العنقري: استحداث صندوق التنمية الزراعية يدعم الأسهم على المدى البعيد

[مخاوي الليل]

المؤشر يكتفي بالتراجع 43 نقطة رغم التراجع شبه الجماعي في "القيادية"

العنقري: استحداث صندوق التنمية الزراعية يدعم الأسهم على المدى البعيد


محمد العنقري
حبشي الشمري من الرياض
أكد محمد العنقري، محلل مالي واستثماري، أن استحداث صندوق التنمية الزراعية "يعد من أهم القرارات التي ستساعد الشركات على تنفيذ مشاريعها وبرامجها والخطط التي تعتزم تنفيذها"، مشيرا إلى أن أثر ذلك سينعكس على سوق الأسهم "وإن كان ذلك ليس بالضرورة أن يتم على المدى القصير".
وأجاز مجلس الوزراء الأسبوع الماضي النظام الجديد للبنك الزراعي الذي تم بموجبه تغيير اسم البنك ليصبح صندوق التنمية الزراعية، في حين تم رفع رأسماله إلى 20 مليار ريال من 16 مليارا سابقا، مع إتاحة الفرصة له لاستثمار جزء من رأس المال في جميع المجالات.
ويتيح النظام الجديد للصندوق تملك السندات والأسهم وتملك العقارات والمنقولات، لضمان مصادر تمويل للقروض التي يمنحها للمزارعين. ومن بين أهداف النظام الجديد تشجيع استخدام التقنيات الحديثة وتوطين التقنيات المرشدة للمياه، رعاية الجمعيات التعاونية الزراعية، رعاية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وتقديم الخدمات الاستشارية للأفراد والمنشآت الزراعية. إضافة إلى تشجيع زراعة المحاصيل الزراعية، تربية الماشية، والدواجن واستزراع الأسماك والروبيان وصيدهما، والتخزين والتسويق. وأعطى مشروع النظام الجديد البنك (الصندوق) جميع الصلاحيات اللازمة لتحقيق أغراضه، مثل إبرام عقود القروض، وإصدار السندات بمختلف أشكالها، وله أن يرتب في ذمته غير ذلك من الالتزامات، وقبول الرهون والضمانات، وتملك الأموال – منقولة وغير منقولة – وحيازتها ورهنها وبيعها، وفقا لخطط مجلس الإدارة في هذا الشأن.
وأكد محمد العنقري أن استحداث الصندوق "سيدعم مشاريع التنمية الزراعية ويمنحها المرونة... بحيث تكون قادرة على الاستثمار الذي تراه مناسبا، داخل البلاد أو خارجها"، وأن الصندوق سيسهم في التخفيف من آثار التضخم التي تنتج عن ارتفاع أسعار المواد الغذائية، وسيسهم في تغطية جزء كبير من احتياجات المملكة على المستوى الغذائي.
وكان مختص في الشأن الزراعي قد توقع في حديثه مع "الاقتصادية" الأسبوع الماضي، أن يسهم تحول البنك إلى صندوق للتنمية في منح مرونة كبيرة للجهاز الحكومي الجديد في التعامل مع التطورات التي شهدها القطاع، معتبرا أن ذلك "يمثل نقلة نوعية وتغييرا إيجابيا للقطاع الزراعي من خلال تركيزه على التنمية الزراعية بمفهومها الواسع" ("الاقتصادية" 27/1/2009).
وأكد حينها المهندس عبد الله الربيعان رئيس مجلس إدارة الصندوق (البنك الزراعي سابقا)المجال للصندوق لاستثمار رأسمال بكون النظام سيتيح له تأسيس شركات في قطاعات مساندة مثل التسويق أو الدخول في شركات من هذا النوع تنعكس إيجابا على القطاع الزراعي، بيد أن الربيعان قال إن مثل هذه القرارات تخضع بعد إدراجها في نظام الصندوق إلى رؤية مجلس الإدارة المكون من عدة جهات حكومية وخاصة.
من جهة أخرى، أكد العنقري أن سوق الأسهم تشهد حاليا "عملية تحريك قطاعات... ومنطقة حيرة للمتداولين"، لافتا إلى أن المؤشر يتأثر بـ"سلوك مضاربي بحت"، وأن "المعطيات لا توحي بتحرك جيد، لأنه (المؤشر) لم يستطع أن يحقق ارتفاعات".
وزاد أن "الارتفاع لا بد أن يكون بدعم من حركة البنوك، لكن القطاع المالي فيه ضعف من ناحية فنية... يوجد تخوف من أرباح الربع الأول، هناك عدم اعتداد بالقوائم المالية في الربع الأخيرة، على اعتبار أن عديدا من الشركات أجرت تسويات مالية... وهذا أمر منطقي".
ويرى أن القوائم المالية للشركات المساهمة في الربع الأول ستعكس تأثر تلك الشركات بوضوح من تداعيات الأزمة المالية"، مشيرا إلى أنه "حتى تطهر تلك الأرقام... من المهم جدا الحذر، فقد تكون هناك انخفاضات لكنها من المرجح أن تكون ضمن المنطقة الحالية".
وكانت سوق الأسهم المحلية قد تراجعت أمس الأول 43 نقطة (0.89 في المائة) لتغلق عند 4766 نقطة، في ظل تراجع شبه جماعي في قطاعي المصارف والبتروكيماويات. وبلغت قيمة التداولات الإجمالية في الجلسة 4.6 مليار ريال. ويأتي هذا الانخفاض بعد أن افتتح المؤشر جلسته في المنطقة الخضراء بارتفاع طفيف لكنه لم يستطع المحافظة عليه طويلاً حيث دخل إلى المنطقة الحمراء بعد ربع ساعة خرج منها سريعاً إلى المنطقة الخضراء والتي مكث بها نصف ساعة تقريباً قبل أن يعاود الانخفاض ليستقر في المنطقة الحمراء إلى نهاية الجلسة.ويأتي تراجع المؤشر أمس وسط انخفاض جميع قياديات السوق حيث انخفض سهم الراجحي بنسبة 0.89 في المائة ليغلق عند 55.25 ريال بحجم تداول 799 ألف سهم ، وانخفض سابك بنسبة 1.67 في المائة ليغلق عند 47 ريالا بحجم تداول عشرة ملايين سهم ، كما انخفض كل من سهمي سامبا والاتصالات بنسبة 0.47 في المائة و 1.27 في المائة على التوالي.



