سيدات أعمال سعوديات يقتحمن "بزنس" العقارات بمليارات الريالات

[مخاوي الليل]

رغم شكوى العديد من سيدات الأعمال السعوديات بشأن ضيق الفرص الاستثمارية المتاحة أمام رؤوس أموالهن في المملكة، إلا أن المشهد الاستثماري النسائي شهد أخيرا تغييرات واسعة جذب معه أعدادا كبيرة من سيدات الأعمال تجاه قطاعات البزنس المختلفة، وفي صدارتها العقار، حتى برز كأحد أهم التوجهات الجديدة للسيدات في العامين الأخيرين.

كانت السيدات في السعودية قبل سنوات قليلة أبعد ما يكون عن قطاع العقار، وكانت كل علاقتهن به تقتصر في ما يملكن من أراض أو مبان سكنية آلت إليهن عن طريق التوريث من آبائهن أو أزواجهن، وحتى هذه الملكية المثبتة في الأوراق الرسمية لم يكن يتاح لهن استغلالها في العمل التجاري من ناحية البيع والشراء أو تأسيس مكتب يدير أملاكهن مهما كبرت ثروة السيدة العقارية، حسبما ذكرت صحيفة القبس الكويتية في عددها الصادر اليوم الاثنين 30-3-2009.

اقتحام السوق بيد أن التغييرات التي طرأت على المشهد الاستثماري في السعودية أخيرا، جعلت العديد من سيدات الأعمال يخططن لاقتحام سوق العقار بمساندة من التشريعات الأخيرة والتسهيلات التي وجدنها من الجهات المختصة المشرفة على الاستثمار في المملكة، ليكسرن بذلك عقودا طويلة من الاحتكار كان العقار فيها استثمارا "رجاليا" بحتا. وتبرر العديد من سيدات الأعمال السعوديات توجههن إلى العقار لمعدلات الربحية العالية التي بدأ يحققها الاستثمار في هذا القطاع، إلى جانب توفر عامل الأمان والثقة فيه بخلاف قطاعات أخرى لاقت فيها السيدات كثيرا من الخسائر، في إشارة إلى قطاع الأسهم. ومع هذه الدوافع التي تبدو منطقية وعامة هناك سيدات أخريات لا يخفين أن توجههن إلى العقار يأتي من زاوية رغبتهن في "منازلة" المستثمرين الرجال في "أعتى قلاعهم"، أي أن عامل إثبات الذات هو أولوية عند هذا التيار من سيدات الأعمال السعوديات، وهو تيار يشهد تناميا في عدده بعد الصعوبات التي كانت تجدها السيدات في العمل الاستثماري داخل المملكة.

توسيع الاستثمار http://www.alaswaq.net/files/gfx/quotetbl_bg.gif) repeat-y right 50%; MARGIN: 0px 10px 0px 0px" height=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=175 align=left border=0> وجود مكاتب نسائية تختص بالبيع والشراء في العقار يعطي دعما كبيرا للاستثمار من قبل سيدات الاعمال والموظفات اللاتي تكون اموالهن مجمدة في البنوك مها الوابل من جانبها أكدت المستثمرة والخبيرة العقارية مها الوابل أن عددا من سيدات الأعمال السعوديات يدرسن بجدية توسيع الاستثمار في العقار، مشيرة إلى أن البعض منهن طلب دراسات جدوى واستشارات من مكاتب استشارية في هذا الصدد، وأن المؤشرات تؤكد أن عددهن سيزداد. وقالت إن وجود مكاتب نسائية تختص بالبيع والشراء في العقار يعطي دعما كبيرا للاستثمار من قبل سيدات الأعمال والموظفات اللاتي تكون أموالهن مجمدة في البنوك، مشيرة هنا إلى أن هناك سيدات أعمال بحاجة إلى إدارة أملاكهن من قبل مكتب عقاري متخصص. وبدأت التغييرات السريعة بالنسبة للسيدات في العقار منذ العام قبل الماضي، حيث تم الإعلان عن افتتاح أربعة مكاتب عقارية نسائية في كل من الرياض وجدة ومدينة سكاكا، وتقود الخبيرة العقارية مها الوابل مكتب تسويق عقاري في الرياض. أما في المنطقة الجنوبية من السعودية، فقد بادرت سيدة الأعمال السعودية مليحة أحمد بابقي بافتتاح أول مكتب عقار بعد موافقة وزارة التجارة والغرفة التجارية بمنطقة جازان، ويشتمل نشاط المكتب على بيع وشراء الأراضي، وتأجير المحلات والمباني. وتشير التقديرات الحالية إلى أن في السعودية حاليا نحو 500 سيدة أعمال يمارسن العمل في العقار، وأن استثماراتهن أصبحت تقدر بمليارات الريالات، خصوصا في العام الجاري 2009، فيما يبلغ مجموع الاستثمارات العقارية في السعودية 1.8 تريليون ريال (الدولار يعادل 3.75 ريالات). ورأت الباحثة الاقتصادية السعودية ازدهار علاف أن المرأة السعودية سجلت نجاحا لافتا في الاستثمار العقاري، وأصبحت تمتلك أكثر من 15 ألف شركة ومؤسسة تجارية، فضلا عن أن 20% من الأموال الموظفة في صناديق الاستثمار تعود للسيدات، مبينة أن ظاهرة تزايد الاهتمام النسائي بالمجالات الاقتصادية والاستثمارية ظاهرة فرضتها ظروف التطور والنمو الاقتصادي التي يشهدها المجتمع السعودي.

تحالفات نسائية وتوقعت ازدهار أن تضخ سيدات أعمال سعوديات قريبا نحو 12 مليار دولار من خلال إطلاق عدة مشاريع عقارية، وأبراج ومجمعات سكنية عبر تحالفات استراتيجية نسائية ستكون الأولى من نوعها في السعودية، وسيتم تفعيل هذه المبالغ التي كانت مرصودة للاستثمارات الخارجية، في المشاريع العقارية في المملكة في كل من جدة، الرياض، مكة والمدينة المنورة. وتوصلت الباحثة -من خلال دراسة اقتصادية حديثة أجرتها- إلى أن حجم مشاركة المرأة السعودية في القطاع الخاص لا يتجاوز 0.5% مقابل 36% في القطاع الحكومي، على الرغم من أن 75% من مدخرات المصارف السعودية تمتلكها سيدات سعوديات وتقدر بأكثر من 60 مليار ريال، ونحو 20% من السجلات التجارية مقيدة بأسماء نسائية. وذكرت سيدة الأعمال السعودية عزيزة منصور أن في جدة وحدها أكثر من 150 سيدة أعمال يستثمرن في القطاع العقاري، وأن العدد يمكن أن يشهد زيادات كبيرة خلال الأعوام القادمة إذا استمر تشجيع الجهات المختصة والمسؤولة للمرأة على العمل في الاستثمار والتجارة بشكل عام. وكانت عزيزة منصور قد أطلقت أخيرا مبادرة لاندماج وتحالف جميع شركات العقار النسائية في جدة في كيان واحد، لمواجهة التحديات الكبيرة التي تفرضها السوق، وبعد الارتفاع الكبير في أسعار العقارات الذي نجم عن ارتفاع أسعار المواد الخام.