العودة   الذهبية > تراث و مناطق > الحجــــــــــاز

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: طريقة صنع البان كيك (آخر رد :om abeer)       :: طريقة المعمول بالتمر الرائع (آخر رد :om abeer)       :: طريقة الفوتشيني (آخر رد :om abeer)       :: إيدي هاو يضع علامة برونو غيماريش وهو يتطلع إلى المرحلة التالية من مشروع نيوكاسل يوناي (آخر رد :هدي فاروق)       :: العلاج فى المانيا للعرب (آخر رد :اميرة ابى)       :: طريقة تحضير السبانخ في المنزل (آخر رد :om abeer)       :: تعريف القانون الدستوري (آخر رد :merehan)       :: كيفية التخلص من غزو النمل بسرعة (آخر رد :سمي)       :: نصائح لمكافحة الحشرات بق الفراش (آخر رد :سمي)       :: ما هي الكبسولة الذكية (آخر رد :mmrwan)      

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
  #1  
قديم 15-11-2004, 03:00 AM
الصورة الرمزية العرب أهلي
العرب أهلي العرب أهلي غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 1,457
افتراضي الرحلة إلى مكة في أدب الرحلات وتأثيراتها الثقافية

من أبرز المدن على خارطة الطرق إلى مكة القدس والقاهرة وبغداد

كانت المحطات في طرق الحج مشاعل نور ومراكز ثقافية وحضارية

#9679; كانت الخلافة الإسلامية في وقت من الأوقات تمتد من حدود الصين شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً، ومن آسيا الوسطى وجبال القوقاز إلى جنوبي الصحراء الكبرى.. ومن هنا لنا أن نتصور تنوع المواقع الجغرافية التي يمر منها الحاج ليصل إلى الجزيرة العربية.

وعندما دون بعض الحجاج من الكتاب مذكراتهم عن المحطات التي كانوا يستريحون فيها، وهم في طريقهم إلى أداء المناسك، لم يفكروا في أنهم يؤرخون لمواقع ستكون في يوم من الأيام محل اهتمام من الذين يعنون باقتفاء تلك المحطات التي أصبحت تنعت عند المهتمين بـ(طرق الإيمان) والتي أصبحت بفضل هذا العبور طوال موسم الحج ذهاباً وإياباً مراكز ثقافية وحضارية يجتمع فيها أهل العلم بالآخرين.

ولم يكن وقوف هؤلاء عند هذه المحطات من الجهات الأربع، فقط من أجل الراحة والاستجمام، ولكنه وقوف يقترن بالاتصال المباشر بمن يوجد من رجال على تلك الأرض، والاستماع إليهم والتأثير فيهم والتأثر بهم، فكراً ومذهباً وأعرافاً وعادات، وربما لإقامة علاقات تجارية وإنسانية.

وقد اعتاد الذين يستقبلون الحجاج على أن يوفروا لهم ضروب التكريم.

لقد كانت الرحلة في الماضي تمثل وقوفاً تاماً عند كل مدينة بجغرافيتها وطبيعتها ومناخها، وعيشة كاملة بين أهلها وأنشطتهم الحياتية وسلوكياتهم، ولم يكن أصحاب الرحلات يتخيلون أن يكون لها هذا التأثير الذي نتحدث عنه، لذلك تميزت رحلات العرب على وجه الخصوص بالترابط والتكامل مع بعضها بعضا، اضافة إلى السرد الواقعي الذي اتسم بالصدق والشفافية والوضوح، ولذلك كانت تلك الرحلات فيضاً متجدداً للباحثين والدارسين في الغرب، حيث ترجمت بعض هذه الرحلات ودورها في بلورة التجارب الانسانية بما يسهم في تأصيل الحضارة العالمية.

ورغم أن دراسة هذه الرحلات من قبل الباحثين العرب والمسلمين لم تحظ بمثلها عند الغرب، إلا أن خصوبة وثراء هذه الأعمال تجعل الفرصة مازالت قائمة لإعادة النظر فيها والاهتمام بها بما تمثله لنا من قيمة، تزودنا بالعديد من المشاهد التي ترسم لنا صورة عن الماضي، ولعل التطور الحادث اليوم في العالم وسهولة الحصول على المعلومات يجعلنا نستطيع تقديم رؤية جديدة عن تلك الرحلات ونذهب إلى أبعد مما وصل اليه غيرنا بشأنها.

لقد ازدهرت الحركة الثقافية على طريق ركب الحاج ومنازله، واشتد أثرها من خلال مشاعل النور التي حملها العلماء والخطباء والوعاظ الذين تفاعلوا بمعارفهم وشتى فنونهم على طريق الحجاج ومحطات نزولهم.

