القمة العربية اللاتينية .. تأثير المهاجرين العرب على المحك

[مخاوي الليل]

يشارك فيها 8 رؤساء دول و4 نواب رؤساء من أمريكا الجنوبية

القمة العربية اللاتينية .. تأثير المهاجرين العرب على المحك



حسن أبوعرفات من الدوحة
بدأت في الدوحة أمس اجتماعات كبار المسؤولين والمندوبين لمجلس وزراء الخارجية العرب التحضيري للقمة العربية الحادية والعشرين والقمة العربية اللاتينية اللتين تستضيفها الدوحة الإثنين والثلاثاء المقبلين.
كما بدأت اجتماعات كبار المسؤولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي التحضيري للقمة.. وتتواصل الاجتماعات خلال الأيام المقبلة، حيث يعقد وزراء الخارجية العرب يوم السبت المقبل في الدوحة اجتماعا تحضيريا تسبقه جلسة لتبادل الآراء والأفكار مساء يوم الجمعة.
واكتملت الاستعدادات اللوجستية لاستضافة القمة والتي ستعقد في مركز المؤتمرات في فندق شيراتون وتبدأ بوصول القادة العرب يوم الأحد، حيث يعقدون الجلسة الافتتاحية في الساعة 11 صباح الإثنين في قاعة الدفنة ثم يعقدون جلستي عمل مغلقتين وتختتم القمة بجلسة ختامية صباح الثلاثاء.
وتبدأ القمة العربية الأمريكية الجنوبية أعمالها بوصول قادة دول أمريكا الجنوبية إلى الدوحة يوم الإثنين على أن تبدأ القمة المشتركة في جلسة علنية في الثالثة عصر الثلاثاء تتخللها كلمة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير قطر رئيس الدورة الحادية والعشرين للقمة العربية وكلمة لرئيسة تشيلي التي تتولى رئاسة اتحاد دول أمريكا الجنوبية وكلمة لرئيس البرازيل منسق دول أمريكا الجنوبية وكلمة للأمين العام لجامعة الدول العربية منسق الدول العربية. وتعقد القمة جلسة مغلقة يتم خلالها اعتماد جدول الأعمال، على صعيد آخر يتوقع أن يشارك في قمة الدوحة العربية وأمريكا الجنوبية ثمانية رؤساء دول وأربعة نواب رؤساء من الكتلة الأمريكية الجنوبية إضافة إلى التمثيل العربي.
وشدد أنور نحاس سفير البرازيل في قطر على أهمية استضافة قطر للقمة العربية الأمريكية الجنوبية الثانية من حيث الثقل السياسي والاقتصادي وقال إن التمثيل الأمريكي الجنوبي سيكون مرتفعا عن قمة برازيليا الأولى التي استضافتها العاصمة البرازيلية في عام 2005، مشيرا إلى الطموحات التي تسعى المجموعتان لتحقيقها على جميع الأصعدة.
وأوضح أن الحوار (العربي ـ الأمريكي الجنوبي) ليس جديدا وأن هذه القمة تعكس اهتمام الجانبين بتطوير العلاقات المشتركة ناهيك عن التطورات التي يشهدها العالم في الظروف الراهنة والتي تحتاج إلى تكتل قوي يتصدى لها ويدعم مصالح شعوبه وحكوماته.
وأضاف السفير: على الرغم من أن الإحصاءات تظهر زيادة التبادل التجاري بين كتلة أمريكا الجنوبية ومجموعة الدول العربية إلا أن العلاقة بين العرب وأمريكا الجنوبية لا تتعلق فقط بالتجارة وإنما بالعديد من العوامل الأخرى منها على سبيل المثال العوامل التاريخية، حيث تربط الشعوب العربية والأمريكية الجنوبية صفات كثيرة مشتركة ويعود السبب في ذلك إلى الهجرات الإسبانية والبرتغالية التي قدمت إلى القارة الأمريكية الجنوبية قبل 700 عام، والتي تستقي تراثها في كثير من الأحوال من الثقافة العربية والإسلامية، لذا توجد الكثير من المشتركات بين ثقافات هذه الشعوب التي تعود إلى جذور وأصول واحدة ومتقاربة ثقافيا واجتماعيا، كما يوجد العديد من المفردات العربية في لغات شعوب أمريكا الجنوبية. إضافة إلى عوامل الهجرات المتعاقبة على القارة، حيث توجد جاليات عربية كبيرة من الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين في أمريكا الجنوبية، حيث يوجد في البرازيل وحدها نحو 12 مليونا من أصول عربية، وتنتشر هذه الجاليات في جميع ربوع دول أمريكا الجنوبية وتعمل في جميع القطاعات، حيث أصبح الجيل الرابع الآن منها ينتمي بشكل كامل لأمريكا الجنوبية ويمارس جميع حقوقه ويتمتع بكامل حرياته على مدار هذه الفترة.
وفيما يتعلق بالاهتمامات المشتركة بين المجموعة العربية وكتلة أمريكا الجنوبية في الوقت الراهن أشار السفير نحاس إلى أن هناك العديد من الطموحات التي يسعى لبلوغها الطرفان، للوصول إلى نظام سياسي واقتصادي جديد يمثلهما ويجعل من موقفهما أكثر قوة على الصعيد الإقليمي والدولي ولا سيما في ظل الأزمة المالية والاقتصادية العالمية الحالية. إضافة إلى المواقف السياسية المشتركة تجاه العديد من القضايا التي تهم المجموعتين، ومن ثم يسعى الطرفان لمزيد من توثيق العلاقة ليصبح تأثيرهما مضاعفا ومواقفهما مؤثرة والتي هي في الأساس تعبر عن وجهات نظر مشتركة لكلا الطرفين سياسيا واقتصاديا.
