العودة   الذهبية > منتديات الذهبية المنوعة > ركن التربية والتعليم والثقافة > ثقافية

« آخـــر الــمــواضــيــع »
         :: سرطان البروستاتا: تحديات وآفاق علاجية متطورة (آخر رد :اميرة ابى)       :: طريقة صنع البان كيك (آخر رد :om abeer)       :: طريقة المعمول بالتمر الرائع (آخر رد :om abeer)       :: طريقة الفوتشيني (آخر رد :om abeer)       :: إيدي هاو يضع علامة برونو غيماريش وهو يتطلع إلى المرحلة التالية من مشروع نيوكاسل يوناي (آخر رد :هدي فاروق)       :: العلاج فى المانيا للعرب (آخر رد :اميرة ابى)       :: طريقة تحضير السبانخ في المنزل (آخر رد :om abeer)       :: تعريف القانون الدستوري (آخر رد :merehan)       :: كيفية التخلص من غزو النمل بسرعة (آخر رد :سمي)       :: نصائح لمكافحة الحشرات بق الفراش (آخر رد :سمي)      

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 15-11-2007, 09:36 AM
DoDa AlBtOoOtA DoDa AlBtOoOtA غير متواجد حالياً
عضو خطير جدا
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
الدولة: جدة
المشاركات: 27,601
18 هـــالـوويــن

هـــالـوويــن

محيط ممتد إلى مرمى البصر، وظلام دامس.. لا نملك إلا أن نجلس على حافته ونتنهد.. نقذف حصاة في الماء من حين لآخر.. نرقب الدوامات تنمو ثم تزول.. بعد قليل نرحل تاركين أحفادنا يجلسون ويقذفون المزيد من الحصى.. ويظل السؤال السرمدي: ماذا في الجانب المظلم من القمر؟
*******

سألت الدكتور رفعت إسماعيل أستاذ أمراض الدم السابق، وخبير العوالم الغامضة: نحن الآن في بلد غربي ما.. ليلة الحادي والثلاثين من أكتوبر.. الظلام والبرد.. على كل باب يقطينة.. قرعة عسلية.. مجوفة كأنها وجه بشع يضحك في وحشية، ومن العينين ينبعث ضوء شمعة راجف.. في الطرقات يمشي الصبية متنكرين في أزياء أشباح وهياكل عظمية ومصاصي دماء.. يدقون بابك.. يهددونك: حلوى أم حيلة
Trick or treat
المفترض أن تعطيهم بعض الحلوى في كيس وإلا أخافوك.. هذا هو الهالوين.. نسمع دائماً هذه اللفظة ونعتبرها أمراً مسلماً به.. لكن ما هي فعلاً، ومم نشأت تلك اللفظة؟
قال د.رفعت وهو يرشف القهوة التي طلبتها له: بصرف النظر عن هذه المقدمة المسرحية التي لا داعي لها، فمن الناحية اللغوية؛ الهالوين هي ليلة جميع القديسين
Halloween
اختصار لعبارة
All hallows even
أي: الليلة التي تسبق يوم كل القديسين.. وهي ليلة الحادي والثلاثين من أكتوبر.. والاحتفال بها عادة لدى الأمريكيين والأوروبيين
*******