وكانت العناية التي يوليها الرحالة الأدباء بأسماء الأماكن التي مروا بها للوصول إلى مكة ذات أبعاد مختلفة، فهى لم تكن لدواع مسلكية مؤقتة فقط، ولكن ليعرفوا أماكن كانت تتوفر على مراكز علمية تجتازها مثلا القافلة المصرية التي كان عليها ان تقضي قرابة الشهر وهى في طريقها مارة بتلك المحطات التي كانت المؤسسات الإسلامية والشخصيات الموسرة توفر فيها المأوى والمطعم والمشرب، علاوة على تطوع السكان بخدمة الواردين الى أن يصلوا الى ميقات احرامهم وهو الجحفة أو رابغ ويقصد بالقافلة المصرية كل الحجاج الذين يتجمعون بمصر من البلاد النائية، وعلى نحو القوافل المصرية قرأنا عن القافلة الشامية وهى في طريقها التجاري المعهود إلى مكة حيث تقضي ثلاثين يوماً قبل أن تبلغ هدفها.

وبطبيعة الحال فإن القافلة الشامية لا تعني فقط أهل الشام، لكنها تعني أيضاً ما يتجمع في الشام من بلاد الترك وما جاورها.

هذا إلى جانب القافلة العراقية التي عليها ان تخترق الجزيرة الفراتية بما تعرفه من مسالك تتهادى الحجاج بما تحتوي عليه تلك المسالك من زوايا الى أن يصلوا الى ميقات أهل العراق الذي هو (ذات عرق) الذي يبعد عن مكة تسعين كيلو مترا.

ثم القوافل التي ترد من الشرق الإسلامي وما يجاورها الى أن تصل الى ميقاتها المحدد لها (قرن المنازل) ثم القوافل التي تأتي من الجنوب إلى أن تصل ميقاتها المعروف تحت اسم (يلملم) على بعد نحو خمسين كيلو مترا من مكة.

وهكذا أصبحت هذه المواقع الجغرافية أو (المواقيت) كما نسميها في ثقافة الحج، مراكز تتوفر على كل ما يلزم القافلة أو ركب الحج، مما خلق منها محطات تؤدي واجبها نحو قاصدي بيت الله الحرام.

إن القوافل ذاتها بما تحتضن من علماء وأئمة ومفتين وقضاة وتجار وصناع، هذه القوافل تكون وحدها جامعة متنقلة تتألف من كل المكونات التي تساعد على تحسين معارف الناس ومن كل الفاعلين الذين يسهمون في تثقيف المسافرين.

وحسبنا أن نتصفح رحلة من الرحلات لنقرأ عن هذه المنازل بما تحتضن من رجال ومكتبات ومدارس. وفي هذه الرحلات وهذه السجلات ما حرره أصحابها وهم في طريقهم من غرب مكة إليها، ومنهم من سجل مذكراته وهو في طريقه من شرقها، على نحو ما نجده كذلك بالنسبة للذين نزلوها من الشمال أو صعدوا إليها من الجنوب، كل هذه الجهات كانت مزودة بأمكنة استقبال ومراكز تحمي الحجاج من عناصر الشغب والنهب وتضمن أمنهم وراحتهم وتوفر لهم وسائل الوصول والعودة.

ظاهرة أخرى عن طريق الحج من خلال الرحالة، تتجلى في أن الحجاج وقد كثر عددهم على مر السنين كانوا يؤرخون لتلك المحطات على التتابع، كان فيهم الذي دون مذكراته في القرن الخامس، وفيهم من أدى حجه ودون مذكراته في القرن السابع.. الخ.

وهكذا توفرنا على تقارير مرتبة عن تلك المحطات وعرفنا جريانها عبر الأيام ومدارسها ومعالمها، رجالها، أحداثها، ثوراتها، وغير خاف أهمية هذه الإفادات فيما يتصل بالبعد المعرفي لهذه الظاهرة.

ولم يكن ضرورياً بالنسبة لجميع الرحالة ان يسلكوا دائما نفس الطريق التي سلكها من قبلهم، وهكذا تتعدد المسالك ويكون في ذلك كسب جديد لأدبيات الحج حيث اوسع فيما يتصل بالجغرافية الوصفية وهكذا ايضا نرى أنه إذا كانت مواقع طريق الحرير تتجه كلها نحو الشرق (الصين مثلا) فإن اتجاه طريق الحاج يتغير.

