تنسيق سعودي مصري إماراتي أردني لتوحيد الموقف فلسطينياً

[مخاوي الليل]

تنسيق سعودي مصري إماراتي أردني لتوحيد الموقف فلسطينياً

مبارك خلال مباحثاته مع عباس والفيصل في القاهرة أمس

القاهرة، رام الله، بروكسل: أشرف الفقي، عبدالرؤوف أرناؤوط، فكرية أحمد

يصل إلى الرياض اليوم الرئيس التركي عبدالله جول للتباحث مع الملك عبدالله بن عبدالعزيز حول مستجدات الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين. وتشهد المنطقة العربية نشاطا مكثفا لتحقيق المصالحة الفلسطينية ـ الفلسطينية، حيث ينعقد في أبوظبي لقاء وزاري عربي يمثل عشر دول عربية، فيما كشفت مصادر في القاهرة لـ "الوطن" أن وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل ونظيره المصري اللذين توجها إلى أبوظبي أمس، حملا أفكارا إلى رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ خليفة بن زايد من بينها عقد اجتماع تشاوري لقادة السعودية والإمارات ومصر والأردن، ويمكن أن يشمل عددا آخر من القادة العرب لبحث توحيد المواقف من المسألة الفلسطينية ومن مسألة التعامل مع إيران. وكان الأمير سعود الفيصل قد سلم رسالة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى الرئيس حسني مبارك. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية وسعودية لـ "الوطن" إنها تناولت الوضع على المسار الفلسطيني والأوضاع على الساحة العربية بعد دعوة المصالحة العربية التي أطلقها خادم الحرمين. وقد انضم إلى اجتماع الوزير الفيصل ومبارك الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي كرر مواقفه الرافضة للحوار مع رافضي منظمة التحرير الفلسطينية. إلى ذلك نفت حركة حماس أمس أن تكون دعت إلى إنشاء منظمة بديلة عن منظمة التحرير، مشيرة إلى أنها طالبت بخطوات عملية لإعادة بناء المنظمة فوراً. بحث الرئيسان المصري حسني مبارك والفلسطيني محمود عباس (أبومازن) ووزير الخارجية الأمير سعود الفيصل خلال اجتماع ثلاثي في القاهرة أمس الجهود التي تقوم بها مصر من أجل التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة وإلى مصالحة وطنية فلسطينية، وأكدت مصر والسعودية أهمية إنهاء الخلافات الفلسطينية الداخلية وتوحيد مواقف الفصائل الفلسطينية بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأوفدتا وزيري خارجية البلدين إلى الإمارات لعرض الموقف المصري- السعودي وخطوات التحرك العربي المقبلة بالنسبة لعملية السلام على المسار الفلسطيني. وذكر مصدر رسمي مصري أن الاجتماع، الذي استغرق ساعتين، تناول آخر التطورات في الجهود المصرية للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية للتوصل إلى موقف فلسطيني موحد بما يمهد لبدء مفاوضات جادة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإحياء عملية السلام، وذلك في إطار جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية المختلفة التي تستضيفها القاهرة. وتطرقت المحادثات كذلك إلى جهود مصر لتثبيت وقف إطلاق النار والتهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وفتح المعابر بما يكفل انسياب معونات الإغاثة والمساعدات الإنسانية لأبناء غزة وتخفيف المعاناة عنهم. واستمع وزير الخارجية إلى نتائج المحادثات التي أجراها المفاوضون المصريون برئاسة مدير المخابرات المصرية الوزير عمر سليمان ووفود الفصائل الفلسطينية في الأيام الماضية، والاستعدادات الجارية لعقد جولة جديدة من المفاوضات مع وفد حركة حماس. ونقل الفيصل إلى الرئيس المصري رسالة شفهية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز. وقالت مصادر دبلوماسية مصرية وسعودية لـ"الوطن" إن الرسالة تأتي في إطار التشاور المستمر بين القيادتين حيال مختلف القضايا ومنها الوضع على المسار الفلسطيني، والأوضاع على الساحة العربية بعد دعوة المصالحة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين في قمة الكويت الاقتصادية. كما نقل الرئيس أبو مازن إلى مبارك والفيصل مخاوفه من الدور الذي تقوم به جهات خارجية لشق الصف الفلسطيني بدعاوى مختلفة من بينها التشكيك في شرعية منظمة التحرير الفلسطينية. وأصر على موقفه الرافض على إجراء أي حوار مع حماس قبيل إعلانها بشكل واضح لا يحمل أي التباس أن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني. وأيد وزيرا الخارجية السعودي والمصري أهمية تحسين الأوضاع المعيشية والإنسانية في قطاع غزة. وقال أبو الغيط، في تصريح لـ"الوطن"، "نأمل أن يساعدنا الإخوة قادة الفصائل الفلسطينية في مساعينا لتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإن الأهم في الفترة الحالية هو التركيز علي استعادة الحقوق الفلسطينية الكاملة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس". وعلمت "الوطن" أن الرئيس المصري وخادم الحرمين الشريفين اتفقا أمس في اتصال هاتفي على إيفاد وزيري خارجية البلدين إلى الإمارات لإجراء محادثات مع رئيس دولة الإمارات خليفة بن زايد تستهدف إطلاعه على الموقف المشترك المصري - السعودي وخطوات التحرك العربي المقبلة بالنسبة لعملية السلام على المسار الفلسطيني. وغادر الفيصل بصحبة أبوالغيط القاهرة في وقت لاحق أمس متوجهاً إلى أبوظبي. وكشفت المصادر أن من بين الأفكار المقترحة عقد اجتماع تشاوري لقادة مصر والسعودية والإمارات والأردن ويمكن أن يشمل عدداً آخر من القادة العرب لبحث توحيد المواقف في التعامل مع إيران التي وجهت لها القاهرة انتقادات حادة في الفترة الماضية ردا علي انتقادها للدور المصري على المسار الفلسطيني. وقال مصدر دبلوماسي عربي إن وزراء خارجية عشر دول عربية, بينهم الفيصل وأبو الغيط, سيجتمعون في أبوظبي اليوم لبحث الوضع الفلسطيني. وذكرت قناة العربية أن الاجتماع ستتمثل فيه إلى جانب السعودية ومصر كل من الإمارات والأردن والكويت وتونس والمغرب. كما غادر أبومازن متوجها إلى باريس لاستكمال جولته التي قطعها بزيارة القاهرة أول من أمس حيث عقد مؤتمرا صحفيا وجه فيه انتقادات شديدة إلى حركة حماس، ولام على موقف إيران وسوريا، دون تسميتهما، مشيدا بالدور المصري والمبادرة المطروحة لإقرار التهدئة مع إسرائيل وتحقيق المصالحة الفلسطينية. ومن المقرر أن يزور عباس غدا مقر البرلمان الأوروبي في ستراسبورج، لعقد مباحثات مكثفة مع رئيس البرلمان هانس جيريت بوتيرين، بجانب أعضاء البرلمان ولجنة "الأورو متوسط"، حول تطورات الأوضاع في غزة وعملية السلام. من جهته، أكد السفير الفلسطيني في القاهرة نبيل عمرو، في اتصال هاتفي مع "الوطن"، أن تفاؤلا برز خلال الاجتماع الثلاثي بشأن جدية الإدارة الأمريكية الجديدة بالعمل من أجل السلام، بعد أن استقبلت رام الله والرياض والقاهرة المبعوث الأمريكي للسلام السيناتور جورج ميتشيل. وقال "بعد تبادل المعلومات كان هناك تفاؤل بأن المبعوث الأمريكي سيقوم بعمل مهني وذي مصداقية، ولكن جرى التأكيد على أهمية جمع أوسع نطاق ممكن من التأييد ومن التنسيق العربي المشترك من أجل تحقيق الأهداف العربية".