عدت أسأله: ومنذ متى يتم الاحتفال بهذه الليلة؟
قال: لابد أن هذا بدأ من القرن الثامن.. يمكنك تصور أن الأول من نوفمبر كان عيداً للقديسين جميعاً، سواء ظل اسمهم معروفاً لدى الكنيسة أم نسي مع الزمن
قلت: وهل كان الاحتفال به يتم به بذات الطريقة؟
بدا عليه الامتعاض وهتف: لا.. لا . لو كنت تظن أنهم كانوا يرتدون الأقنعة ويضعون القرع العسلي على الباب فإنني أرجو إعفائي من إبداء رأيي. إنه عيد ديني في الأساس.. يرمز إلى النصر على الموت.. في القرون الوسطى كان المسيحيون يلتقون في الكنائس ويتذكرون انتصارات القديسين.. وكانوا يؤدون تمثيليات صغيرة تستعمل فيها الأقنعة بكثرة.. باختصار كان هذا يوماً يسخرون فيه من الشيطان والموت
سألته: هل لهذا الاحتفال أصل قديم.. أعني ما قبل المسيحية؟
أجاب: هناك جدل كبير حول هذه النقطة.. ثمة أصوليون في الغرب يرون أن هذا العيد لا يمت للمسيحية بصلة ويجب إلغاؤه، وحجتهم في هذا أن الأول من نوفمبر كان عيد أول السنة لدى القبائل الكلتية التي عاشت في ويلز قديماً، والتي كانت تمارس العقيدة الدرويدية
Druidic
التي ينسب لها البريطانيون كل عادة غير مفهومة لديهم.. وكان هذا العيد مخصصاً لإله الشمس وسيد الموتى في عقيدتهم سامهين
تسائلت: سامهين؟
قال: كانوا يكتبون الاسم
Samhain
لكنهم ينطقونه ساوين لأن الكلت كانوا ينطقون حرفي
MH
هكذا آو.. لا تسألني عن السبب طبعاً.. ثمة رأي آخر يقول إن سامهين هو اسم اليوم نفسه وليس اسم إله على الإطلاق.. ما علينا ..يقال في كتابات مشكوك فيها إن الأخ سامهين كان يستدعي أرواح الموتى جميعاً في هذا اليوم ليتولي تنسيقها.. هؤلاء يصيرون أشباحاً وهؤلاء يحلون في الحيوانات.. الخ ..هذا نشاط يماثل ما يقوم به أي أمين مكتبة يحب عمله.. كان الكلت يهابون هذه الليلة ويستعدون لها بالنيران في الخلاء والأقنعة وربما بعض الأضحيات البشرية.. إنها بالنسبة لهم لا تمثل عيد سامهين فحسب، بل نهاية الصيف الجميل وقدوم الشتاء الرهيب الكئيب.. يقال أيضاً إن أرواح الذين ماتوا في العام الماضي تخرج بحثاً عن أجساد حية تسكنها.. في هذه الليلة بالذات تتلاشى الحواجز بين العالمين، ويصير الموتى قادرين على اقتحام البيوت
*******

قلت: فكرة مفزعة بحق
قال: تصور أنك تراها مفزعة في القرن الواحد والعشرين وبعد ظهور الأديان السماوية وتطور العلم.. تصور وقعها على البسطاء من الأسر الكلتية في تلك الأيام.. لهذا كانوا يطفئون النيران في ديارهم، ليجعلوا بيوتهم باردة غير مريحة للأرواح، ويلبسون أكثر الأقنعة إفزاعاً.. الأقنعة التي يمكن أن تخيف الأشباح ذاتها.. وفي الصباح كانت كل أسرة تأخذ جذوة من النار إلى دارها لتطهو عليها وتتدفأ بها طيلة الشتاء. على الأقل هذا ما نعرفه عنهم من كتابات أعدائهم الرومان.. وهي شهادة عرجاء على كل حال.. تصور انك تكتب دراسة عن العرب معتمداً على كتابات شارون مثلاً.. لكن الكلت لم يكونوا قوم كتابة على كل حال ولم يتهمهم أحد بالثرثرة... هناك فريق مسيحي آخر يرى أن البابا جريجوري الرابع نجح بذكاء عام 834 ميلادية في احتواء هذا العيد ليضمه إلى المسيحية.. وبهذا لم يظل عيداً وثنياً
سألته: إذن الأقنعة التي يلبسها أطفال الغرب اليوم هي ذات الأقنعة الكلتية؟
أجابني الدكتور رفعت: لا.. لم تكن الثقافة الكلتية هي المصدر الوحيد لهذا.. الحقيقة أن الرومان دخلوا بريطانيا.. لم يغزوا أيرلندا على الإطلاق كما اعتقد بعض المؤرخين.. لكنهم توقفوا عند حدود ما عرف بـ سور هادريان.. لكن التقليد بلغهم ومزجوه هم بعيد بومونا الخاص بهم.. كأنك وضعت كل هذه التأثيرات في خلاط فصارت مزيجاً واحداً... تقليد حلوى التفاح والبندق روماني جداً... تقليد القطط السود والأرواح الشريرة والسحر والجماجم يخص الأخ سامهين
عدت أسأله: وعادة حلوى أم حيلة التي يمارسها الأطفال؟
فكر الدكتور رفعت قليلاً.. ونظر إلى ساعته.. إنه ملول جداً وقد أخذت من وقته الكثير.. لكن الموضوع بدأ يروق له على كل حال
قال لي: هذه عادة أوروبية أخرى اسمها الترويح
Souling
في اليوم الثاني من فبراير اتخذ المهاجرون عيداً آخر اسمه عيد كل الأرواح.. كانوا يمرون على القرى المجاورة يتسولون كعكة الأرواح.. فإذا كنت سخياً معهم وعدوك بأن يصلوا أكثر كي يرحم الله أقاربك الموتى، وإذا لم تعطهم لعنوك ..مورست هذه العادة لفترة طوبلة، لكن جملة حلوى أم حيلة
trick or treat
لم تظهر على الساحة إلا عام 1950 في قصيدة نشرتها جريدة امريكية.. هناك عادة أخرى هي القرعة المضيئة.. يطلقون عليها اسم
Jack-o-lantern
وتعود لقصة أوروبية قديمة عن رجل يدعى جاك استطاع خداع الشيطان.. وقد منحه الشيطان مصباحاً في ثمرة لفت مفرغة.. أم هي ساق لفت؟.. وقد استعمل الأيرلنديون اللفت، فلما هاجروا إلى أمريكا يبدو أن القرع العسلي اليقطين كان أرخص.. أضف لهذا أن اليقطين لم يكن معروفاً في اوروبا وقتها.. هذا هو مصدر القرعة المضيئة التي تراها مرتبطة بهذا اليوم
*******

