التجارة العالمية تتناقص بسرعة .. وثقة الشركات والمستهلكين تنهار

[مخاوي الليل]

التجارة العالمية تتناقص بسرعة .. وثقة الشركات والمستهلكين تنهار


دومينيك ستراوس كان يتجدث في ندوة دار السلام في تنزانيا. وتناقش الندوة قدرة صندوق النقد الدولي وغيره من الدول المانحة على تخفيف وطأة الأزمة العالمية على القارة السمراء. رويترز
"الاقتصادية" من لندن
حذر دومينيك ستراوس كان مدير صندوق النقد الدولي من أن نمو الاقتصاد العالمي قد يكون سلبيا هذا العام، وذلك للمرة الأولى منذ عقود، وجاءت تصريحاته أكثر تشاؤما من توقعات الصندوق السابقة بنمو بنسبة 0.5 في المائة.
وأوضح ستراوس كان أن التجارة العالمية تتناقص بسرعة كبيرة بينما انهارت ثقة الشركات والمستهلكين على حد سواء. وجاءت تصريحات مدير الصندوق في ندوة في دار السلام عاصمة تنزانيا حول طرق مواجهة الأزمة الاقتصادية في إفريقيا. ويتوقع صندوق النقد الدولي أن يتباطأ النمو الاقتصادي الإفريقي إلى 3 في المائة فقط، لكن ستراوس كان قال إن "حتى هذا الرقم قد يكون متفائلا أكثر من اللازم".
وأضاف "ولو أن الأزمة تأخرت في الوصول إلى إفريقيا، إلا أننا متأكدون الآن أن لا مفر منها، وسيكون وقعها كبيرا"، وألح مدير صندوق النقد الدولي على أن "أصوات الفقراء يجب أن تسمع، وأنه لا ينبغي تهميش الأفارقة".
وتناقش الندوة ما بوسع صندوق النقد الدولي وغيره من الدول المانحة فعله لتخفيف وطأة الأزمة على القارة السمراء، وقال ستراوس كان لـ "بي. بي. سي" أمس الأول إن الندوة قد تكون بداية مرحلة جديدة في الشراكة مع إفريقيا، وكذا لتزويدها بتمويل أكبر.
يذكر أن إفريقيا ليست معرضة مباشرة لأزمة الائتمان التي تعصف بالعالم حيث لم تستثمر بنوكها الكثير في الأسواق المالية موضع المشكل، لكن الأزمة في الوقت نفسه أضعفت الطلب على الصادرات الإفريقية كالنفط النيجيري والأنجولي والغيني الاستوائي ونحاس زامبيا.
وتوقع البنك الدولي أمس الأول أن ينكمش الاقتصاد العالمي خلال العام الجاري للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، وذلك في بيان صدر قبيل اجتماع السبت المقبل لوزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين، وقال البنك في مقره في واشنطن إن التجارة العالمية تتجه نحو أشد تراجع منذ 80 عاما وستكون منطقة شرق آسيا هي الأكثر تضررا.
وجاءت التوقعات الاقتصادية للبنك أكثر تشاؤما من نظيرتها الصادرة من صندوق النقد الدولي الذي توقع في كانون الثاني (يناير) أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 0.5 في المائة.
وكان البنك الدولي قد حذر أمس الأول من أنه في غمرة الركود العالمي فإن الدول النامية ستواجه عجزا ضخما في التمويل يبلغ 270 مليار دولار على الأقل وربما يصل إلى 700 مليار دولار لهذا العام فقط في الوقت الذي هجر فيه الدائنون من القطاع الخاص الأسواق الناشئة.
وقال البنك الدولي إن ثلاث دول من بين كل أربع دول فقيرة تفتقر إلى الموارد اللازمة للتغلب على الفقر المتزايد خلال التباطؤ المستمر، فيما لن تتمكن المؤسسات المالية الدولية بمفردها مساعدتها خلال الأزمة.
وقال رئيس البنك الدولي روبرت زوليك "إننا في حاجة إلى التصرف في الوقت المناسب حيال الأزمة المتنامية التي تضر بالشعوب في الدول النامية، هذه الأزمة العالمية تحتاج إلى حل عالمي وأن منع حدوث كارثة اقتصادية في الدول النامية يعد شيئا مهما للجهود العالمية المبذولة للتغلب على هذه الأزمة". ودعا زوليك إلى "الاستثمار في شبكات الأمان والبنية التحتية والشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم لخلق فرص عمل ولتجنب الاضطرابات الاجتماعية والسياسية".