شكوك حول مدى نجاح «الضمان الصحي».. ومخاوف من تأثر الرعاية الصحية

[مخاوي الليل]

شكوك حول مدى نجاح «الضمان الصحي».. ومخاوف من تأثر الرعاية الصحية



الرياض - محمد السعيد:
شكك خبراء في قطاع التأمين حول مدى نجاح عملية تطبيق نظام الضمان الصحي التعاوني الإلزامي في ظل البنية الأساسية الحالية للتأمين الصحي المطبق في السعودية.
وبنى الخبراء شكوكهم على وجود تحديات يفرضها نظام الضمان الصحي منها زيادة حجم النشاط ومن ثم زيادة العبء على إدارة الرعاية الصحية وعقود التأمين الصحي. إضافة إلى زيادة استعمال الخدمات الطبية مع وجود نقص في الموارد البشرية المتخصصة. مما زاد في تخوفهم في تأثير على إنتاجية مقدمي الخدمة وجودة الرعاية الصحية وتكلفة تلك الرعاية ومعاملة العملاء.
وتوقع الخبراء أنفسهم أن تسود حالة من ضعف الرقابة على جودة الخدمات وضعف فعالية الرعاية وزيادة المشاكل المترتبة على ذلك وتعطل تقديم الخدمات، وبالتالي تسود حالة من الاستياء لدى العملاء، في حالة بقاء البنية الأساسية للتأمين الصحي على ما عليه الآن.
لكن لم يستبعدوا تدارك الوضع بشرط الاهتمام وتطوير عناصر البنية الأساسية للتأمين الصحي، وذلك في تكاتف جهود جميع الهيئات ذات العلاقة للعمل بتكاتف وتعاون لتطوير العناصر ودعم وجودها في القطاع الصحي السعودي ومواجهة تحديات المرحلة.
من جهته، يرى صالح العمير مدير تأمين تاج الطبي بالتعاونية للتأمين ورئيس المركز الوطني لمعايير التأمين الصحي أن هذه التحديات تتطلب بذل جهود جادة لتحديد وتطوير عناصر البنية الأساسية للتأمين الصحي بحيث تشمل وضع معايير موحدة للصناعة وتطوير وتطبيق نظام دفع آلي متقدم وإيجاد آليات ربط إلكتروني مع مقدمي الخدمة، وتطوير معايير جودة وبرامج لمواجهة الاحتيال، وإجراء تصنيف لمقدمي الخدمة، ووضع استراتيجيات لضبط التكلفة والحفاظ على سرية المعلومات الطبية، إضافة إلى رفع مستوى الوعي بالتأمين الصحي وتوفير احتياجات السوق من الكوادر البشرية المدربة.
ويلفت العمير الانتباه إلى أن هذا الأمر ليس سهلاً لأن تحسين خدمات ومنتجات التأمين الصحي يتطلب تنويع الأنشطة والممارسات والتقنيات وإجراء عمليات تغيير منظمة، بالإضافة إلى تحديد الحاجة إلى الكوادر البشرية ووضع برامج التأهيل العلمي والتدريب وتقييم تلك البرامج أولاً بأول.
وقال العمير أن هناك عناصر يجب توفرها في البنية الأساسية للتأمين الصحي في السعودية، حيث يتمثل أول عنصر والذي أرى ضرورة البدء به والتركيز عليه لخلق بيئة مواتية لنجاح نظام الضمان الصحي التعاوني هو الوعي الصحي الذي يتحقق عن طريق توفير المعلومات الكافية والمعرفة الدقيقة بالتأمين الصحي التعاوني لجميع الأطراف المشاركة ومن ثم تستطيع هذه الأطراف تطوير فهم أكثر وعياً بالنظام وبالتالي توفير الدعم المطلوب لنجاحه.
من هنا فإنه من الضروري تخطيط برامج لرفع مستوى الوعي بالتأمين الصحي بحيث يتم تطبيقها باستخدام كافة الآليات بما فيها وسائل الإعلام المناسبة. ويجب أن يشمل المستهدفين من هذه البرامج، العاملين لدى مقدمي الخدمة الطبية، والعاملين في شركات التأمين، والمرضى المنومين، ومراجعي العيادات الخارجية، وعملاء التأمين، بل وعامة الناس.
أما العنصر الثاني للبنية الأساسية هو التدريب فيجب أن يتضمن هذا العنصر إدارة التأمين الصحي، وإدارة المخاطر (في كل من مقدمي الخدمة وشركات التأمين) إدارة الموارد، الاتصال والعلاقات وخدمات العملاء، إدارة الاستخدام، تحسين الأداء (إدارة الجودة)، الإدارة المالية، نظم المعلومات، وإدارة عقود التأمين والموافقات. كذلك فإن التدريب على لغة إنجليزية متخصصة في هذا المجال والمصطلحات الطبية يعد من البرامج التدريبية الضرورية ويجب أن تسبق التدريب على نظام الترميز. وتتدعم عملية التدريب من خلال التقدير المنظم للحاجة إلى الموارد البشرية ولبرامج تأهيل وتدريب متخصصة وكذلك التقييم المستمر لتلك البرامج يعد من المسائل الضرورية للبنية الأساسية لنظام الضمان الصحي التعاوني.
ولا يجب نغفل- والحديث لصالح العمير- العنصر الثالث للبنية الأساسية للتأمين الصحي والمتمثل في تأهيل مقدمي الخدمة الطبية خاص مقدمي الخدمة الحكوميين وتهيئتهم للتعامل السهل والإيجابي مع شركات التأمين الصحي وعملاء التأمين. ولا شك أن تحقيق هذا الأمر يتطلب التعاون الصادق والمخلص بين الهيئات الحكومية (وزارة الصحة والهيئات الأخرى) وشركات التأمين. ومن المهم أن ندرك حقيقة أن إعادة تأهيل مقدمي الخدمة الحكوميين يتطلب إدارة حقيقية تقبل التغيير ورغبة حقيقية لمواصلة التحسين.
ويكون العنصر الرابع في ضرورة وجود لمعايير وطنية لجودة الرعاية الصحية، مشيراً أنها هي بالدرجة الأولى من مسؤولية وزارة الصحة التي تتحمل عبء تطوير تلك المعايير وتلزم بتطبيقها جميع مقدمي الخدمة مع ضرورة الانتباه إلى أن سلامة المريض يجب أن تكون حجر الزاوية في هذه المعايير. هذا، ويعد تطبيق نظام الترميز الدولي ةٴ