السيارات الهجين تواجه علامات استفهام ومنافسة داخلية
السيارات الهجين تواجه علامات استفهام ومنافسة داخلية
"الاقتصادية" من واشنطن
تتوقع سوق السيارات الهجين عاما صعبا بسبب المتغيرات التي تمر بها السوق النفطية والتراجع الكبير في سعر البرميل، الذي سيخفف من الضغوط على المستهلكين ليستخدموا سيارات تستهلك قدرا أقل من الوقود.
وتشعر شركة تويوتا، التي تعد المهيمن الرئيس على هذه السوق بحجم التحديات من قبل المنافسين الآخرين، فشركة هوندا طرحت في الفترة الأخيرة نوعا من السيارات الهجين أطلقت عليه أسم "أنسايت"، وهي تعد منافسا بصورة مباشرة لنوع "برايوس" الذي تنتجه تويوتا. فالسيارة من نوع "أنسايت" أصغر حجما وأقل استهلاكا للوقود، بل وأقل سعرا، إذ تباع بنحو أربعة آلاف دولار من "برايوس".
لكن "تويوتا"، التي سيطرت على نحو 75 في المائة من سوق السيارات الهجين في الولايات المتحدة العام الماضي، تخطط هذا العام لتحقيق مبيعات أعلى مما باعته في 2008. أحد وسائلها لذلك أن الجيل الثالث من نوع "برايوس" يمكن أن يسير بمعدل 50 ميلا للجالون، وهو ما يتجاوز استهلاك "أنسايت"، التي تسير بسرعة 40 ميلا في الساعة داخل المدن و43 ميلا على الطرقات السريعة.
خطوة أخرى أقدمت عليها "تويوتا" بالدخول إلى مجال السيارات الأفخم لكن من بوابة الهجين كذلك من خلال طرح نوع سيدان، وهي الأولى من نوعها لفئة سيارات "لكزس" الفخمة. وتعد هذه محاولة لقطع الطريق على شركات السيارات الأمريكية وتحديدا "فورد" و"كرايسلر"، حيث للأولى خطط لإنتاج سيارة متوسطة الحجم تقارب نوعي "فورد فيجن" و"ميركوري ميلان"، لكنها تسير بسرعة 41 ميلا في الجالون، لكن سعرها يبقى عائقا أمام تسويقها إذ يصل إلى 27270 دولارا. وهذا ما دفع بعض المحللين إلى القول إن ديترويت لم تستطع حتى الآن تشكيل منافس حقيقي للسيارات اليابانية في ميدان الهجين وتحديدا من قبل شركة تويوتا. فالأنواع التي طرحتها كلا من "جنرال موتورز" و"كرايسلر" لم تسجل مبيعات جيدة، الأمر الذي دفع "كرايسلر" إلى إغلاق الخط الإنتاجي للسيارات الهجين بعد بضعة أشهر من طرحها في السوق.
وخيبة الأمل هذه لا تقتصر على السيارات الأمريكية فقط، بل حتى هوندا تخلت عن مشروعها الأساسي للسيارة الهجين بسبب ضعف المبيعات كذلك.
شركة تويوتا ومن خلال سيارتها برايوس لا تزال محافظة وقادرة على البقاء، أحد مزاياها إلى جانب السعر المنخفض هيكلها العام، الأمر الذي يساعد في عملية ترويجها، ولهذا تخطط لبيع 180 ألف سيارة هذا العام لتتجاوز بذلك مبيعات العام الماضي بنحو 13 في المائة، والرقم يمثل ضعف ما تخطط له شركة الهوندا لسيارة "أنسايت".
لكن رغم هذه الوضعية التنافسية الجيدة، فإن على شركة تويوتا السعي بجد للحفاظ على هذه المكانة، خاصة في وجه بروز خيارات عديدة في مجال السيارات الهجين من كهربائية وأخرى تستخدم نوعا مخلوطا من الوقود الأحفوري والإحيائي، أو الأخير فقط. ومع أن السيارة الكهربائية لا تزال حلما بعيدا يحتاج إلى سنوات عديدة، إلا أن "تويوتا" تخطط لأن يكون لها موطئ قدم في كل مجال من مجالات السيارات الهجين بنهاية العقد الثاني من هذا القرن.
|