سألته: كيف وصلت هذه العادات إلى الولايات المتحدة؟
أجابني قائلاً: بالطبع مع المهاجرين الأيرلنديين.. حوالي العام 1840 ميلادي.. لم يكن إدخال هذا العيد سهلاً إلى الولايات المتحدة، لأنه ذو طابع كاثوليكي واضح، بينما الأمريكيون بروتستانت في أكثرهم.. والبروتستانت لا يؤمنون بالقديسين.. فكيف يحتفلون بعيد جميع القديسين؟.. لم يبدأ الاحتفال بهذا اليوم إلا حين تزايد عدد المهاجرين من أوروبا بعد مجاعة البطاطس الشهيرة
تسائلت: مجاعة بطاطس؟.. طبعاً لا أعرفها
هذا الرجل يفترض أنني أعرف كل شيء، لكن لم أسأله لأن هذا ليس موضوعنا على كل حال
هل لهذه المناسبة علاقة بعبادة الشيطان والعياذ بالله؟
أجابني: لا.. إن الكلت كانوا وثنيين متعددي الآلهة لكنهم لا يعبدون الشيطان.. كيف يعبدون الشيطان وهم لم يسمعوا عنه أصلاً؟.. وعلى كل حال أرى أن الفارق بين الوثنيين وعبدة الشيطان لا يهم إلا المهتمين بالأساطير والفولكلور.. كلا الفريقين في النار بإذن الله.. لكن كراهية الكنيسة في أوروبا لهذا العيد الوثني جعلتها تربطه في أذهان الناس بالشيطان، إلى أن قرر البابا جريجوري ـ الذي فشل في إقناع الأيرلنديين بالامتناع عن هذا الاحتفال ـ أن يحتوي هذه المناسبة بإعطائها صبغة مسيحية، وبدلاً من أن يحتشد القوم للاحتفال بالأخ سامهين، دعهم يحتفلوا بجميع القديسين.. على أن الكثيرين من الأمريكيين مازالوا يربطون بين الهالوين والشيطان
فكرت قليلاً.. ثم سألته: لابد أن سينما الرعب لم تترك مناسبة كهذه دون أن تغتنمها

ابتسم.. والابتسامة شيء نادر في وجه د.رفعت.. لقد وجد أن ما أقوله مسل للغاية، وقال: ماذا تتوقع؟.. إن الفكرة مليئة بالاحتمالات.. غصن مثقل بالثمار ينتظر من يشب على أصابعه ويقتطف منه.. هو ذا المخرج الأمريكي جون كاربنتر أهم أقطاب سينما الرعب، يقدم لنا في شبابه فيلم هالوين.. لم تكن هناك مشاكل في الميزانية لأنه لم تكن للفيلم ميزانية أساساً.. برغم هذا حصد الملايين منذ عام 1987، ولعله الفيلم الوحيد الذي بلغت نسبة تكاليفه إلى أرباحه مائة أو أكثر.. القصة هي البساطة ذاتها.. مجنون هارب في ليلة الهالوين يتسلى بقتل المربيات.. وفي مشهد النهاية يتلقى طعنة تبدو لنا قاتلة، لكن يتضح أن ثيابه خالية.. بعد هذا انهالت استطرادات هالوين غالباً مع نفس الممثلة جيمي لي كيرتس، لكنها استطرادات إغراقية سخيفة على الأغلب
*******
فرغت من الحوار، فجمعت أوراقي وأغلقت جهاز الكاسيت، ثم شكرت الدكتور رفعت.. وسألته أن يختار لنا موضوعاً نتحدث عنه في اللقاء القادم
قال وهو يغمض عينيه ويسترخي في مقعده: لا فارق عندي.. إن الجانب المظلم من القمر مزدحم أكثر من اللازم.. اختر أنت الموضوع وسوف أقبله
قلت: إذن نتحدث عن مسوخ الذئاب أو المذءوبين
وافق بهزة رأس فتركته، وأنا في شوق للقاء التالي.. فإلى ذلك الموعد



منقوووووول
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML متاحة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:29 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.6
Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd