#1
|
|||
|
|||
![]() الآن دعوني أجيب على تلك التساؤلات بطريقة غير مباشرة من خلال سرد قصة خيالية في وقائعها ولكنها مرتبطة بالواقع في تصوير كيفية بناء علاقات إنسانية مختلفة الجوانب ، لتوضيح ما نقصده في هذه السطور . فهيا إلى القصة.......!!! تبدأ القصة عندما سافرت إلى إحدى البلدان المجاورة وذلك بسبب التسجيل في إحدى الجامعات التي تضمن مستقبل باهر وجميل للذين يتخرجون منها بتفوق...وصلت إلى هذه المدينة وكنت وحيداً لا اعرف أحداً فيها ، كما أني لا اعرف شيئاً من عادات وتقاليد أهلها ، وهي مدينة فيها كل الوسائل الحضارية والثقافية المتقدمة من الخدمات والمواصلات والإعلانات وكل ماهو مواكب لهذا العصر الحديث ،....فيها المناظر الطبيعة والخلابة التي ينبعث منها دفئ ورائحة الحياة .... اليوم و الحمد الله تم قبولي لأكون احد طلاب هذه الجامعة ، مما يعني أنني سأعيش في هذه المدينة التي لا أعرف أحداً فيها. بدأت الدراسة وتعرفت على المناهج والمدرسين وكل ما يساعدني على أن اجتهد في دراستي وأنا اشعر بالارتياح لكــــــن كان هناك دائماً إحساس بالوحدة وعدم الانتماء ، حاولت جاهدا التغلب على هذا الشعور ولكن دون جدوى لم اعرف السبب مع أنني كنت مجتهدا ومتميزاً في دراستي ولكن شعوري بالوحدة أدى إحساسي بالاكتئاب. مرت الأيام وأصبح لي عدد من زملاء الدراسة وبعضهم جيران في سكن الجامعة أيضاً ، مما كون بيننا علاقة رابطها الزمالة والتعاون لتخطي سنوات الدراسة ولجعلها متعة تتوج بأعلى الدرجات وحصول التميز . وبرغم ذلك كنت ما أزال أحس بالوحشة والغربة ، وكان هناك أحد الزملاء الذي شاركني ذلك الإحساس مما قرب بيننا المسافات لم يكن هذا الزميل سيئا جدا ولا من المتميزين ولكن نتيجة للضغوط التي كنا نتعرض لها من الإحساس بالوحشة والغربة كنا نفكر في البداية في فعل أمور تبعدنا عن هذا الإحساس أمور عديدة أذكر منها ما أذكر وهو أننا كنا بعد انتهاء الدوام ،نقوم بتلخيص الدروس والمحاضرات ونتناقش في تلك الملخصات كنا نفعل ذالك لسببين وهما التهرب من هذا الشعور وملئ وقت الفراغ لدينا ، مرت الأيام وكانت هذه الملخصات ناجحة لنا ومفيدة ، ولكن هذه الأمور لم تؤدي النتائج المرجوة وهي عدم الشعور بهذه الأحاسيس فأصبحنا نملا وقتنا بالمسليات من التماشي والألعاب طول أيام الأسبوع أصبحت الأيام كلها عطلة لم يعد هنالك طعم خاص لعطلة نهاية الأسبوع بدأنا نشعر بالملل والضيق أتت فكرة أخرى وهي الذهاب إلى المدينة المجاورة للتعرف على حضارة جديدة صار السهر و شرب الكثير من المنبهات من طبعنا ، نحضر المحاضرات متأخرين لا نشارك ولا نستوعب الشرح وذلك بسبب السهر المفرط ، السهر السفر من مدينة إلى أخرى أدى نفعاً لكن حصل مالم يكن في الحسبان المستوى الدراسي أصبح مزرياً ، حصلت على الكثير من الإنذارات بالطرد من الجامعة نتيجة الإهمال الدراسي ، أفقت من صدمتي متأخراً حاولت جاهدا تعويض ما فات ولكن كان الوقت لا يساعد والحالة النفسية سيئة جدا . أوشك الفصل الدراسي الأول على الانتهاء وأنا مازلت أحاول التحسين من المستوى الدراسي ولكني كنت في أمس الحاجة إلى المساعدة لكني لم أعرف من أين أحصل على تلك المساعدة لأنني لم أعد أثق بأحد ، قبل بدء الاختبارات النهائية للفصل الأول لفت انتباهي أحد الزملاء المجاور لي في السكن كان هادئا متميزاً يمشي بثقة لا ينقصه شيء تعمقت صلتي به أكثر من البقية ، ونظرت إليه عن قرب فوجدت فيه أموراً وصفاتً تجعله مميزا في خلقه وتصرفاته والتي كنت أتمنى أن أحظى بمثلها شعرت بالندم وقتها لأنني لم أتعرف عليه من قبل كان مثل من وجد مفتاح اللغز بعد أن تعب وعانى وهو يبحث عن الحل. لقد كان دائما يدرك ماهو المقصود في المحاضرات ومعنى المناهج التي نأخذها في كوننا طلاب مستجدين على الجامعة ونظامها ومناهجها وكان لا يعطي فرصة لهذه