الرحلة الحجازية الصغرى
لأبي عبد الله محمد بن عبد السلام بن ناصر الدرعي(ت 1239 هـ- 1823 م)
قيمتها العلمية والتاريخية
إعداد : الدكتور/ عبد الخالق المفضل أحمدون
يتمحور هذا البحث حول إحدى الرحلات المغربية إلى شبه الجزيرة العربية، والقصد هنا إلى " الرحلة الحجازية الصغرى " للفقيه محمد بن عبد السلام بن ناصر الدرعي، أحد علماء المغرب المشهورين المتوفى سنة 1239 هـ.
ومن المعلوم أن ابن ناصر رحل إلى الحجاز مع ركب الحاج المغربي لأداء الفريضة، ولقاء العلماء، واقتناء نفائس الكتب، مرتين:
الأولى سنة 1196هـ/1781م في عهد السلطان المغربي المولى محمد بن عبد الله العلوي، كتب خلالها " الرحلة الحجازية الكبرى ".
والثانية سنة 1211هـ/1796م، في عهد السلطان أبى الربيع سليمان بن محمد العلوي، وكانت من ثمرتها تدوين " الرحلة الحجازية الصغرى "، موضوع هذه المداخلة.
انطلقت الرحلة من بلاد درعة بالجنوب المغربي، حيث الزاوية الناصرية التي ينتمي إليها الرحالة عشية يوم السبت 4 جمادى الأولى 211 1هـ، ليصل الركب إلى مكة المكرمة في مستهل شهر ذي الحجة من نفس السنة.
وبعد أداء مناسك الحج، تبتدئ رحلة العودة إلى المغرب، حيث ينطلق الركب من مكة المكرمة عشية يوم 27 ذي الحجة 1211هـ، وتنتهي بوصول ابن ناصر إلى مسقط رأسه بدرعة يوم 10 محرم من عام 1213هـ.
فقد استغرقت الرحلة حسبما هو مقيد عشرين شهرا تضمن نص الرحلة إفادات علمية كثيرة، ونصوصا أدبية نادرة، ومعلومات تاريخية مهمة، وأوصافا جغرافية دقيقة عن الأماكن التي مر بها الركب المغربي، والبلدان التي زارها بالإضافة إلى هذا ما سطره المؤلف من ارتسامات وانطباعات حية عن الأوضاع المعيشية، والظواهر الاجتماعية، والظروف الطبيعية التي شاهدها وعايشها والأهوال والمخاطر التي عانى منها الحجاج.
وقد اعتمدت في تحليل هذه الرحلة على النسخة المخطوطة المحفوظة بخزانة مؤسسة علال الفاسي بالرباط تحت رقم: 457.
تقع النسخة في 174 صفحة من الحجم المتوسط، كتبت بخط مغربي مقروء، بمعدل 17 سطرا في كل صفحة، وتم الفراغ من نسخها في حياة المؤلف على يد أحد أفراد أسرته محمد المكي بن الحسين الناصري عشية لي يوم الثلاثاء 3 محرم من عام 1226هـ.
إن الرحلة في نظري جديرة بالبحث والدراسة والتحقيق، لذلك اتجه القصد إلى التعريف بها وتحليل مضمونها إبراز قيمتها من الناحيتين العلمية والتاريخية.
ولتحقيق هذا الغرض، رتبت الموضوع في تمهيد وثلاثة مباحث وخاتمة.
التمهيد: تحدثت فيه عن الرحلة كحقل معرفي منفتح على أصناف متعددة من المعارف التي يحتاجها الفقيه والأديب والمؤرخ وعالم الاجتماع... إلخ، وعرضت فيه نماذج من الرحلات الحجازية المحفوظة في الخزانات الغربية.
المبحث الأول: تطرقت فيه إلى التعريف بصاحب الرحلة بتسليط الضوء على جوانب من حياته وعلمه.
المبحث الثاني: عرضت فيه مضمون الرحلة، مع التركيز على الأحداث البارزة فيها المبحث الثالث: اتجهت فيه إلى إبراز قيمة الرحلة الحجازية الصغرى من الناحيتين العلمية والتاريخية.
الخاتمة: سجلت فيها الاستنتاجات التي استخلصتها من قراءتي لنص الرحلة.
المصدر دارة الملك عبدالعزيز
::