غرفة جدة تقود قطار السعودة وتطلق العنان للمرأة العاملة وتسعى لتحويل العروس إلى مدينة

[مخاوي الليل]

محمد عبدالقادر الفضل

تفخر الغرفة التجارية الصناعية بجدة بأنها الوحيدة التي أنشئت بقرار ملكي أصدره مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبدالعزيز آل سعود (طيب الله ثراه) قبل 65 عاماً وكان ذلك سنة 1945م منذ ويدرك القائمون عليها أن غرفتهم التي تحمل لقب (أعرق غرف الخليج) تضطلع بمهام إضافية فعلاوة على الدور الريادي الذي تسعى للقيام به دائما فهي تمثل مدينة جدة العاصمة الاقتصادية للمملكة والبوابة الرسمية للحرمين الشريفين.
وعندما تكمل الغرفة عامها ال64 خلال السنة الجارية فإنها ستزداد شباباً وحيوية بعد أن تميزت بأنها تقود قطار السعودة والتوطين في السعودية بعد اتفاقية الشراكة التي أبرمتها العام الماضي مع وزارة العمل لإنشاء مكتب (تسهيل) المسئول رسمياً عن التخطيط للتوطين وإصدار التأشيرات للعمالة الوافدة في عروس البحر.
ولا يختلف اثنان على أن غرفة جدة هي أكثر الغرف السعودية التي تحتفي بالمرأة السعودية وتضعها في مكانتها الصحيحة حيث لم يتوقف الأمر على وجود 4 سيدات أعمال في مجلس إدارتها الحالي هن الدكتورة لما السليمان والأستاذة نشوى طاهر والأستاذة ألفت قباني والأستاذة مضاوي الحسون بل إنها نجحت على مدار السنوات الماضية في أن تجعل 20% من قوتها العاملة من النساء وأزالت كل الحواجز والمعوقات أمام المرأة العاملة لإنهاء معاملاتها الحكومية من خلال مركز السيدة خديجة بنت خويلد الذي يقوم بدور ريادي بقيادة مديرته التنفيذية الدكتورة بسمة العمير إضافة إلى الأدوار الكبيرة التي تقوم بها الغرفة في دعم المنشآت الصغيرة وإقامة المنتديات والفعاليات الضخمة وأشهرها منتدى جدة الاقتصادي وريادتها لبرامج المسؤولية الاجتماعية وتكنولوجيا المعلومات وغيرها من النشاطات الاجتماعية والاقتصادية.
وحسب رئيس مجلس إدارة غرفة جدة الأستاذ محمد عبدالقادر الفضل نجحت أعرق غرف الخليج مؤخراً في القفز بعدد لجانها العملة إلى 63 لجنة لمواجهة جميع المشاكل والقضايا المعاصرة والتعامل معها بشكل سريع وتقديم أفضل أنواع الخدمة لجميع المتعاملين مع الغرفة في وقت قياسي وباتت الطفرة الكبيرة عدد اللجان تواكب التوجه الجديد لغرفة جدة التي تسعى لتحقيق أفضل المعايير في الأداء لتكون نموذجاً يحتذى للقطاع الخاص في مدينة جدة العاصمة التجارية للمملكة العربية السعودية.
وأشار إلى أن عدد المشاركين في اللجان ال63 ارتفع إلى 1000 عضو في حين يشارك 65 عضواً من غرفة جدة في اللجان الوطنية التي تم تشكيلها مؤخراً في مجلس الغرف التجارية الصناعية بينهم 16 مسئولاً في هذه اللجان كما جرى عقد 250 اجتماعاً لقطاع اللجان في العام المنصرم وتم تقديم 315 توصية تم تنفيذ 599 توصية منها وجاري متابعة بقية التوصيات.

