أسعار النفط أمام تحدي البقاء فوق 40 دولارا للبرميل

[مخاوي الليل]

أسعار النفط أمام تحدي البقاء فوق 40 دولارا للبرميل


هل تستقر أسعار النفط هذا الأسبوع أم يستمر في حالة التذبذب التي تشهدها منذ أسابيع؟
"الاقتصادية" من لندن
يبدو سعر برميل النفط هذا الأسبوع متجها إلى تحركات أكثر استقرارا بعد أن اختتم الأسبوع الماضي على ارتفاع أثر إعلان عبد الله البدري الأمين العام لمنظمة الأقطار المصدرة للنفط "أوبك" في دافوس أن المنظمة مستعدة لخفض جديد في إنتاجها دعما لسعر البرميل. ويأتي الإعلان في الوقت الذي بدأت فيه السعودية تقليص إنتاجها إلى أقل من حصتها بنحو 300 ألف برميل هذا الشهر. ويستند هذا التحسن إلى صمود السعر إثر بيانات وزارة التجارة الأمريكية عن ضعف الأداء الاقتصادي في الربع الأخير من العام الماضي.
فقد تراجع الناتج المحلي الإجمالي بمعدل 3.8 في المائة، ورغم أن الرقم يتجاوز بمراحل نسبة التراجع في الربع الثالث التي بلغت 0.5 في المائة فقط، إلا أنه جاء أفضل مما كان يتوقعه المحللون، وبهذا يكون معدل النمو الاقتصادي الأمريكي خلال العام الماضي 1.3 في المائة متراجعا من 2 في المائة في عام 2007.
ورغم ذلك يظل الإحساس بالأزمة الاقتصادية كبيرا ومتجاوزا الأرقام المجردة، فقد بلغ عدد العاطلين عن العمل 4.78 مليون هو الأعلى منذ 1967 وبزيادة 159 ألفا على الأسبوع الأسبق. وهذا ما يفاقم الشعور بالأزمة.
إضافة إلى هذا، هناك الزيادة المستمرة في النمو في المخزونات الأمريكية خاصة الخام الذي زاد خلال أسبوع إلى 6.2 مليون برميل بما يرفع حجم المخزون إلى 338.8 مليون، وهي كمية تكفي لتسيير 14 مليون سيارة لفترة عام كامل، لكن الوضع كان مغايرا بالنسبة للمنتجات الأخرى إذ تراجع المخزون من البنزين 100 ألف برميل وكذلك المقطرات التي تراجعت مليون برميل.
ثم أنه إلى جانب الضغوط على هيكل الأسعار بسبب الكساد الاقتصادي فإن التقلبات الموسمية لسوق النفط ستشكل عاملا إضافيا، إذ إن الفصل الثاني على الأبواب حيث يقل الاستهلاك عادة بعد اتجاه موجة البرد الشديد في النصف الشمالي من الكرة الأرضية إلى الانحسار، وهو ما بدأت مؤشراته، خاصة أن عديدا من المصافي تعمل بنسبة 80 في المائة من طاقتها وتقوم بتكرير 14.1 مليون برميل يوميا، هو المعدل الأقل منذ تسع سنوات، وكثير منها يتجه إلى بدء موسم الصيانة وبالتالي يكون طلبها على النفط الخام أقل في العادة.
وعليه فالاتجاه المتوقع لتحركات سعر البرميل خلال هذا الأسبوع تتمثل فيما إذا كان في الإمكان تثبيت 40 دولارا كحد أدنى رغم اتساع دائرة الكساد الاقتصادي وتعمقها خاصة في السوق الآسيوية وتحديدا الصين.
وإذا سادت قناعة أن سعر البرميل وصل إلى القاع، فإن هذا العامل النفسي سيسهم بدوره في تحسين آفاق التحرك المستقبلية رغم المتاعب الاقتصادية. وهناك مؤشرات على هذا الاتجاه في اللقاءات التي تمت في دافوس على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي أن هناك إمكانية لمعالجة حالة الكساد التي تأخذ بخناق العالم. وأهم من ذلك وقف الاتجاه المتصاعد لخفض وإلغاء عديد من الاستثمارات في الصناعة البترولية، وفي نتائج الربع الأخير للشركات النفطية الكبرى ملامح على هذا الاتجاه بعد أن عكست تقلص أرباحها خلال الربع الأخير من العام الماضي. وإذا استمر هذا الاتجاه فإن نتيجته بذر بذور أزمة إمدادات مستقبلية.
ومع أن هذه قضية بعيدة الأمد، إلا أنها ترتبط بما يتخذ من قرارات وممارسات في الوقت الحالي. وبالقدر نفسه فإن "أوبك" مواجهة بقرار هل تدفع بسرعة في اتجاه تصعيد سعر البرميل بعد أن تمكنت من إحداث شيء من الاستقرار في الحد الأدنى أم تبطئ الخطى على أساس أن سعر البرميل المنخفض سيشكل بدوره عاملا في تسريع النشاط الاقتصادي وخروجه من حالة الكساد الراهنة.