الأحاسيس أن تأتي إليه وكان يصرفها دون مبالاة ، ومن الأمثلة على ذلك هناك عدد من الطلاب يدرسون في الجامعة ولكنهم لايعرفون لماذا هم يدرسون ، وما هو الأساس من الحصول على شهادة جامعية مع مرتبة الشرف ، بينما كان هو مدركا لسبب وجوده في هذه الجامعة دون غيرها وما هي الدوافع والمبادئ التي تجعله يكمل دراسته بنجاح . وكان دائما يضع جدولا للدراسة ومواعيداً لمراجعة الدروس ويلتزم بها ، ولذلك فانا كنت لا اعتقد أن شيئاً ينقصه لكي يحصل على ما يريد ويحقق حلمه في هذه المرحلة من حياته..... استمرت علاقتي به محاولاً بجهد أن أكون مميزا وان اجعل هذه الصفات الحميدة جزءاً وأساساً من حياتي. كنا زميلين بل استطيع أن أقول اخوين كلٌ منا ملازم للآخر لمدة طوال سنوات الدراسة استطعت خلالها والحمد لله أن اجعل هذه الصفات جزءا مني وان أكون متميزا مثله ولكن لم يحصل كل هذا إلا بعد أن ساعدني على الالتزام على فعل هذه الأمور وتشجيعي بالقيام بالأمور التي أقولها وأتكاسل في فعلها وان أدرك ما هو المعنى أن تكون قادرا على إدراك ماهو المعنى الحقيقي والخبرة في الأمور التي كنت افعلها فعلت كل ذالك فأصبح المبدأ جزءاً مني . من هذه القصة استطيع أن أقول أن للعلاقات تأثير كبير على حياة الإنسان وتكوين الفكر والأهداف في حياته خاصة في هذه المرحلة لأنه في هذه المرحلة يرى الإنسان أموراً كثيرة خارجة عن المألوف بالنسبة إليه لأنه تربى على أمور أخرى .....فمنهم من يرى أن كل شيء خاطئ والبعض يضيع في متاهة ولا يعرف أين يذهب والآخر يحاول التغير للأحسن فيقع في الأسوأ دون وعي أو معرفة . " يدخل بعض الأشخاص حياتنا ويخرجون منها سريعاً ، بينما يبقى آخرون في حياتنا تاركين انطباعاً في قلوبنا وأرواحنا فنتغير للأبد " ![]() |
#2
|
|||||
|
|||||
![]()
موضوع رائع يا عبرة
والعلاقات من الامور المهمة جدا في حياتنا الان والحديث عنها يطول كثيرا فهذا الزمن هو زمن العلاقات والتعامل ليس زمن فرض القوة مشكور يا اخ عبرة على القصة المفيده والهادفة ![]()
__________________
كتبت وقد أيقنت يوم كتابتي بأن يدي تفنى ويبقى ماكتبته ![]() |
#3
|
|||
|
|||
![]()
فعلا قصة روعة المهم ان يستفد الانسان من التجارب ويتعلم حنا او الكثير منا مع الاسف يدرس عشان الشهادة مش عشان العلم نفسة والله واكرر الله ان هذا احد اسباب تخلف العالم العربي الدرسة من اجل الشهادة وليس العلم العالم يجري ويخترع و نحن نتسابق نرسل مسجات الاغاني ونرقم في الاسواق ومين هو نجم الخليج ضاع عمرنا في السخافات
__________________
![]() ![]() |
#4
|
|||
|
|||
![]()
مشكوووووووووور على المرووووووووور شباب ..المهم انو الواحد يحدد هوايش يبغى في دي الدنيا .. هل يقعد على نفس المستوى من العلم والمكانة ام يحاول يثبت للعالم قدره ومكانه ؟ عني انا لا اقبل بغير التطور المستمر حتى اخر يوم في حياتي انشاء الله ... والله الموفق
![]() |
#5
|
||||
|
||||
![]()
قصتك أخ عبرة أخذتها من جانب علاقة الأصدقاء
وهي تدل وتؤكد على مقولة: الصاحب ساحب وأيضا مقولة: قل لي من تخالل أقل لك من أنت.
__________________
|
![]() |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|
![]() |
||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
بحث العلاقات السعودية البحرينية | مخاوي الليل | الصحافة اليوم | 0 | 28-03-2009 10:09 PM |
عجائب وتناقضات في العلاقات الزوجيه | لحظه حب | ركن الذهبية لمناقشة القضايا والحوار | 6 | 09-05-2007 12:01 PM |
العلاقات كالرمال | دموع تبتسم | ركن الذهبية العام | 10 | 06-03-2007 07:28 AM |
العلاقات وما المقصود بها | عِبْرة | ركن المجتمع و الاسرة | 8 | 10-12-2006 02:34 PM |
مناطق خطرة فى العلاقات الزوجية | سندباد | ركن المجتمع و الاسرة | 6 | 06-09-2004 03:00 AM |