الصين تتعهد بالتعاون مع الغرب لمواجهة الأزمة الاقتصادية

[مخاوي الليل]

الصين تتعهد بالتعاون مع الغرب لمواجهة الأزمة الاقتصادية


رئيس الوزراء الصيني وين جياباو يجتمع مع رئيس الوزراء البريطاني جوردون براون على مائدة إفطار أمس في لندن، حيث قالت الصين إنها ستتخذ كل التدابير اللازمة لتحفيز اقتصادها. الفرنسية
العواصم ـ الوكالات:
أكد رئيس الوزراء الصيني وين جياباو خلال زيارته لبريطانيا أمس، أن بلاده ستتخذ كل التدابير اللازمة لتحفيز اقتصادها ودعم إنفاق المستهلك الصيني، وواجهت احتجاجات صاخبة من المتظاهرين المناصرين للتبت الزعيم الصيني لدى وصوله العاصمة البريطانية أمس.
وخلال مقابلة مع صحيفة "فاينانشال تايمز" قال وين إن بكين تدرس اتخاذ إجرءات جديدة لتعزيز اقتصادها، إضافة إلى الحزمة المالية الضخمة التي دشنتها مع نهاية العام الماضي.
وذكرت الصحيفة أن وين الذي زار كلا من برلين وبروكسل في وقت سابق حريص على طمأنة شركاء بلاده التجاريين على أن الصين سوف تنضم للغرب في جهود منسقة لمعالجة الأزمة الاقتصادية العالمية.
وبالرغم من أن وين جياباو رفض صراحة أن يستبعد خفض قيمة عملة الصين الرسمية "الرينمنبي " فإنه شدد على أن بكين تنوي الحفاظ على استقرار عملتها عند " مستوى متوازن ومعقول"، وقال "لم يدرك كثير من الناس هذه النقطة، إذا عانى سعر صرف الرينمنبي من تباين كبير، فسيتحول الأمر إلى كارثة كبرى".
وأضاف وين جياباو أن اقتصاد الصين شهد تباطؤا حادا في الربع الأخير من العام الماضي مع انخفاض معدل النمو إلى 6.8 في المائة، وتأمل حكومته أن تؤدي مجموعة من الإجراءات تشمل تخصيص مخصصات مالية ضخمة للبنية التحتية وتقديم منح للمستهلكين إلى ارتفاع معدل النمو الاقتصادي "إلى نحو 8 في المائة" هذا العام.
ووصف رئيس وزراء الصين مسألة إصلاح المؤسسات المالية العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي بأنها تعد من الأولويات، وقال إن الصين ستتخذ خطوات من شأنها "تنظيم" انبعاثاتها من الكربون وزيادة كفاءة استهلاك الطاقة لديها، غير أنه أردف أن الصين لن تقبل وضع حد "كمي" لانبعاثاتها في مؤتمر التغير المناخي المزمع عقده في كوبنهاجن في وقت لاحق هذا العام .
من جهة أخرى، أكد مسؤول حكومي رفيع في مقال في مجلة يصدرها الحزب الشيوعي أن الحفاظ على النمو الاقتصادي هذا العام هو المهمة الرئيسية للحكومة وإلا فإن الاستقرار الاجتماعي سيصبح مهددا، حيث شهدت الصين في الأسابيع الأخيرة سلسلة إضرابات لسائقي سيارات الأجرة واحتجاجات من العمال الذين فقدوا وظائفهم وأعمال شغب متفرقة مع تباطؤ النمو القائم على التصدير وتخلي الشركات عن العمالة بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.
وقال زو يونجكانج قائد الأمن في الصين في المقال الذي نشرته مجلة "سعيا للحقيقة كيوشي "الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم "إن الحفاظ على الاستقرار والتنمية الاقتصادية السريعة هو المهمة الرئيسية للعمل الاقتصادي في عام 2009 ".
واضاف قائلا "الاقتصاد متصل بأرزاق الناس ويؤثر في كل أسرة وهو أساس الاستقرار الاجتماعي والوئام، "لذا" ينبغي على الدوائر السياسية والقانونية، الوفاء جديا بالمسؤولية الأولى المنوطة بها وهي الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي".
يذكر أن النمو الاقتصادي في الصين إلى 6.8 في المائة في الربع الأخير من عام 2008 ليخفض نسبة النمو في العام كله إلى أدنى مستوى في سبع سنوات عند 9.0 في المائة, وذلك مع وصول التأثير الكامل للأزمة المالية العالمية إلى البلد الآسيوي العملاق.
وقال مسؤول رفيع أمس إن تقديرات الحكومة تشير إلى أن نحو 20 مليون صيني من العمالة الوافدة من المناطق الريفية فقدوا أعمالهم بسبب التباطؤ الاقتصادي، وأضاف أنه ينبغي التعامل بشكل ملائم مع الصراعات الناجمة عن الأزمة المالية مثل احتجاجات العمال الذين توقف صرف رواتبهم وذلك "للحد من المخاطر الاقتصادية والاجتماعية".