01-06-2007, 04:47 PM
|
عضو خطير جدا
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2007
الدولة: جده
المشاركات: 4,155
|
|
مواطن يدفن عورته في حفرة ويعيش حياة بائسة\بالصور
عندما شاهدته طريحاً في إحدى الحفر في حالة يرثى لها في أحد أحياء مدينة الرياض وبالقرب من أحد المساجد ذلك البائس مواطن تجاوز عمره الأربعين عاماً يعيش داخل حفرة في أحد الشوارع الرئيسة في الأحياء بمدينة الرياض دون أن يسأله أحد عن شأنه أو يحاول مساعدته اقتربت منه فرمقني بنظره خوف وتوجس شعرت من خلالها أن ذلك الإنسان لا يريد مني الاقتراب منه لشيء في نفسه وعندما شاهدت تعابير وجه الحزينة وشعرة المتطاير ولحيته التي غطاها اللون الأبيض. لبيت رغبته وابتعدت عنه لكن فضولي لا يزال يقودني لمعرفة ماذا يخفى هذا الرجل من معاناة قد أستطيع مساعدته في تخطيها بحكم واجب الذي يمليه علي ضميري كمواطن ومهنتي الصحفية في نقل الحقيقة ومعاناة الآخرين .
وعندما ابتعدت عنه راقبته من بعيد وعندما شعر أني ذهبت عنه نهض من حفرته التي كان يجلس فيها تحت ظل شجرة وكانت الفاجعة بالنسبة لي كبيرة فقد كان الرجل المسكين يجلس في الحفرة ليدفن عورته حيث كانت ملابسة لا تغطي عورته من الخلف!
نهض مسرعاً ووضع يده على مؤخرته وذهب مسرعاً باتجاه أحدى (البرادات) ليروي عطشه وعاد من جديد لحفرته ليدفن معاناته هنا حاولت الاقتراب منه للمرة الثانية لكنه رفض أن أقترب منه وتركته ملبياً رغبته وذهبت أتجول في الحي الذي يسكنه لعلي أجد اجابة عن هوية ذلك الرجل المسكين رأيت أطفالاً يلعبون في الحي وفي المكان القريب منه وسألتهم وكانت أجابتهم تعبر عن واقعهم في الخوف من المجهول حيث قال أحدهم بعفوية الطفولة (هذا الرجل كان يعمل في محطة البنزين في اخر الحارة مع العمالة البنغالية وقاموا بطرده من العمل وأصيب بالجنون ولا يوجد لديه عمل وليس له أهل) .
تركت الأطفال وتجولت في الحي لاسأل سكانه عن حكاية الرجل لكن دون فائدة أجمع غالبيتهم أن هذا الرجل يسكن هذا المكان من سنتين الى ثلاث سنوات وهذا كل ما يعرفونه عنه ولا يعني وجوده لهم شيئاً .
سألت اخر كيف يأكل ويعيش قال لي هناك سيارات ترمي له بالأكل في نهاية الشارع ويهربون ويتركون الأكل ويأتي هو ويأخذ الأكل بعد ذهاب السيارات وأنا في مرة رميت له بوجه هناك !
وقال ساكن ثالث ان دوريات الشرطة والمرور ودوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غالباً ما تشاهده لكن لم يسأله أحد عن وضعه .
من تلك الجولة اتضح للقاري الكريم مكان الخلل والخلل هنا ليس ما تصرفه الدولة لإنقاذ تلك الفئات المعدمة وإنما الخلل في مؤسسات المجتمع التي لم تفعل تلك المصروفات وتلك الجهود التي تبذلها الدولة حفظها الله في إنقاذ تلك الفائت المعدمة وهم قلة في مجتمعنا ولله الحمد في قصة صاحبنا اليوم اختفى دور المسجد والذي لا يبعد عنه صاحب المعاناة سوى أقل من نصف كيلو فلم يبادر امام المسجد في السؤال عن حكاية من سكن في نهاية الشارع كذلك المصلين لم يبادر أحدهم بإبلاغ امام المسجد لإنقاذ ذلك المسكين كذلك دور الجيران لم يبادر أحد من الجيران بالسؤال عن حكاية من يسكن أمام داره أو يبلغ أي جهة أمنية عن ذلك كذلك اختفى دور دوريات الشرطة والمرور وهيئة الأمر والمعروف والنهي عن المنكر والبحث والتحري داخل الحي في معالجة قضيته ومساعدته أيضاً اختفى دور الجمعيات الخيرية في مساعدته وزيارته في موقعه لمعرفة معاناته كذلك لجنه رعاية السجناء وصندوق معالجة الفقر ولجنه حقوق الإنسان. جميع الهيئات الرسمية أين دورها ولماذا لم يخرج جميع هؤلاء للقيام بدورهم في مساعدة ذلك الشخص وانتشاله من معاناته...!!!!!!!!
__________________
|