القرار يلزم 108 دول والإنتربول بالقبض عليه

[مخاوي الليل]

القرار يلزم 108 دول والإنتربول بالقبض عليه

غيوم تخيم على سفارة الخرطوم في لاهاي ترقبا لمذكرة اعتقال البشير

سفير السودان في لاهاي أبو القاسم إدريس

لاهاي، الخرطوم، نيويورك: فكرية أحمد، فتحي العرضي

هيمنت أجواء من الغيوم السوداء على مقر السفارة السودانية في لاهاي، انتظارا لمذكرة اعتقال الرئيس السوداني عمر البشير المتوقع صدورها خلال أيام من مقر المحكمة الجنائية الدولية، وما سيصدر من أوامر من الخرطوم للبعثة الدبلوماسية السودانية. حركة دؤوبة من التحرك الدبلوماسي للسفير أبو القاسم إدريس، وخط ساخن مفتوح بينه وبين الخرطوم حتى إنه لا يجد الوقت لإجراء أي لقاءات صحفية في الوقت الحالي، فيما يتحرك المستشار القانوني للسفارة في شتى الاتجاهات لتقصي الحقائق القريبة من المحكمة الجنائية. الكل يترقب ما ستعلنه محكمة جرائم الحرب الدولية من قرار حول طلب المدعي العام للمحكمة لويس أوكامبو توقيف الرئيس البشير. ويزداد الجو شكوكا في أعقاب تواتر المعلومات حول فشل الجهود الدبلوماسية للاتحاد الأفريقي والجامعة العربية داخل مجلس الأمن في المباحثات غير الرسمية التي جرت أول من أمس، والتي طالب فيها الجانبان العربي والأفريقي بتفعيل المادة رقم 16 من وثيقة تأسيس المحكمة، وتعليق قضية دارفور لمدة عام حرصا على أوضاع الأمن والسلام في السودان. إلا أن دبلوماسيين في الأمم المتحدة قالوا إن أمريكا وبريطانيا وفرنسا عارضوا تعليق لائحة اتهام بجرائم حرب بحق البشير عن فظائع في دارفور. ومع تزايد التوقعات بإصدار مذكرة توقيف بحق البشير، سيصبح قرار التوقيف حال صدوره ملزما لـ 108 دول، هي الدول المصدقة على وثيقة تأسيس المحكمة، وبالتالي فإن هذه الدول ستكون مطالبة قانونا بتسليم البشير إلى المحكمة، حال سفر البشير إليها في أي زيارة أو مهمة سياسية رسمية أو غير رسمية. كما سيكون بموجب هذا القرار، من حق المحكمة إلزام الدول غير الأعضاء أيضا اعتقال البشير على أراضيها. وسيكون من صلاحيات المحكمة أيضا إصدار أوامر للقوات الدولية التي تتواجد بالسودان بالتعاون معها لاعتقال البشير وتقديمه للمحكمة، على غرار ما حدث مع الرئيس اليوغوسلافي السابق سلبودان ميلوسفيتش. وأيضا على غرار ما حدث مؤخرا مع رادوفان كراديتش زعيم صرب البوسنة السابق، والذي اعتقلته قوات حفظ السلام في بلجراد. كما سيكون من حق المحكمة أيضا إلزام الدول بالتعاون معها للاعتراض الجوي لطائرة الرئيس السوداني حال تحركه جوا إلى أي بلد في العالم، وكذلك اعتراضه بحرا أو برا حال سفره وتنقلاته ومن ثم تسليمه للمحكمة. كما ستسلم نسخة من قرار التوقيف إلى الإنتربول "البوليس الدولي" لاعتقال البشير في أي بقعة بالعالم. وتؤكد الدبلوماسية السودانية في لاهاي لـ "الوطن" أنها ستبقى في مواقع عملها في السفارة تحت أي ظرف، إلا إذا صدرت لها أوامر من الخرطوم بالعودة إلى البلاد. وتؤكد الدبلوماسية السودانية أيضا أن القضية لا تتعلق بعلاقات هولندية سودانية ليتم سحب التمثيل الدبلوماسي من لاهاي، بل على النقيض قد يكون استمرار تواجد الدبلوماسية السودانية في هولندا ونشاطها ، له أهميته. من جهة أخرى، أقرت البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في السودان "يوناميد" عدم وجود خروقات في دارفور، وأن الأوضاع الأمنية مستقرة