مدير «مدني» عسير: غياب الوعي وراء حوادث السيول

[مخاوي الليل]

مدير «مدني» عسير: غياب الوعي وراء حوادث السيول



سعيد الزهراني - أبها
وصف مدير عام الدفاع المدني في منطقة عسير العميد عبدالواحد الثبيتي، مستخدمي الطرق الذين يحاولون عبور الأودية رغم معايشتهم خطورة السيول بـ «المجازفين»، مشيرا إلى أنه يصعب التدخل أحيانا حماية لمنسوبي الدفاع المدني، ولا يجازفون بحياة مجموعة من رجال الإنقاذ لانتشال جثمان مثلا. وأكد العميد الثبيتي في حوار لـ «عكاظ» بعد تعيينه مديرا عاما لمدني عسير، أن غياب الوعي وراء معظم حوادث الغرق وجرف السيول التي تعرض لها عدد من الأشخاص، مشيرا إلى أن التحذير من مثل هذه الحوادث يتم باستمرار ولكن دون جدوى، معتبرا التقيد بوسائل السلامة الطريقة الوحيدة التي تمكن الأشخاص من البقاء بعيدا عن الخطر.

تتميز منطقة عسير بتنوع التضاريس وتغلب عليها الوعورة، فكيف تتغلب عليها أجهزة الدفاع المدني بما يحقق سرعة الإنقاذ؟
يتم توفير كل الآليات والأجهزة بالتنسيق مع المديرية العامة للدفاع المدني وبناء على ما يردها من مديريات الدفاع المدني بالمناطق، تعمد إلى دراسة ظروف كل منطقة على حدة، في إدارة عنيت بهذه الأمور وتسمى إدارة الدراسات والبحوث، وهي الجهة التي تعنى بتحديد الآليات والمعدات التي تتوافق مع أجواء وظروف المملكة.

يتطلب التعامل في مثل هذه التضاريس والمناخ كفاءة عالية، كيف ترون أفراد الدفاع المدني في المنطقة وهل لديكم خطط تدريبية؟
كما أسلفت الفرق مهيأة للقيام بمهمتها تحت أي ظروف بمشيئة الله. أما عن التدريب فهو مستمر طوال العام في خطين متوازيين، الأول: ضمن دورات تدريبية مبرمجه وفق مسار تدريبي محدد تمليه الاحتياجات الميدانية، والثاني: ضمن برنامج تدريبي على رأس العمل بداخل مراكز الدفاع المدني يغطي جميع التخصصات، ويشمل أيضا تفقد المعدات والآليات للوقوف على جاهزيتها.

هل لديكم برامج توعية لتحذير المتنزهين من النزول في بطون الأودية؟
بعض مستخدمي الطرق التي تمر بالأودية الخطرة رغم مشاهدته للخطر فهو يعتبر «مجازفا» رغم التحذيرات التي يطلقها الدفاع المدني، قال تعالى : (قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم) .... الآية (سورة آل عمران 145) وهذا لا يعني التسليم بالأمر، فقد يكون هناك محتجز لم يكن ذلك اليوم هو يوم حتفه، وهو ما يدفعنا حتى بالمخاطرة بأنفسنا في سبيل إنقاذه، ومع ذلك سيستمر الدفاع المدني في التوعية بما يتوفر من إمكانيات. ومن الصعب تغطية كافة الأودية وروافدها لكثرتها في المنطقة، وبطبيعة الحال فإنه من المستحيل وضع فرقة دفاع مدني أو دوريات أمنية في كل موقع خطر في الوادي، ولكن نستطيع أن نجعل من كل مواطن رجل دفاع مدني يقي نفسه وأهله من أخطار الأمطار باتباع إرشادات السلامة والوقاية.

تعتبر الأحياء العشوائية من أكثر المواقع تعرضا لمداهمة السيول أو انهيار البيوت القديمة ونشوب الحرائق، فكيف يتم العمل في هذه الأحياء التي تحول أزقتها الضيقة دون دخول آليات الدفاع المدني؟
في ظل وجود بعض الأحياء القديمة والعشوائية وتعرضها لمداهمة السيول فهو أمر طبيعي، لعدم وجود طرق كافية لاستيعاب السيول وغياب التخطيط في السابق جعل بعض المنازل تبنى في ممرات الطرق، مما يؤدي إلى ارتفاع منسوب المياه، وهذه مشكلة لا مناص من التعامل معها كما هي، لأن إزالة أحياء كاملة من باطن المدن ومن ثم إعادة تخطيطها مكلف جدا. وفي سبيل القيام بمهامنا أمنت سيارات للدخول إلى المواقع الضيقة والوعرة وفقا لدراسات ميدانية واستكملت بالدراسات الفنية من إدارة الدراسات والتطوير.

ماهو الحل من وجهة نظركم لتلافي حدوث الحرائق؟
توفر وسائل السلامة أمر ضروري ولا بد أن نعي أن توفرها لا يمكن أن يحول دون وقوع الحوادث، وأسبابها متعددة قد يدخل الخطأ البشري فيها وقد يدخل تركيب تمديدات رديئة من صاحب المنشأة، وقد يكون لزيادة الأحمال دور فيها، وعليه فإني أستغلها فرصة لتوجيه دعوة لإخواني المواطنين والمقيمين بتوخي الحذر وعدم المجازفة بتجاوز الأودية الجارية والتحلي بالصبر لحين جريان الأودية، قد لا يزيد عن ساعات قليلة لا تساوي شيئا أمام سلامته هو ومن معه، واستخدام الأجهزة الجيدة ذات المواصفات المعتمدة واستخدام كاشفات الدخان وغيرها من الأجهزة المهمة جدا في المنازل وغيرها.

[rabab]

هذي سعودية الا الهند؟