بحار جداوي لبحيرة الأربعين
بحار جداوي لبحيرة الأربعين
منذ زمن وبحيرة الأربعين طواها النسيان، فقد خطفت عنها الأضواء بحيرة الشرق.. ولمن لا يعرف بحيرة الشرق فهي مخزون هائل تتجمع فيه مياه وقاذورات الصرف الصحي، لا، إن بحيرة الأربعين الواقعة غرب مدينة جدة ضامها هذا النسيان فأرادت أن تذكرنا بعد غياب أنها ما زالت تنبض بالحياة، فما كان منها إلا أن أوهمت رجال المرور أنها قد ابتلعت سيارة، فخيم الرجال بتعدادهم وعدتهم يفتشون ليل نهار، وبعد أسبوع أعلنوا الاستسلام وأن المكيدة التي حاكتها البحيرة غير صحيحة فلا توجد سيارة ولا حتى إطارها، فابتهجت البلدية بعد أن كانت هي الجهة الوحيدة التي يقع عليها اللوم والتأنيب. وفي الحقيقة أن لأمانة جدة كل الحق، فهذه البحيرة -بحيرة الأربعين- أعجزت الأمانة واحتارت في فك طلاسمها، فلا رأس لها وتقطعه ولا رجل فتسحبها. أما اليوم فإن التوازن قد حدث؛ فالشرق والغرب سواسية ولكل ما يكفيه، وهذه عدالة كما قيل في المثل، المساواة في الظلم عدالة، إلا أن ما أدهشني هو أن يستمر البحث عن السيارة المزعومة في هذه البحيرة أسبوعا كاملا، وقد قال لي أحد العارفين بجدة وببحيرتها «لو أوكلوا المهمة لبحار جداوي لمشط البحيرة في عدة ساعات، كي يتفرغ المرور للحوادث المريعة شكلا وعدا على وجه البسيطة .
أحمد سعيد الغامدي
|