متخصصون هولنديون: البنوك الإسلامية هي الحل للأزمة المالية
"الاقتصادية" من أمستردام
على الرغم من تكاثر المصارف الإسلامية في أوروبا، إلا أنها لم تجد مكاناً لها في هولندا التي أفاد تقرير نشره موقع رادو هيلفرسوم على الإنترنت أن عدداً من الأصوات قد بدأت تتحدث عن مزايا هذه المصارف وأفاد التقرير أنها ازدادت في السنوات الماضية في أوروبا بنسبة 15 في المائة في السنة الواحدة، مع ارتفاع موجداتها المالية إلى 800 مليار دولار، وعزا التقرير عدم تأثر المصارف الإسلامية بوطأة الأزمة المالية إلى أنه قطاع صغير نسبيا وحديث العمر وأنه لا يتعامل بالأموال المتداولة بين المصارف الأخرى إضافة إلى رفض هذه المصارف إعطاء قروض غير مضمونة أو القيام بنشاطات مالية مغامرة، وأضاف التقرير إلى أنه في الوقت الذي تتوالى فيه ضربات الأزمة المالية بشدة على الآخرين فإن القطاع المصرفي الإسلامي يقوم بعمله دون صعوبات، كما أنه استطاع زيادة رؤوس أمواله واستقطاب المزيد من الزبائن، وزيادة أعداده في كثير من الدول الأوروبية على الرغم من القيود المفروضة عليها.
ويتساءل كاتب التقرير، الصحافي الهولندي لورين نيزنك عن إمكانية حلول القطاع المصرفي الإسلامي بديلاً عن القطاع المصرفي التقليدي الذي فقد مصداقيته مع الأزمة المالية الحالية فيجيب مستعيناً بآراء عدد من المختصين أن ذلك ممكن, فبحسب الباحث في الشؤون الإسلامية رودني ولسون فإن النظام المصرفي الإسلامي قائم على العدل وأن المعاملات المصرفية يجب أن تكون نزيهة وكذلك كل الأطراف المعنية التي يجب ـ كما يقول ـ أن تتعامل بنزاهة مع بعضها بعضا ما يعني أن الفائدة في المعاملات المصرفية من المحرمات، ويشير ولسون إلى أن المصارف الإسلامية تستطيع أن تلعب دورا نموذجياً ويضيف من الأكيد أنه يعني العودة إلى أساس التعامل المصرفي التخلص من الثقة المبنية على نقل الأموال بين المصارف والسوق المالية، فالمصارف الإسلامية يجب ـ كما يرى ـ أن تكون نموذجا يحد من تمدد البنوك السريع، إضافة إلى قدرتها على جذب الأموال بسرعة.
أما البروفسور هانس فيسر الأستاذ في الاقتصاد الدولي فيؤكد أن المعاملات المصرفية للبنوك الإسلامية يجب أن تتطابق مع الأرقام الواقعية، وبالتالي تصرف الأموال على شراء وبيع البضائع والخدمات، ويشير فيسر إلى أن البعض غير مقتنع بهذا النموذج باعتبار أن اعتماد النموذج الإسلامي قد يعوق التطورات الاقتصادية, ويضيف أن الاقتصاد الحر أدى إلى نمو اقتصادي كبير، لكنه جلب أيضا عدم الاستقرار المالي.
من ناحية ثانية، يؤكد التقرير أن سبب نجاح المصارف الإسلامية هو عدم تعاملها بالفائدة (الربا)، وكذلك عدم سماحه بالاستثمارات المالية في المجالات المحرمة شرعاً مثل الكحول والمراهنات وكل الأنشطة المخالفة للقيم الإسلامية، ويختم لورين التقرير قائلاً: إن أسلوب هذه المصارف قد يبدو لأول وهلة وكأنه غريب أو دخيل، غير أنه في الواقع قريب جدا من التعامل المصرفي الأخلاقي.