الصين: مستمرون في شراء سندات الخزانة الأمريكية

[مخاوي الليل]

الصين: مستمرون في شراء سندات الخزانة الأمريكية

"الاقتصادية" من الرياض والوكالات
أكدت نائبة لرئيس المصرف المركزي الصيني أمس، أن الصين ستواصل شراء سندات الخزانة الأمريكية.
وقالت هو تشياوليان إن "الاستثمار في سندات الخزانة الأمريكية عنصر مهم في استراتيجية الاستثمار الصينية وسنواصل ذلك".
وكان رئيس الوزراء الصيني وين جياباو عبر منذ عشرة أيام عن قلقه حيال استثمارات بلاده في الولايات المتحدة، أمام تصاعد العجز المالي الأمريكي. كما أكد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن بكين يمكنها أن تكون على "ثقة مطلقة" في الاقتصاد الصيني.
من جهته، أكد الناطق باسم البيت الأبيض روبرت غيبس أنه "ليس هناك أي مكان آمن في العالم أكثر من الولايات المتحدة".
حلت الصين في أيلول (سبتمبر) الماضي محل اليابان كدائن أول للولايات المتحدة. وفي كانون الأول (ديسمبر) كانت الصين تمتلك سندات خزانة بقيمة 696.2 مليار دولار ممولة بذلك إلى حد كبير الدين الأمريكي. ومواصلة الاستثمارات الصينية في سندات الخزانة الأمريكية أساسية للولايات المتحدة لتنفيذ خطتها العملاقة للإنعاش الاقتصادي البالغة قيمتها 787 مليار دولار.
وقالت المسؤولة الصينية إن بكين ستواصل "إعطاء أهمية كبيرة لتقلبات قيمة موجوداتها"، دون أن تضيف أي تفاصيل.
وأكدت أن الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت في وتيرة نمو احتياطات العملة الصينية.
وأضافت أن "عددا كبيرا من الأسواق الناشئة شهدت خروج رساميل كبيرة لكن ذلك لم يحدث في الصين. لكن إذا قارنا بحجم رؤوس الأموال التي دخلت في السنوات الأخيرة، نرى أن هناك تباطؤا". وتابعت "لدينا ثقة كاملة في ميزان مدفوعات الصين". واحتياطي الصين بالقطع هو الأكبر في العالم وبلغ 1950 مليار دولار نهاية 2008.
ومنتصف الشهر الماضي، قال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن الصين وبقية الدول تستطيع أن تطمئن إلى سلامة استثماراتها الأمريكية.
وأضاف أوباما عقب محادثات مع الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن تطميناته تشمل أذون الخزانة والاستثمارات الخاصة.
وأظهرت بيانات وزارة الخزانة الأمريكية منتصف الشهر الجاري ارتفاع الطلب على سندات الخزانة التي تصدرها واشنطن للفترة الأولى من 2009، الأمر الذي يمثل تطوراً إيجابياً لاقتصاد الولايات المتحدة، الذي كان ينتظر بقلق بعض الأدلة على استمرار الثقة الدولية للاستثمار بقطاع القروض الحكومية. وبحسب التقرير، فقد قام المستثمرون الدوليون بشراء سندات بقيمة 10.7 مليارات دولار خلال كانون الثاني (يناير) الماضي، الأمر الذي طمأن الأسواق، بعد أن شهدت السندات موجة بيع غير مسبوقة بسبب مخاوف من مستقبل الاقتصاد الأمريكي، تخلص خلالها المستثمرون من ما يعادل 25.8 مليار دولار.
واحتلت الصين صدارة الدول التي اشترت السندات الحكومية الأمريكية الطويلة الأجل، ما عزز موقعها كأكبر مقرض للولايات المتحدة، في حين حلت اليابان في المركز الثاني. وكانت الخزانة الأمريكية قد أصدرت كثيرا من السندات بهدف تمويل مشاريع وخطط الإنقاذ الاقتصادي المكلفة التي تبنتها أخيرا، الأمر الذي قال خبراء إنه سيزيد الإنفاق المحلي ويرفع التضخم، وينعكس سلباً على قيمة السندات.
في المقابل، كان عدد من المراقبين بانتظار بيانات الخزانة لعام 2009 لتحديد رؤيتهم لمستقبل الاقتصاد العالمي، إذ إن تراجع بيع السندات كان سيدفع الولايات المتحدة لإيجاد طرق أخرى لتمويل خططها، بينها إصدار مزيد من الدولارات، الأمر الذي سيتسبب في هبوط قيمة العملة الخضراء والدخول في دوامة جديدة من الأزمات.
وكان رئيس الوزراء الصيني، ون جياباو، قد أعرب في وقت سابق عن مخاوف بلاده حيال مصير أصولها المالية في الولايات المتحدة، وقال موجهاً كلامه للصحافيين الأجانب: "لقد أقرضنا أمريكا كثيرا من الأموال، ويهمنا بالتالي سلامة أصولنا.. وبصراحة، فأنا أشعر ببعض القلق، وأتمنى منكم أن تطلبوا من الولايات المتحدة احترام كلمتها، وضمان سلامة الأصول الصينية". وتمتلك الصين أكثر من تريليوني دولار على شكل احتياطيات أجنبية، كما تعد أكبر مقرض للولايات المتحدة، مع 740 مليار دولار من أصل ديون أمريكا، التي تبلغ 10.9 تريليون دولار.