انتقاء الأسهم في البنوك و"الصناعة" يعزز موجة الصعود في الأسواق الخليجية

[مخاوي الليل]

انتقاء الأسهم في البنوك و"الصناعة" يعزز موجة الصعود في الأسواق الخليجية

عبد الرحمن إسماعيل من دبي
استهلت أسواق الأسهم الخليجية أسبوعها أمس بارتفاع جماعي بعد أسبوع عانت خلاله عمليات جني أرباح وتقلبات حادة، وقادت سوق الدوحة موجة الصعود بارتفاع 3.5 في المائة بعدما بدأت الأسواق تدرس بإيجابية خطوة الحكومة القطرية بشراء محافظ أسهم البنوك وهي الخطوة التي دفعت السوق مطلع الأسبوع الماضي للارتفاع بقوة قبل أن تبدد كامل مكاسبها في نهاية الأسبوع.
وتمكنت سوق دبي على غير العادة من الاحتفاظ بنسب صعودها إلى النهاية وهي التي عانت طيلة الأسبوع الماضي تبديد جزء كبير من مكاسبها أو التحول نحو الهبوط قرب الإغلاق، وارتفع مؤشرها بنسبة 1.4 في المائة في حين جاءت ارتفاعات سوقي الكويت ومسقط بنصف في المائة لكل سوق، وأقل من ذلك في سوق أبو ظبي، ومالت سوق البحرين نحو الارتفاع الطفيف 0.03 في المائة.
وبحسب محللين فإن اللون الأخضر الذي عم الأسواق جاء انعكاسا لأجواء التفاؤل التي عمت الأسواق الدولية التي سجلت أعلى ارتفاع أسبوعي في تاريخها منذ خمسة أشهر، إضافة إلى توقعات بخفض جديد في إنتاج "أوبك" من النفط سيسفر عن اجتماع المنظمة وهي كلها أخبار دعمت الأسواق. لكن من الواضح أن سوق الدوحة بدأت تستوعب بإيجابية خطوة الحكومة بشراء محافظ أسهم البنوك حيث كانت السوق قد مرت بموجة جني أرباح امتدت لثلاث جلسات عقب ارتفاعها الصاروخي مطلع الأسبوع الماضي بدفع من الخطوة الحكومية، ودعمت عمليات شراء قوية من كافة شرائح المستثمرين ارتدادا قويا للسوق, وإن بقيت التداولات أقل من 300 مليون ريال من تداول 11.3 مليون سهم منها 6.5 مليونا لأربعة أسهم هي "ناقلات", "العقارية", "بروة", "الريان"، وسجلت أسعارها مجتمعة ارتفاعات بنسب 5.6 و 5.4 و 7.2 و 2.7 في المائة على التوالي.
وتركزت عمليات الشراء على أسهم منتقاة خصوصا في قطاعي البنوك والصناعة، وسجلت غالبية أسهم البنوك ارتفاعات قوية بقيادة سهم البنك التجاري 5.3 في المائة إلى 43.6 ريال والمصرف الإسلامي 2.8 في المائة إلى 54 ريالا و"الريان" 1.1 في المائة إلى 9.55 ريال, كما ارتفع سهم "صناعات قطر" الأثقل في المؤشر بنسبة 3.3 في المائة إلى 70.4 ريال.
وفي المقابل سجل سهم أعمال انخفاضا قريبا من الحد الأقصى 10 في المائة إلى 31.7 ريال متأثرا بإعلان الشركة عن نتائجها المدققة التي سجلت تراجعا للعام الماضي بنسبة 24 في المائة إلى 623.8 مليون ريال وتوصية من مجلس الإدارة بترحيل الأرباح.
وتمكنت سوق دبي من مخالفة السيناريو الذي عانته طيلة الأسبوع الماضي بالحفاظ على نسب صعودها القوية وعدم التفريط فيها حتى النهاية، ودعم هذا الاتجاه عودة سهم "إعمار" من الهبوط عند الدرهمين إلى الارتفاع بنسبة 1.5 في المائة إلى 2.05 درهم، وارتفاعات قوية لعدد من الأسهم النشطة مثل "أرابتك" بنسبة 4.3 في المائة إلى 1.68 في المائة و"دبي المالي" 6 في المائة إلى 1.24 درهم و"دبي الإسلامي" ثالث الأسهم الثقيلة بنسبة 1.3 في المائة إلى 2.34 درهم.
