حلول أيه يا أمانة

[مخاوي الليل]

حلول أيه يا أمانة
أكد مختصون أن بحيرة الأربعين أشبه ما تكون بمصب صرف صحي «بيارة»، وتحتوي مياهها على مواد عضوية وميكروبات مرضية تشمل أنواع الفيروسات مثل فيروس شلل الأطفال والتهاب الكبد الوبائي، وتحتوي كذلك على البكتيريا الممرضة كمسببات حمى التيفويد والدوسنتاريا والباسيلية والكوليرا بالإضافة إلى الديدان الدبوسية والشريطية والإسكارس والبلهارسيا..هذه الأمراض فقط في جهة واحدة من تلوثنا العظيم.
وبالضرورة فإن بحيرة المسك لها نفس المواصفات مع زيادات من الأوبئة المحصنة التي لم تذكر في بحيرة الاربعين كون بحيرة المسك مازالت المصب المفضل لكل القاذورات.
وهناك مستنقعات في مختلف زوايا وأركان مدينة جدة، أضف اليها مجرى الصرف المكشوف وكذلك مجموع البيارات المكشوفة في كل الأحياء، ولو تبرع أحدنا بعملية حسابية فسنجد أن كل جهة من جهات جدة حضانة جيدة للبعوض وبقية حشرات الأرض المسببة لمختلف الأمراض.
مع هذا التلوث العظيم انتشرت أمراض مختلفة سكنت في أجساد بعضنا من غير أن نحمل هذا التلوث أسباب تلك الامراض، والمرض الوحيد الذي وضع أصبعه في وجه الامانة مؤكدا أن ظهوره يعود لمثل تلك المستنقعات هو مرض حمى الضنك..هذا المرض الذي استنفرت له جميع الاجهزة – بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين – ورصدت له الاموال الطائلة لم يتم القضاء عليه كون الاموال التي سخرت لذلك ذهبت الى التوعية الورقية للمواطنين بينما ظلت المستنقعات حاضنة للبعوض ومستعدة لتزويد بقية أحياء جدة بالمرض.
والآن وبعد خمس عشرة سنة من ظهور مرض حمى الضنك (ظهر عام 1994 للميلاد) وبالرغم من الصرف المهول للقضاء عليه مازالت الجهات المعنية تقسم ليل صباح أنها ترش المبيدات، لنسأل هل تم وضع ميزانية محاربة حمى الضنك كي نرش المبيدات فقط من غير حلول جذرية.
تقول أمانة جدة (وهذا القول له سنوات لو طبق لانتهى هذا المرض) تقول الامانة إنها ستحارب مرض الضنك فقد أعلن أمين محافظة جدة أن الأمانة تبذل جهودا كبيرة ومستمرة للقضاء على حمى الضنك والوقاية منه حيث رصدت اعتمادات مقدرة لتحقيق هدف التصدي لهذا المرض والقضاء على مسبباته.. وأن الأمانة تمضي قدما في إنجاز كافة المشروعات التي تسهم في ذلك من خلال مشاريع الترميم وتغطية مجرى السيل الشمالي، وإنشاء الغابة الشرقية، وتنفيذ شبكة تصريف للمياه السطحية في الأماكن المتضررة، وتنفيذ شبكة تخفيض منسوب المياه الجوفية، ورفع كفاءة معالجة مياه الصرف الصحي في بريمان وزيادة طاقتها، وإنشاء وتوصيل شبكات الري بمحطة المعالجة والبرنامج الشامل لمعالجة التلوث البيئي في نواحي بحيرتي الأربعين وشرم أبحر والكورنيش الجنوبي والشمالي.
هذه اعذار الامانة التي مازالت ماضية في تنفيذها يعني 15 سنة وهي لاتزال ماضية، فهل هي استعارة للفعل الماضي أم أن المضي بمعنى المواصلة، وإذا كان بمعنى المواصلة فقد سمعنا مشاريع الامانة في هذا الخصوص من سنوات ومع ذلك مازال مرض حمى الضنك يخرج لسانه في كل حين ساخرا من هذه الجهود والتصريحات الورقية.
وهناك أعذار ارسلها مسؤولون في وزارة الزراعة من كونهم يقومون بالرش المستمر لبحيرتي الاربعين والمسك بواسطة الطيران لكن أحدهم حمل الامطار في مدينة جدة السبب في تكاثر يرقات البعوض.. ويبدو أن هذا المسؤول يرش من (منازلهم) فهو لا يعلم أن جدة منذ عامين محصلة أمطارها لم تستمر ربع ساعة.. وهذا هو المضحك المبكي.