أثرياء روسيا عند مفترق طرق أمام أزمة الائتمان العالمية

[مخاوي الليل]

أثرياء روسيا عند مفترق طرق أمام أزمة الائتمان العالمية


روسي يمر في الطريق على متسول في أحد شوارع العاصمة الروسية موسكو أمس الأول، ويأتي هذا الوضع تزامنا مع ما نشرته مجلة فوربس إلى تراجع مراكز الأثرياء الروس في قائمة أبرز أغنياء العالم، حيث صنف ميخايل بروكورف في المركز الـ 40 في القائمة بـ 9.5 مليار دولار.
جاي فولكونبريدج من موسكو ـ رويترز
يصارع بعض من أعضاء الدائرة الضيقة لأغنى أغنياء روسيا الذين أثقلت كاهلهم ديون ضخمة من أجل البقاء بعدما حذرتهم الحكومة من أنها لن تقدم مزيدا من مساعدات لإنقاذهم.
واستدان بعض ملوك المال في هذه الدائرة مبالغ ضخمة للتوسع في سنوات
الأزدهار في ظل حكم الرئيس السابق فلاديمير بوتين وقد اضطر البعض نتيجة تراجع إيرادات شركاته إلى استجداء دائنين غربيين لإعادة جدولة سداد الديون.
وحقق كثير من الروس من ذوي الثراء الفاحش ثرواتهم من المعادن والصلب أو شركات النفط ولكن أسعار جميع منتجاتهم انخفضت نتيجة الأزمة المالية العالمية، ويريدون اليوم أن تنقذهم الدولة.
ويقول أوليج كيسليوف من اتحاد الصناعيين والممولين الروس أو "نقابة الأغنياء" كما يطلق عليه إن الأثرياء الذين كونوا ثرواتهم من الموارد الطبيعية لا يملكون موارد لسداد ديونهم "لذا فإن مصيرهم متوقف على فلاديمير بوتين".
وتفيد بيانات البنك المركزي أن الديون الخارجية للقطاع الخاص الروسي تبلغ نحو 500 مليار دولار من بينها 130 مليار دولار يحين موعد سدادها العام الجاري.
وأوضح ايجور شوفالوف النائب الأول لرئيس الوزراء بوتين يوم الثلاثاء الماضي أن كثيرا من الشركات ستعجز عن خدمة ديونها وأن الدولة لن تتحمل هذه الديون. ومع تزايد صعوبة الحصول على المال جمدت روسيا تسهيلات بقيمة 50 مليار دولار تقدمها مؤسسة في.أيه.بي التابعة للدولة للمساعدة في إعادة تمويل ديون اجنبية بعد قيامها بتوزيع 11 مليار دولار فقط.
وبين مصرفيون كبار أن المسؤولين ربما يريدون دفع ذوي الثراء الفاحش لتحويل أموالهم من الخارج، ويعتقدون أن الدولة ستتحمل في نهاية الأمر بعض ديون هؤلاء الأثرياء - بسعر جيد - لضمان الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.
وقال مصرفي غربي كبير طلب عدم نشر اسمه نظرا لحساسية مفاوضات الديون "روسيا عند مفترق طرق. عديد من هؤلاء الأثرياء أفلسوا بصفة أساسية ولن يجتازوا هذه الأزمة بمفردهم"، وأضاف "هل يتم إنقاذهم بالأموال العامة المخصصة للمتقاعدين عن العمل في روسيا، هذا هو الفصل الثاني الذي سنتابعه. كثيرون يواجهون النهاية".
ويمر أعضاء نادي الثراء الفاحش في روسيا باسوأ عام منذ أن بزغ نجمهم كدعائم للسلطة عقب فوضى حقبة التسعينيات، وفقد 32 روسيا أدرجت اسماؤهم على قائمة فوربس لأغنى أغنياء العالم أكثر من 250 مليار دولار مجتمعين العام الماضي. وضمت القائمة العام الماضي 87 مليارديرا روسيا.
وتراجعت ثروات بارونات التعدين في سيبيريا رغم أن أصولهم لما زالت ضمن الأفضل حالا على مستوى العالم، وفي الأسبوع الماضي ذكرت شركة روسال أكبر شركة ألومنيوم في العالم أنها توصلت لاتفاق مع معظم الدائنين الغربيين لمنحها فترة سماح شهرين تستأنف بعدها خدمة ديونها الخارجية البالغة 7.4 مليار دولار.
ويعمل في روسال التي يسيطر عليها أولج دريباسكا 90 ألف عامل وتفيد أن ديونها 14 مليار دولار، ويقول دريباسكا إنه لا يحتاج مساعدة مالية من الدولة. وتقدر "فوربس" أن ثروته تراجعت إلى 3.5 مليار دولار من 28 مليارا خلال العام الماضي.
وتراجعت ثروة اليكسي مورداشوف المسيطر على سيفيرستال أكبر شركة لصناعة الصلب في روسيا إلى 4.3 مليار من 21.2 ميار دولار. وفقد فلاديمير يفتوشينكوف الذي يهيمن على مجموعة شركات سيستيما للخدمات 90 في المائة من ثروته تقريبا لتتقلص إلى 1.2 مليار دولار من عشرة مليارات دولار.
ويقول كيسليوف "ستكون الصورة النهائية مزيجا ممايلي .. تذهب بعض الحصص للدولة .. والبعض الآخر يذهب لدائنين غربيين ويبقى لاصحاب الثراء الفاحش بعض حصصهم إلا أن هذه الحصص قد تنخفض إلى صفر".