وبلغ حجم التداول أمس 238.6 مليون سهم منخفضاً بنسبة 16.4 في المائة عن كميات التداول في جلسة أمس الأول حيث كانت تبلغ 285.5 مليون سهم ، وتم تداول أسهم أمس من خلال تنفيذ 167 ألف صفقة بإجمالي قيمة تداول 4.6 مليار ريال بتراجع قدره 13.2 في المائة عن إجمالي قيم تداولات أمس الأول والتي بلغت 5.3 مليار ريال. وفشلت جميع القطاعات في الخروج من المنطقة الحمراء عدا ثلاثة قطاعات نجحت في ذلك ويتصدرهما قطاع التأمين مرتفعاً بنسبة 4.78 في المائة كاسباً 32.92 نقطة مدعوماً من ارتفاع معظم أسهم القطاع ومواصلاً بذلك ارتفاعاته خلال جلسة أمس الأول ، تلاه قطاع التجزئة مرتفعاً بنسبة 0.44 في المائة كاسباً 16.02 نقطة، أما قطاع الزراعة فقد ارتفع بنسبة 0.15 في المائة كاسباً 5.29 نقطة.
من ناحية أخرى، تصدر قطاع التشييد والبناء القطاعات المنخفضة حيث انخفض بنسبة 2.29 في المائة خاسراً 86.77 نقطة مواصلاً بذلك خسائره خلال جلسة أمس الأول وجاء ذلك نتيجة لانخفاض معظم أسهم القطاع ، تلاه قطاع الفنادق منخفضاً بنسبة 2.03 في المائة خاسراً 94.82 نقطة بعد أن كان من القطاعات المرتفعة خلال جلسة أمس الأول ، اما قطاع البتروكيماويات فقد انخفض بنسبة 1.92 في المائة خاسراً 61.74 نقطة خاسراً بذلك ما حققه من مكاسب خلال جلسة أمس الأول .
أما بالنسبة لنصيب القطاعات من قيم التداولات فقد تصدر قطاع التامين قطاعات السوق أمس حيث بلغ نصيب القطاع من القيم المتداولة أمس 18 في المائة بمقدار 836 مليون ريال من إجمالي الـ 4.6 مليار ريال التي حققتها السوق أمس ، تلاه قطاع البتروكيماويات مستحوذاً على 15.68 في المائة من إجمالي القيم المتداولة بقيمة بلغت 728 مليون ريال ، أما قطاع التشييد فقد استحوذ على 12.10 في المائة تلاه قطاع الزراعة مستحوذاً على 8.02 في المائة ، بينما استحوذت باقي قطاعات السوق على 46.2 في المائة من إجمالي القيم المتداولة اليوم.
وتصدر الأسهم المرتفعة أمس سهم التأمين العربية مرتفعاً بنسبة 9.97 في المائة ليغلق عند 19.30 ريال بحجم تداول 524 ألف سهم ، تلاه سهم الأهلي للتكافل بنسبة 9.96 في المائة ليغلق عند 69 ريالا بحجم تداول598 ألف سهم ، ثم سهم سند مرتفعاً بنسبة 9.93 في المائة ليغلق عند 17.15 ريال بحجم تداول 1.3 مليون سهم .
على الجانب الآخر تصدر الأسهم المنخفضة سهم الغاز والتصنيع بنسبة 9.84 في المائة ليغلق عند 20.6 ريال بحجم تداول2.5 مليون سهم ، تلاه سهم شمس منخفضاً بنسبة 5.01 في المائة ليغلق عند 30.30 ريال بحجم تداول 2.2 مليون سهم ، ثم سهم المتقدمة والذي تراجع بنسبة 4.11 في المائة ليغلق عند 16.3 ريال بحجم تداول 1.5 مليون سهم .