وتعتبر اكثر الرحلات ثراء فيما يتصل بوفرة عدد الأسماء الجغرافية، والأعلام الشخصية هى الرحلات التي انطلق اصحابها من بلاد المغرب التي تتميز بأن أصحابها يتعلقون شديد التعلق بالبقاع المقدسة، ونحن نعلم أن الحب يزداد حرارة بمقدار بعد المحب عن دار المحبوب.

ومعظم أولئك الرجال لا يقتصرون في افاداتهم على تقديم معلومات عما يمس الجانب الاجتماعي والثقافي والعلمي في المحطة التي يستقرون بها، لكنهم يتجاوزون ذلك إلى الحديث عن الثروات المعدنية والبحرية مقارنين ومفارقين احياناً بين ما يوجد في بلادهم وفي تلك الجهات.. مما يؤكد أهمية البحث عن توابع هذا الركن المهم من أركان الإسلام.

شىء آخر تنطق به مسالك الحج على امتدادها سواء أخذتها من أقصى المشرق أو أقصى المغرب.. هذا الشىء هو أسماء الأسر الإسلامية التي قدر لها ان تستقر في بعض تلك المواقع من غير ان تعود إلى منطلقها الأصلي.

هناك عوائل من أصل تتري مغولي اختارت بعض المواقع وهناك عدد من الحضارات وفي كافة المدن العربية والإسلامية استقروا في مكة والمدينة وهناك بيوت من أصول مغربية وجدت راحتها في جوار رحاب الله هناك فاستقرت.

وإذا ما عرفنا جيداً ان الذين يقصدون الحرمين الشريفين ليسوا بالضرورة ممن يحسنون اللغة العربية وعرفنا أنهم يتكلمون لغات مختلفة، فيها المعروف والمشهور وفيها النادر والمهجور، إذا عرفنا ذلك فلنا ان نتصور ان شيوخ تلك الجهات كانوا لا يقتصرون على لغة القرآن في التبليغ، لكنهم يتجاوزونها الى العديد من اللغات.

وإلى جانب مذكرات الحجاج سواء أكانوا من المشرق أو المغرب خاصة منها المذكرات المطبوعة الى جانبها يوجد مصدر هام يتحدث عن طريق الحج، وهو مما يكشف عن أهمية تلك المحطات وما كانت تشهده من قوافل على مستويات مختلفة.. هذا المصدر هو الركب الرسمي الذي كان ينطلق من كل موقع في اتجاه الجزيرة العربية، واتجاه مكة على الخصوص.

هذه القوافل كانت الرسائل الحكومية تتحدث عنها بإسهاب بما كانت تحمله من هدايا إلى تلك البقاع، وما كان يصحبها من أموال ثرية سخية لينفق منها على الطلبة والقراء في تلك المراكز، كما نتلمس أثرها في الخطابات المتبادلة بين قادة المشرق والمغرب مما نشر بعضه القلقشندي في صبح الأعش.

وتستوقفنا أيضاً ونحن نتحدث عن الأبعاد الحضارية التي ترافق هذا الركن المهم من أركان الإسلام، تستوقفنا المناهل والآبار والعيون التي عني بها المهندسون وأنفق عليها المحسنون والمحسنات من مختلف العصور، من أجل ضمان الماء للقاصدين ولا يفوتنا في هذا الصدد ان نذكر المصانع والعيون المنسوبة للسيدة زبيدة التي فرضت اسمها على الذين يكتبون عن مسالك الحج التي زودت بالسدود والمناهل.

ان البحث عن طريق الحج بحث عن سر عظيم من الأسرار التي كانت وراء اشراقات الإسلام وحضارة الإسلام وازدهاره واستعداداته لكل التطورات التي يقتضيها العصر وتفرضها مصلحة الإسلام.

http://www.muslimworldleague.org/paper/1778/articles/page5.htm
المصدر
::
__________________

توكلنا على الله

رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
اللجنة الثقافية النسائية في المهرجان الوطني وضعت التقرير النهائي لنشاطات الجنادرية 25 مخاوي الليل الصحافة اليوم 0 07-04-2009 04:47 AM
المختار من الرحلات الحجازية إلى مكة والمدينة النبوية العرب أهلي الحجــــــــــاز 2 09-03-2007 07:39 PM
لم تكن حياته سوى مجموعة من الرحلات محمد الاسلامي العام 2 02-01-2007 04:44 AM
لغة العيون وتأثيراتها جداوي ثقافية 2 19-11-2004 03:00 AM
الرحلة الحجازية الصغرى العرب أهلي الحجــــــــــاز 2 16-11-2004 03:00 AM


الساعة الآن 10:09 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd