صغار المستثمرين السعوديين في العقار: تلاعبات مفتعلة لإخراجنا من السوق
دبي - الأسواق.نت
اشتكى مستثمرون صغار في القطاع العقاري السعودي من معاناتهم من التمييز من القائمين على المزادات العقارية الذين يزايدون فيها على الأسعار فيما بينهم ليرفعوها إلى مستويات مرتفعة لا تعبر عن الوجه الحقيقي عن آليات العرض والطلب.
وأشاروا إلى أن اقتصار البيع على البلوكات وعدم تقسيمها إلى أجزاء أصغر مثل نصف أو ربع بلوك يخدم فقط أصحاب رؤوس الأموال الكبيرة، فيما يخرج أصحاب رؤوس الأموال الصغيرة من المزاد دون الحصول على مرادهم؛ نتيجة عدم تقسيم مساحات الأراضي إلى أجزاء أصغر تناسب صغار المستثمرين.
وفي تقرير للصحفي علي شهاب نشرته صحيفة "اليوم" السعودية الأربعاء 25-3-2009، قال خالد بامسعود (أحد صغار المستثمرين): إنه وآخرون ممن تقاعدوا مؤخرا يحضرون مزادات عقارية تجري في المنطقة الشرقية وغيرها من المناطق في محاولة للحصول على فرص استثمارية تناسب مدخراتهم، ولكنهم لا يجدون مثل هذه الفرص في أغلب الحالات بسبب البيع الإجمالي للأراضي والمضاربات غير المنطقية التي لا تخضع لآليات السوق وإنما خبرة جيدة؛ حيث تتم ترسية أراض بأسعار عالية عليهم أو إرغامهم على الشراء من مستثمرين كبار بعد تجزئة الأراضي وبأسعار تزيد بكثير عن أسعار المزاد.
وأضاف: "نحن نطالب أصحاب الشأن بالتدخل من أجل مساواتنا كأصحاب رؤوس أموال صغيرة بالآخرين؛ حيث إننا لا نستطيع شراء بلوكات كاملة، ولا يضر أصحاب الأراضي المطروحة للمزاد أن تقسم الأراضي إلى أجزاء، كأن يقسم البلوك إلى أربعة أجزاء أو أقل مثلا.. المضاربات بين عقاريين كبار تصبغها المجاملة والتباهي، وإغراء آخرين للشراء بأسعار عالية.
ودعا بامسعود الجهات المختصة المعنية بالمزادات العقارية إلى التدخل ومراقبة أوضاع هذه المزادات عن كثب؛ حيث إن هناك عمليات تلاعب كبيرة وتجاوزات تتم فيها.
من جانبه قال محمد عبد الله الدوسري (مستثمر صغير آخر): "للأسف فإن ما يتم في بعض المزادات أشبه بعملية تغرير للمستثمرين وخاصة مَن لا يملكون".
ويتفق مع هذا الرأي عبد العزيز عبد الله الناصر (صاحب مكتب عقاري): قائلا "إن من المفروض أن يحظى الحاضرون في أي مزاد عقاري باهتمام القائمين عليه مهما كان مستوى وحجم رؤوس أموال المستثمرين الذين يحضرونه، وبحيث تتاح الفرصة لأكبر عدد من الناس للمساهمة، بل أرى أن الأزمة المالية العالمية وظروف الركود أو تداعيات ما حدث في السابق يجب أن تكون حاضرة في أذهان القائمين على المزاد فيتيحون الفرصة لأكبر عدد من الناس للتملك أثناء إقامة المزاد، وأرى أن ذلك يمكن أن ينعش القطاع العقاري ككل، بينما البقاء على الوضع الحالي وفي ظل الأزمة المالية التي لا بد أنها تؤثر على سوقنا شئنا أم أبينا لن يخدم القطاع العقاري على المدى المنظور أو البعيد".
وشدد الناصر على أهمية تدخل الجهات المختصة للحد من بعض عمليات التلاعب بالأسعار التي تتم في بعض المزادات والتي لا تخضع للعرض والطلب. |