أسعار البتروكيماويات ترتفع عن مستوياتها المتدنية مع انخفاض المخزونات وإغلاق بعض الخطو

[مخاوي الليل]

أسعار البتروكيماويات ترتفع عن مستوياتها المتدنية مع انخفاض المخزونات وإغلاق بعض الخطوط الإنتاجية



الرياض- خالد العويد:
أظهرت التقارير المتخصصة التي ترصد تطورات أسعار البتر وكيماويات، تحسن غالبية المنتجات مقارنة بالشهرين الماضيين، لكن المراقبين ينتظرون مؤشرات لزيادة الطلب للحكم على وجود اتجاه تصاعدي في الأسعار يخفف على المنتجين هبوط الإيرادات وتحقيق الخسائر.
ورصدت الزيادة في الأسعار بصورة واضحة من جانب الأسواق الصينية، مع تقديم العديد من البنوك الصينية عمليات إقراض جديدة للمستوردين، ودخول العديد من مصانع البتر وكيماويات الخليجية في عمليات صيانة، لاستغلال تراجع مستويات الطلب، وانخفاض الأسعار، حيث ينتظر المنتجون أي مؤشرات ايجابية تتعلق بالأوضاع الاقتصادية العالمية، لزيادة عملياتهم الإنتاجية.
وتستفيد أسعار البتر وكيماويات من ارتفاع أسعار النفط، الذي يؤدي إلى ارتفاع أسعار النافتا والمشتقات الأخرى التي تستعمل كمادة لقيم للمنتجين الذين لا تتوفر لديهم مصادر الغاز الطبيعي ،كما تستخدمها العديد من مصانع البتر وكيماويات في شرق آسيا وأوروبا ،والنافتا يبلغ سعره حاليا 470 دولارا مقابل 290 دولارا للطن، أثناء هبوط أسعار المنتجات البتر وكيماوية.
وتتمتع شركات البتر وكيماويات في المملكة ، بالحصول على اللقيم بأسعار رخيصة. ويبلغ متوسط تكلفة المليون وحدة حرارية بريطانية من الطاقة 8.85 دولارات في الولايات المتحدة، بينما لا يتجاوز 75 سنتاً في المملكة.
وتستخدم الصناعات البتر وكيماوية تقنيات متقدمة، وتعتمد على الغاز الطبيعي في المقام الأول، ومشتقات النفط كمواد أولية يتم تكسيرها لاستخلاص مواد بتروكيماوية منها تستخدم في العديد من الصناعات.
وتتأثر إيرادات الشركات البتر وكيماوية بالدخل وبالتكلفة ،وتأثير النفط على التكاليف يتلخص في أنه كلما ارتفعت أسعار البترول ترتفع بالمقابل أسعار المدخلات على المنتجين الآخرين وهي أسعار مواد اللقيم والخام .
فعلى سبيل المثال فان النافتا والغاز الطبيعي والبيوتان والبروبان ترتبط بالسوق العالمية ، فإذا ارتفع سعر البترول أو سعر الزيت ارتفعت أسعار المدخلات ، وتمثل نسبة من اللقيم الذي هو جزء من تكاليف الإنتاج. ومن الأمور الهامة لدى الشركات السعودية سعر الإيثيلين ، لتأثيره المباشر على المنتجات البتروكيماوية في السوق ،وعند انخفاض سعره فإنه يؤثر أيضاً على نفس المنتجات ، وأهم مادتين تأثيراً هما النافتا والإيثيلين. وتعرضت أسعار البتر وكيماويات إلى هبوط حاد في نهاية العام الماضي، وسجلت أدنى إيرادات وهوامش ربحية في تاريخها منذ سنوات طويلة مع التراجع الاقتصادي العالمي، وأزمة الائتمان ،والذي أدى إلى انخفاض الطلب على المنتجات البتر وكيماوية والبوليمرات، وتسببت الأحداث الاقتصادية المتلاحقة إلى تخفيض مستويات الإنتاج وإغلاق بعض خطوط الإنتاج من قبل الشركات البتر وكيماوية لتخفيض تكاليف التشغيل وتقليل المخزونات، وعمدت الشركات لمواجهة أوضاعها من خلال زيادة الكفاءة الإنتاجية لمصانعها وتخفيض المصاريف.