الكتب الجنسية.. ليست هي الثقافة المطلوبة
الكتب الجنسية.. ليست هي الثقافة المطلوبة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الحياء شعبة من الإيمان»، وعن عمران بن حصين قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير)، والحديثان من رواية البخاري ومسلم. وقد كان عليه الصلاة والسلام من أكثر الناس حياء.
مناسبة هذه المقدمة موصولة بالمطالبات المتعددة بإدخال مفهوم (الثقافة الجسدية والعاطفية) للمجتمع في هيئاته التعليمية والثقافية والفكرية. وهي مطالبة لا تزال قائمة، بل والضرورة إليها أصبحت أكثر إلحاحا في ظل ما يشاهد حاليا من فهم مشوش لها. فالمقصود بهذه الثقافة هو: إلقاء الضوء على موضوعات مثل: المفاهيم الخاطئة عن الجسد لدى المراهقين، أنواع الزواج الشرعي، الأمراض الجنسية، المواقع الإباحية؛ أسبابها وطرق الوقاية منها.. وهكذا موضوعات.
ولكن يبدو أن البعض قد أساء فهم هذا المقصود –بسوء نية حسب ما هو واضح- فمن منظور المطالبة بهذه الثقافة، بدأت بعض الكتب ذات العناوين (الفاضحة) تتسرب إلى المكتبات الموجودة في الأسواق العامة، - بل وحتى إلى الكافيهات الصغيرة وبعض محطات البنزين الكبيرة-، توضع على الأرفف لتواجه كل من يدخل من الباب، بحجة نشر (الثقافة الجسدية والعاطفية)، وهي في حقيقتها لا تهدف إلى ثقافة حقيقية بقدر ما تهدف إلى الترويج لنفسها.. فهي أشبه بالإعلان عن فلم فاضح، أو إعلان فحولة في التلفزيون وقت المشاهدة العائلية.. وهي مشاهد ليست من الحياء في شيء، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (الحياء كله خير). فأخف تلك العناوين التي تحملها تلك الكتب لا يمكن ذكرها هناء حياء وخجلا وخوفا من جرح الذوق العام، فما بالنا وهي معروضة على أرفف المكتبات الصغيرة وأكشاك بيع الهدايا في الأسواق العامة. المطلوب هو أن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بدور فعال في وضع آلية لبيع مثل هذه الكتب. فأولا: يجب أن تكون هذه الكتب مغلفة بحيث لا يستطيع أي طفل أو مراهق أن يتصفحها، ثانيا: أن تكون في مكان منزو؛ بعيدا عن أعين الأطفال وليس في واجهة المحلات كما هو حاصل حاليا. وثالثا: أن لا تباع لمن تقل أعمارهم عن «18» عاما. مع ضرورة وجود لجنة في الوزارة مكونة من علماء اجتماع ودين وتربية تراجع هذه الكتب قبل إجازتها لمعرفة ما إذا كانت تهدف إلى التثقيف حقا أم مجرد موضوعات للترويج وبيع أكبر كمية. مع التركيز على أن لا يكون عنوان الكتاب خادشا للذوق العام.
رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار في وزارة الثقافة والإعلام، أن يتم وضع آلية لضبط هذه الظاهرة الاستغلالية التي تهدف إلى البيع عن طريق الإثارة وليس التثقيف الحقيقي للمجتمع.. ويجب أن يتم وضع جزاءات لكل من يخالف تلك الأنظمة والقوانين ولا تترك فقط لأصحاب تلك المحلات ونفوسهم الرخيصة. عن عبدالله بن مسعود قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستحِ، فاصنع ما شئت» رواه البخاري ومسلم.
|