وأشار أن قطاع التوظيف والسعودة حقق إنجازاً كبيراً بإقامة 26 مساراً وظيفياً على مدار العام الماضي شهدت توثيق أكثر من 3800 عقد لشباب وفتيات سعوديات إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة حيث تم توظيف 2356 شابا و165 فتاة عبر المسارات الوطنية إضافة إلى 151 من ذوي الاحتياجات الخاصة، ليصل المجموع النهائي للتوظيف عبر المسارات الوطنية إلى 2672 شابا وفتاة وعلى صعيد المسارات المتخصصة تم توقيع 25 اتفاقية مسار متخصص تستهدف توظيف 1164 شاب وشابة في عدة مهن منها : مصممة غرافيك وأخصائية تجميل وتزيين ومسئولة عقار والمعلمة المتميزة وخدمة عملاء ومشرفة خط إنتاج وعاملات إنتاج ليصل إجمالي الشباب والفتيات الذين تم توظيفهم عبر غرفة جدة إلى 3834 شخصاً وأكد أن قطاع إدارة الأعمال شهد وحدة عقد أكثر من 20 اجتماعاً مع جهات مختلفة كالميناء والجمارك ووزارة النقل والشرطة ووزارة التجارة وهيئة المواصفات والمرور والأمانة . من جانبه أكد أمين عام غرفة جدة المستشار مصطفى أحمد كمال صبري أن غرفة جدة حققت إنجازاً قياسياً في الفترة الماضية حيث نجحت في توفير 200 مليون متر مربع في مواقع مختلفة من أجل وضع حل شامل للمشاكل التي تواجه القطاع الصناعي وتم تشكيل فريق عمل من غرفة جدة وأمانة محافظة جدة وهيئة المدن الصناعية بإشراف سمو أمير المنطقة للوصول إلى حلول عملية في هذا المجال. وأشار رئيس غرفة جدة إلى المنتديات والملتقيات الكثيرة التي تضطلع الغرفة بتنظيمها مثل منتدى جدة الاقتصادي ومنتدى جدة الاستشاري للأعمال وملتقى الإبداع التسويقي وملتقى المقاولين ومنتدى البيئة والملتقى الصناعي وملتقى شباب الأعمال ومنتدى النقل البحري ومنتدى الاستشارات الأول وحصل القطاع السياحي في الغرفة على عضوية مجلس السياحة بمحافظة جدة.
وأكد أن قطاعات اللجان والخدمات حققت عدداً من الانجازات في مجال التواصل مع الجهات الحكومية ذات العلاقة حيث تم عقد اجتماع مع مسئولي المؤسسة العامة لطرح المعوقات التي تواجه معاهد ومراكز التدريب مع المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني واجتماع آخر مع وكيل وزارة العمل ومساعد وزير العمل لشؤون التوظيف لتفعيل القرار 120 إضافة إلى ورشة عمل وزارة العمل والتواصل مع جامعة الملك عبدالعزيز والمشاركة في اليوم العالمي للإعاقة لتعريف بمكتب توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة.
ولفت إلى أن العام 2008م شهد إطلاق المسارات المتخصصة التي تلبي حاجة الشركات الوطنية وفي نفس الوقت تساعد بشكل أسرع على توظيف قطاع كبير من الشباب والفتيات وأقامت الغرفة في العام الماضي 26 مساراً وظيفي شهدت توثيق أكثر من 3800 عقد لشباب وفتيات سعوديات إضافة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة. وبين أنه جرى خلال العام الماضي فقط إطلاق سراح 137 شخص عبر الصندوق ممن تقل ديونهم عن 20 ألف ريال بمبلغ قارب المليون ونصف ريال ويستفيد منه أيضا الورثة الشرعيين للعضو بعد وفاته بأقل من 30 يوم بحيث يحصلون على 100 ألف ريال لإكمال بهدف مواصلة العمل التجاري والحفاظ على اسم والدهم في السوق كما وزع الصندوق على مدار العامين الماضيين 1.4 مليون ريال لورثة الأعضاء المتوفين بواقع 7 حالات في عام 1428 ومثلها عام 1429ه وسلم قبل أيام 100 ألف ريال لورثة أحد المتوفين في بداية عام 1430ه. وأفاد أن غرفة جدة وفي مجال المسؤولية الإجتماعية قامت من خلال مجلس جدة للمسؤولية الإجتماعية بجعل برامج المسؤولية الاجتماعية منهاج حياة لكل مؤسسات القطاع الخاص حيث قامت بتشجيع القطاع الخاص بتبني مفهوم المسؤولية الاجتماعية عن طريق إطلاق برامج تنموية مستدامة.
وكشف صبري أنه تم إطلاق جائزة المسؤولية الاجتماعية للبنوك وفاز بها البنك الأهلي وباتت الغرفة المرجع المعتمد في قضايا المسؤولية الاجتماعية بمحافظة جدة. وأكد أمين عام غرفة جدة الغرفة تدرك جيدا أن السياحة هي وجه عروس البحر الأحمر المشرق وبدأت تعمل على تحقيق ذلك على أرض الواقع حيث نجحت إدارة السياحة والفعاليات بالغرفة في تنظيم 16 منتدى وفعالية خلال العام الماضي فقط لتواكب توجهات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل بن عبد العزيز أمير منطقة مكة المكرمة لتحويل العروس إلى مدينة منتديات. وبين أن طموحات المرأة في عروس البحر الأحمر لم تتوقف عند تخرجها من كلية الطب أو مدرسة المعلمات أو الجلوس في المنزل في انتظار العريس فقد اقتحمت الفتيات كل المجالات بدعم كبير من مركز السيدة خديجة بنت خويلد الذي أطلقته الغرفة التجارية الصناعية بجدة في 11 ديسمبر عام 2004م.