نزيف "دام" يكبد أسهم قطر خسائر 9% خلال جلستين والمؤشر عند 4800 نقطة

[مخاوي الليل]

أنهت الأسهم القطرية تعاملات اليوم الاثنين 30-3-2009، متكبدة خسائر دامية بلغت نسبتها 5.7%، ليرفع من خسائر الأسهم خلال جلستي أمس واليوم إلى 9%، بعد عمليات تسييل قوية لعدد من الأسباب، من أبرزها اقتراب إعلان نتائج أعمال الشركات والبنوك خلال الربع الأول من العام الجاري.

وقال محللون لـ"الأسواق.نت" إن التراجعات تعود لعدة عوامل من أبرزها انتهاء شهر مارس/آذار، وبالتالي انتهاء المهلة المحددة لعرض الحكومة القطرية شراء محافظ استثمار البنوك في الأسهم المحلية، بالإضافة لاقتراب طرح أسهم فودافون في السوق.

وهوى المؤشر لما دون 5000 نقطة، بعد نجاحه في اجتياز هذا المستوى قبل عدة جلسات، وهو ما عزز من الحالة النفسية الجيدة للمستثمرين، إلا أن تراجعه مرة أخرى لما دون هذا المستوى يعتبر انتكاسة جديدة لآمال المستثمرين.

غداً انتهاء المهلة الحكومية وقال خبير أسواق المال أحمد عبد الحكيم، في حديثه لـ"الأسواق.نت" من الدوحة، إن التراجعات التي منيت بها الأسهم خلال جلستي أمس واليوم تعود لعدة عوامل، وعلى رأسها إحجام جزء من الأموال التي كانت تدخل السوق خلال الجلسات القليلة الماضية عن عمليات الشراء، وهذا ما يظهر من خلال قيم وأحجام التداول التي تراجعت بشكل كبير. وأضاف عبد الحكيم أن أداء السوق خلال جلسة اليوم يتلخص في عدة عناوين، وهي قطاع البنوك وكيوتل، بالإضافة لسهم صناعات، أما ما يتعلق بأداء قطاع البنوك فإن موعد انتهاء المهلة الحكومية لشراء محافظ استثمار البنوك في الأسهم المحلية ستنتهي غداً الثلاثاء، ومن المستبعد أن تظهر تأثيرات هذا القرار على المدى القصير، وبالتالي فإن حدوث تحسن كبير في نتائج أعمال البنوك خلال الربع الأول من 2009، مقارنة بالربع الأخير من 2008، أمر مستبعد، وبالتالي أراد المستثمرون الابتعاد عن أية آثار متوقعة لهذه النتائج. ولفت عبد الحكيم إلى أن كيوتل كانت تعتبر الشركة الوحيدة المحتكرة للاتصالات في السوق القطرية، ومع اقتراب موعد طرح أسهم فودافون خلال الأيام القليلة القادمة، فإن الكثير من المستثمرين لا يرغبون في أن يكون هناك تعارض مصالح باعتبار أن فودافون شركة منافسة في نفس المجال.

مضاربات ضارة وأوضح عبد الحكيم، في حديثه لـ"الأسواق.نت"، أنه قد أثيرت -خلال الفترة الأخيرة- أنباء حول تباطؤ عملية المتاجرة في البتروكيماويات خلال الربع الأول من 2009، وهو ما دفع المستثمرين للقيام بعمليات تسييل للسهم، وهو ما أدى لتراجع السوق، خاصة وأن سهم صناعات من الأسهم القيادية والمؤثرة في حركة السوق. وأضاف عبد الحكيم أن شركة صناعات قطر حققت خلال العام الماضي 1.7 مليار ريال، وفي الربع الأخير حققت 79 مليون ريال فقط، وبمقارنة الربع الأخير بما هو متوقع من أرباح خلال الربع الأول، وبالتالي عام 2009، فإنه من المتوقع أن تحقق 400 مليون ريال فقط خلال العام، وهو ما سيؤدي في النهاية لتراجع التوزيعات التي سيحصل عليها المستثمرون عن 2009، ما دفعهم إلى عمليات تسييل واسعة، وهو قرار خاطئ في ظل المعطيات المالية وسعر السهم في السوق (الدولار يعادل 3.64 ريالات). وقال عبد الحكيم إنه من الصعب التكهن بمستقبل الأسهم خلال الفترة القادمة، إلا أنه أكد أن الأسعار الحالية مغرية جدا ومشجعة على الشراء، إلا أن المضاربات تضر بالسوق والمستثمرين على حد سواء.

تراجع 33 سهماً وأغلق المؤشر نهاية التعاملات عند مستوى 4810 نقطة، مقارنة بـ5098 نقطة خلال الجلسة السابقة، متراجعا بنسبة 5.7%، وبلغ عدد الأسهم المتداولة 13.5 مليون سهم، مقارنة بـ16.3 مليون سهم خلال جلسة أمس. وتراجعت أسعار أسهم 33 شركة، بينما ارتفعت أسعار 4 أسهم، وبلغ عدد الصفقات التي تم تنفيذها 6558 صفقة، مقارنة بـ8417 صفقة خلال الجلسة السابقة، وبلغت أحجام التداول 13.5 مليون سهم. وقاد تراجعات اليوم سهم كيوتل بنسبة 9.5%، تلاه سهم بنك قطر الوطني بنسبة 8.7%، وفي المرتبة الثالثة جاء سهم التجاري بنسبة بلغت 8%. وقاد الأسهم المرتفعة اليوم سهم كهرباء وماء بنسبة 1.35%، تلاه سهم الفحص الفني بنسبة 1%، وفي المرتبة الثالثة جاء سهم قطر للتأمين بنسبة 0.81%.