وتحدث عن المشاركة العادلة في النظام التجاري العالمي الذي تسعى إليه المجموعتان، وألا تقتصر فوائد ذلك النظام على ست أو سبع دول فقط، إضافة إلى تعزيز المواقف السياسية لكل منهما في المحافل الدولية، حيث يكون التأثير أكبر للكتل والمجموعات عن الدول منفردة، فمطالبة دولة واحدة أو اثنتين مثلا بموقف معين من القضية الفلسطينية لا يمكن أن يقارن بموقف 34 دولة معا تجلس معا وتطالب باتخاذ موقف حاسم، مؤكدا على أن التأثير لا بد سيكون أفضل في هذه الحالة.
وحول المشاركة الأمريكية الجنوبية في قمة الدوحة الثانية قال السفير البرازيلي إن ثمانية رؤساء جمهوريات وأربع نواب لرؤساء جمهوريات سيشاركون في القمة من أمريكا الجنوبية. مشيرا إلى أنها تمثيل مرتفع جدا يزيد على التمثيل الرسمي في قمة برازيليا، ومن ثم ستكون القمة المقبلة أكبر من حيث التمثيل العربي والأمريكي الجنوبي. كما سيشارك من البرازيل رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وثلاثة وزراء ضمن وفد القمة، ومن المقرر أن تعقد سلسلة اجتماعات سابقة للقمة لبحث أوجه التعاون المشتركة ورفع تقريرها للقمة تحت عنوان منتدى رجال الأعمال العربي الأمريكي الجنوبي الثاني، والذي سيعقد في يومي 29 و30 من الشهر الجاري، والذي تشارك فيه مجموعة كبيرة من الشركات البرازيلية المهمة، والذي يحضره نحو 200 عضو من الدول العربية والأمريكية الجنوبية من قطاع الأعمال والاستثمار والاقتصاد.
وحول مواقف دول أمريكا الجنوبية ومن بينها البرازيل من أحداث الشرق الأوسط وعلى رأسها الأوضاع في الأراضي الفلسطينية والعراق وغيرها قال السفير نحاس إن البرازيل كانت ولا تزال تقف دائما مع حقوق الفلسطينيين المشروعة وتدافع عنها وهي مع حل الدولتين، وقد أدانت العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة واعترضت الحكومة البرازيلية بشدة على الممارسات الإسرائيلية خلال الحرب على غزة.
أما بالنسبة للعراق فقد دعمنا دائما حق العراق في الاستقلال وكانت لدينا علاقات تجارية جيدة مع العراق قبل حرب الخليج، وقد استعدنا هذه العلاقات فيما بعد مع السلطات العراقية ولدينا علاقات جيدة بشكل عام مع الدول العربية.
وفيما يتعلق باستقبال البرازيل لعدد من المهاجرين واللاجئين العراقيين أثر هذه الأزمة قال نحاس إن قوانين الهجرة في البرازيل محددة وهي تشجع المستثمرين إلا أنها استقبلت عددا من العراقيين من خلال التعاون ضمن برامج الأمم المتحدة على الرغم من صعوبة الأوضاع في البرازيل من حيث عدد من يعانون البطالة، ولا تزال البرازيل تستقبل المزيد من العراقيين والفلسطينيين أيضا وإن كان بأعداد غير كبيرة لأن معظمهم يفضل اللجوء إلى دول تتحدث الإنجليزية.
وأضاف السفير أن الجالية العربية في البرازيل قوية جدا وتعود إلى أوائل الهجرات التي استقبلتها البلاد جنبا إلى جنب من ألمانيا واليابان، ويأتي ترتيب الجالية العربية الثاني في البرازيل من حيث العدد، وهم الآن يتمتعون بكامل الحقوق والحريات ويشغلون مناصب مهمة في الحكومة والكونجرس والقطاعات السياسية والاقتصادية وحتى الفنية.
أما بالنسبة للتعاون مع دول مجلس التعاون الخليجي فقد أشار السفير البرازيلي إلى أن هناك اتفاقية مشتركة يتم التباحث بشأن بنودها الاقتصادية والتجارية بين الطرفين السوق المشتركة الجنوبية المعروفة بـ (المركوسول) ودول مجلس التعاون الخليجي، وقد تم الانتهاء من 90 في المائة منها حتى الآن ولم يتبق سوى بعض الموضوعات التي تتعلق بالبتروكيماويات والأغذية التي تعد البرازيل وأمريكا الجنوبية من أشهر منتجيها والتي تحتاج إلى بعض الوقت لإنهائها في إطار الكتلة الواحدة وهو ما ينتظر أن يرى النور قريبا لتعزيز التعاون بين سوق التعاون الخليجية وسوق أمريكا الجنوبية في إطار التجارة الحرة.
وقال قد عززنا مواقف الجامعة العربية في الكثير من المحافل الدولية، وناقشنا موضوع تطوير البرامج النووية، وعلى الرغم من المنافسة التي كانت تجمعنا بدولة الأرجنتين في هذا الصدد إلا أننا اتخذنا القرار بوقف السعي لتطوير البرامج النووية واكتفينا بما يستخدم في الأغراض السلمية فقط، إلا أننا نمتلك مصنعين نوويين لتوليد الكهرباء إلا أنهما يعملان تحت رقابة صارمة، مشيرا إلى اعتماد البرازيل على الاتجاه إلى الأساليب السلمية لاستخدام الطاقة النووية.