أم تفقد جنينها في خطأ طبي

[مخاوي الليل]

أم تفقد جنينها في خطأ طبي

الطبيبة الفاعلة سافرت إلى بلادها

الدمام: منى الشهري

خطأ في التشخيص الطبي، عبارة شائعة في الأوساط الطبية، ينتج عنها غالبا العديد من المآسي، التي لم تكن تحدث لو لم يقع هذا الخطأ، أو كان هناك تدقيق من الأطباء قبل تحديد الحالة المرضية، وسبل علاجها. وبين الحين والآخر نسمع عن أخطاء طبية، يحاسب مرتكبوها أحيانا، ولكن غالبا ما يفرون من العقاب، بحجة أن الخطأ في الطب وارد. وقد انضمت مواطنة سعودية في المنطقة الشرقية مؤخرا إلى لائحة ضحايا الأخطاء الطبية بعد أن تعرضت لإجراء عملية بناء على تشخيص خاطئ من طبيبة مستشفى أسطون بالخبر، وتقدم ذوو المواطنة بشكوى لدى الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية ومدير المستشفى عند اكتشاف تعرضها للخطأ الطبي بعد 10 أيام من إجراء العملية إلا أن إدارة المستشفى أخفت ترتيبات سفر الطبيبة إلى بلادها فور علمها باكتشاف المواطنة للخطأ. وحمّلت المواطنة فاطمة محمد الرويلي إدارة الشؤون الصحية في المنطقة الشرقية مسؤولية إهمال متابعة القضية وعدم إيقاف الطبيبة عن العمل. وقالت الرويلي لـ"الوطن" إنها راجعت المستوصف الذي يتبع إدارة مستشفى أسطون في تاريخ 7/2/2009 عند تعرضها لنزيف بسيط أثناء حملها في الشهر الثاني، حيث عمل لها تحليل هرمون حمل بدون فحص للموجات فوق الصوتية، وتم إعطاؤها حبوب مثبتة للحمل. وفي يوم السبت 21/2/2009، شعرت الرويلي بمغص شديد أعادها إلى طبيبة النساء والولادة الأخصائية "نيفين"، حيث أخبرتها بوفاة الجنين لكن وجود ورم في الرحم حال دون نزول الجنين ولابد من إجراء عملية تنظيف. وقالت الرويلي إنها أجرت عملية التنظيف، ولكن آلام الحمل لم تبارحها فاتجهت إلى الطبيبة في المستوصف حيث أعطتها جرعتين من مضاد حيوي عبر الوريد، لكن الألم لم ينته، مما اضطرها للذهاب إلى مستشفى الدوسري يوم الأربعاء 4/3/2009، حيث أخبرها الاستشاري الذي أشرف على حالتها أن الجنين ما يزال حيّاً،لكنه سيولد معاقا بسبب الأدوية والأشعة التي تعرضت لها طيلة الفترة الماضية. وقد تسبب ذلك في صدمة نفسية للسيدة الرويلي، وقام ذووها بالاتصال بالمدير الطبي للمستوصف وطُلب منه حضور الطبيبة لمستشفى الدوسري للقاء المريضة وبالفعل حضرت الطبيبة، حيث توسّلت للمريضة وذويها بعدم "سجنها" وفضحها. وبعد خروج الطبيبة من المستشفى اتصلت بالمريضة من المطار الساعة 4 عصراً لتخبرها بأنها ستغادر المملكة وعرضت على المريضة الحضور إلى بلادها لإجراء عملية إجهاض للجنين، فقام ذوو المريضة بالاتصال بإدارة المستشفى لإيقاف سفر الطبيبة لكن الإدارة أنكرت سفرها. وتقدمت أسرة المريضة بشكوى للمديرية العامة للشؤون الصحية في المنطقة الشرقية فألزمت المديرية المريضة بعمل فحص في مستشفى الولادة والأطفال في الدمام وتمّ ذلك حيث أثبت أن الجنين ما يزال حياً، لكن المديرية – بحسب الرويلي – لم تقم بأي تحرّك حول الموضوع حتى الآن. وبعد تقديم الشكوى اضطرت المريضة للسفر إلى إحدى الدول العربية لإجهاض جنينها، حيث أخبرها الأطباء هناك أن عنق الرحم تعرض لثقب أثناء عملية "كحت للرحم"وهي العملية التي قامت بها الطبيبة المتسببة في الخطأ. وبحسب الرويلي فإن كفيل الطبيبة عرض على زوجها مبلغ 10 آلاف ريال مقابل سكوته عن الشكوى لكنه رفض وطالب بضرورة معاقبة الطبيبة وإيقافها عن عملها. من جهته أوضح المدير الطبي في مستشفى أسطون الدكتور يحيى مشهور لـ"الوطن" أن اللجنة الطبية الشرعية هي المسؤولة عن التحقيق واتخاذ الإجراء المتبع تجاه القضية. وحول سفر الطبيبة إلى بلادها قال مشهور "الطبيبة ليست على كفالتنا، وكفيل الطبيبة (س،ث) هو المسؤول عن هذا الموضوع وليس لنا علاقة بسفرها، مبينا أنه سيتم تنفيذ ما تأمر به الشؤون الصحية من حيث إرسال التقارير اللازمة حول القضية وإحضار الطبيبة إن طلبت الشؤون ذلك. من جهة أخرى أوضح المتحدث الرسمي للشؤون الصحية أسعد سعود أن القضية تمت إحالتها لإدارة المتابعة بعد أن قدم زوج المواطنة فاطمة الرويلي شكواه بتاريخ 1430/3/10 وتم استدعاء الملف الطبي والتقارير وطلب تأجيل سفر الطبيبة، وورد للشؤون رد المستوصف بأن الطبيبة سافرت بتاريخ 5/3/2009، أي قبل تقدم المدعي بشكواه وأن المريضة كانت على علم بذلك ومن المتوقع عودة الطبيبة خلال شهر يونيو المقبل، وأكد أنه تم التحقيق مع أخصائية الأشعة وجار اتخاذ اللازم حيال دراسة الشكوى