وتشهد سوق دبي اليوم أول إدراج للعام الجاري لسهم "دريك آند سكل" المتخصصة في أعمال الهندسة الميكانيكية وسط توقعات بأن يسجل السهم في أول تداول له انخفاضا أو على الأقل يتعرض لعمليات مضاربة تدفع إلى مستويات قياسية قبل أن يتعرض عندها لموجة جني أرباح تتسبب في تراجعه. وترى الشركة في الأسواق الخليجية فرصا جيدة للنمو, وبحسب رئيسها التنفيذي خلدون الطبري تعتزم الشركة الاستحواذ على ثلاث شركات، اثنتان منها في السعودية والأخرى في الكويت في مجال تخصصها نفسه ويجري تقييمها حاليا, كما وقعت الشركة عقد تبريد مركزي لمصنع شركة الزامل السعودية وكذلك مشروع آخر في جدة بقيمة تتجاوز 700 مليون درهم.
وبعد أسبوع من التراجع منيت فيه بأكبر الخسائر ارتدت سوق أبو ظبي ولكن بنسب ارتفاع طفيفة بدعم قوي من أسهم "الطاقة" وطفيف من "البنوك" و"العقارات" وسط استمرار تدني أحجام وقيم التداولات التي بلغت 78 مليون درهم. وبعد سلسلة تراجع قوية بضغط من عمليات جني الأرباح عاد سهم "طاقة" مجددا لتسجيل قفزات سعرية قوية بنسبة 8.2 في المائة إلى 1.59 درهم, كما ارتفعت معه أسهم قطاع الطاقة مثل "آبار" 7.7 في المائة إلى 1.84 درهم و"دانة غاز" 1.8 في المائة إلى 57 فلسا، كما ارتفع سهم "الدار العقارية" الأنشط بنسبة 0.91 في المائة إلى 2.22 درهم، في حين هبط سهم "صناعات الفجيرة" بالحد الأقصى 10 في المائة إلى 4.79 درهم.
وأدت ارتفاعات قوية لسهم بنك مسقط الأثقل في المؤشر إلى حفاظ سوق مسقط على صعودها ومقاومة تراجعات قوية لعدد من الأسهم القيادية والثقيلة مثل سهم "عمانتل" وعدد من أسهم البنوك، وبقيت التداولات على حالتها المتوسطة بقيمة 4.4 مليون ريال من تداول 11 مليون سهم.
وتصدر سهم بنك مسقط قائمة الأسهم الأكثر نشاطا من حيث القيمة والحجم بتداولات قيمتها 1.2 مليون ريال من تداول 2.5 مليون سهم وارتفع بنسبة 6.5 في المائة إلى 0.502 ريال في حين انخفض سهم "عمانتل" 2 في المائة إلى 1.296 ريالا وتباين أداء بقية أسهم البنوك بين ارتفاع لسهم البنك الوطني 1.3 في المائة إلى 0.295 ريال وانخفاض لسهم بنك صحار 1.4 في المائة إلى 0.134 ريال والبنك الأهلي 3.6 في المائة إلى 0.16 ريال.
ودفعت تصريحات محافظ المصرف المركزي الكويتي الشيخ سالم الصباح بشأن ضمان الحكومة 50 في المائة من تمويلات البنوك للقطاعات الإنتاجية مؤشر سوق الكويت للصعود بدعم من كافة القطاعات خصوصا "البنوك" التي سجلت غالبيتها نسب ارتفاع قوية، وإن بقيت التداولات على ضعفها بقيمة 54 مليون دينار من تداول 310.7 مليون سهم.
وسجل سهم "زين" ارتفاعا قويا بنسبة 6.5 في المائة إلى 0.82 دينار بدعم من إعلان الشركة عن استحواذها على 31 في المائة إلى شركة ونا للاتصالات المغربية بصفقة قيمتها 324 مليون دولار، وقاد سهم بيت التمويل الكويتي "بيتك" ارتفاعات أسهم البنوك بنسبة 5.6 في المائة إلى 1.12 دينار وبنك الكويت الوطني 3.8 في المائة إلى 1.08 دينار في حين استقر سهم البنك التجاري عند سعر 1.02 درهم, حيث جرى تداول السهم من دون أرباح بعد اعتماد الجمعية العمومية توزيعات نقدية بنسبة 40 في المائة. ومالت سوق البحرين نحو الارتفاع الطفيف بدعم من أسهم "البنوك" بعدما استمرت أسهم "الاستثمار" و"الخدمات" في الضغط على المؤشر وسط تداولات ضعيفة بقيمة 144 ألف دينار من تداول 872 ألف سهم منها 653 ألف لسهمي مصرف الإثمار و"ناس", السهمان اللذان ساندا السوق في الإغلاق مرتفعا حيث صعد الأول بنسبة 2.1 في المائة إلى 0.235 دولار والثاني 1.5 في المائة إلى 0.134 دينار. وفي المقابل سجل سهم "انوفست" انخفاضا قياسيا بنسبة 7.3 في المائة إلى 0.63 دينار و"بتلكو" 0.9 في المائة إلى 0.55 دينار.