محاكمة قتلة الحريري تنطلق اليوم في لاهاي

[مخاوي الليل]

محاكمة قتلة الحريري تنطلق اليوم في لاهاي



زياد عيتاني ، فادي الغوش-بيروت
تنطلق اليوم الأول من مارس أعمال المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والمخصصة للنظر في جريمة اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري ورفاقه لتنتهي بذلك مهام لجنة التحقيق الدولية التي تناوب على رئاستها ثلاثة قضاة الالماني ديتلف ميليس والبلجيكي سيرج براميرتس وآخرهم الكندي دانيال بلمار الذي انتقل الى لاهاي حيث مقر المحكمة ليتسلم مهام المدعي العام. ورفعت القوى الامنية أمس وبتوجيه من مدير عام الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي من مستوى جهوزيتها تحسبا لأي طارئ امني عشية انطلاقة المحكمة خاصة مع تأكيد القضاء اللبناني على رفضه اطلاق سراح الضباط الأربعة الموقوفين على ذمة القضية. وأصدر اللواء الريفي أمرا قضى بـرفع الجهوزية في كافة الوحدات والقطاعات العملانية بنسبة 100 في المائة، لمناسبة انطلاق المحكمة الدولية الخاصة وافتتاح مركزها في هولندا اعتبارا من صباح اليوم الأحد . وشدد على ضرورة اتخاذ التدابير الأمنية، وتسيير الدوريات على اختلافها وإقامة حواجز ثابتة ومتحركة لحفظ الأمن والنظام, على أن يتم التنسيق مع قطعات الجيش اللبناني المنتشرة عملانيا في مختلف الأراضي اللبنانية. من جهته أكد الوزير السابق النائب مروان حمادة والذي كان أول من تعرض لمحاولة اغتيال عام 2004 أمس أن المحكمة الدولية هي للتهدئة من هول العاصفة السياسية ونزع قضية الاغتيالات من التداول محذرا من أنه إذا بقيت المحكمة موضوع تجاذب بين اللبنانيين فقد تكون سببا لحرب جديدة.
وقال لا أعرف
ومن جانبه جدد رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أمس دعم الحكومة الثابت للمحكمة الدولية والتأكيد على تعاونها الكامل معها، والتزامها بالأحكام التي ستصدر عنها أياً كانت . وقدم الشكر للدول الصديقة والشقيقة التي ساعدت على إنشائها.
وقال إن جريمة اغتيال الحريري ورفاقه شكلت ذروة الإجرام والإرهاب الذي استحكم بلبنان وسيطر عليه وفرض نفسه مصيراً محتماً على حياة اللبنانيين، مضيفا أن الشعب اللبناني الذي مل من تكرار مشاهدة الجرائم والاغتيالات تستهدف قادته، لديه أمل أن يصل في يوم من الأيام إلى أن يضع حداً لها عبر إنزال العقاب بالمجرمين مؤكدا أن اللبنانيين لم يعودوا قابلين باستمرار الجرائم من دون محاسبة.
واعتبر أن قيام المحكمة الدولية بعد أربع سنوات من جريمة الاغتيال يشكل بداية جدية للعمل على وضع حد لمسلسل القتل المتمادي في لبنان.
واعرب السنيورة عن تقديره لأعضاء في مجلس الأمن ولجميع الدول الشقيقة والصديقة دعمها ولاسيما إلى تلك التي ساهمت في تمويل ميزانية المحكمة.
.وفي السياق أكد وزير العدل اللبناني إبراهيم نجار لـ«عكاظ» أن بلاده ملتزمة بتسليم الضباط الأربعة الموقوفين على ذمة التحقيق في قضية اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري إذا طلبت المحكمة الدولية التي تبدأ نظر القضية اليوم.
وقال مهما قررت المحكمة الدولية فسوف نستجيب لطلباتها، مؤكدا أن لبنان وقضاته ملزمان نصاً وتوقيعاً من خلال اتفاقات بهذا الموضوع. ولا يمكن أن يخرق هذه القاعدة، الذي أعطى كل جهده من أجل إنشاء هذه المحكمة وسنحترم هذه المواثيق والتوقعات.
من جهته انتقد حزب الله أمس استمرار توقيف الضباط الأربعة معتبرا أنه تعسفي وذلك عشية بدء عمل المحكمة الخاصة بلبنان في لايدشندام قرب لاهاي.
واكد الحزب ان قضية احتجاز الضباط الاربعة ما زالت تخضع للمعايير السياسية غير القانونية وغير القضائية نفسها.
وطالب المحقق العدلي القاضي صقر صقر بالاحتكام الى ضميره والى القانون وعدم الخضوع للضغوط والاملاءات السياسية واتخاذ القرار الصائب في اسرع وقت ممكن لإطلاق الضباط الاربعة. واشار الى ان هؤلاء الضباط لم يخضعوا للتحقيق منذ اكثر من ثلاث سنوات مما يؤكد تعسفية التوقيف.
والضباط الاربعة هم القائد السابق للحرس الجمهوري العميد مصطفى حمدان والمدير العام السابق للامن العام اللواء جميل السيد والمدير العام السابق لقوى الامن الداخلي اللواء علي الحاج والمدير السابق لمخابرات الجيش العميد ريمون عازار.