم العبد بالله كان ذلك سببا لكمال تقواه وإخلاصه ووقوفه عند الحدود وحذره من المعاصي . ولهذا قال الله سبحانه وتعالى( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) فالعلماء بالله وبدينه ، هم أخشى الناس لله ، وأتقاهم له ، وأقومهم بدينه ، وعلى رأسهم الرسل والأنبياء عليهم الصلاة والسلام ، ثم أتباعهم بإحسان . ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من علامات السعادة أن يفقه العبد في دين الله ، فقال عليه الصلاة والسلام ، من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين أخرجاه في الصحيحين من حديث معاوية رضي الله عنه ، وما ذاك إلا لأن الفقه في الدين يحفز العبد على القيام بأمر الله ، وخشيته وأداء فرائضه ، والحذر من مساخطه ويدعوه إلى مكارم الأخلاق ، ومحاسن الأعمال ، والنصح لله ولعباده . فأسأل الله عز وجل أن يمنحنا وجميع طلبة العلم وسائر المسلمين الفقه في دينه ، والاستقامة عليه ، وأن يعيذنا جميعا من شرور أنفسنا ، وسيئات أعمالنا ، إنه ولي ذلك والقادر عليه . وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى إله وصحبه . نشرت في مجلة التوحيد المصرية ، ص 11 - 12 . المجلد الثاني من مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله . |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
فتاوي للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عليه | DoDa AlBtOoOtA | الاحكام الشرعية والفتاوي | 3 | 21-03-2008 04:44 PM |
حقيقة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى.. | hazmi jeddah | الاسلامي العام | 0 | 27-01-2008 06:38 PM |
مميز الشيخ د. علي بن عبدالله بن علي جابر-رحمه الله | Dulli | الاسلامي العام | 9 | 16-09-2007 03:39 PM |
موقع خاص بالملك سعود بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله | العرب أهلي | ركن الذهبية العام | 1 | 18-04-2006 12:03 AM |
صور موكب جنازة الشيخ/ جابر الاحمد- رحمه الله | قـــوت | مكتبة الصور ومقاطع الفيدو والصوت | 4 | 21-01-2006 02:00 AM |