المصرفية والتنسيق

[مخاوي الليل]

المصرفية والتنسيق



أحمد بن عبدالرحمن الجبير*
لقد آن الأوان لتأسيس جمعيات ومؤسسات تعمل على التنسيق بين المصارف الإسلامية والتعاون فيما بينها للقيام بدورها المصرفي والاجتماعي والثقافي وتقديم خدمات ومنتجات مصرفية إسلامية جيدة وابتكار الجديد من الأدوات والمنتجات الاستثمارية وتنظيم الصناعة المصرفية والإشراف عليها وضمان سلامة نظام التمويل وتحسين سياسة الرقابة المصرفية وذلك لبناء قاعدة سليمة لسوق تجارية حرة إسلامية عالمية، خاصة في هذا الوقت العصيب الذي يشهد الكثير من الأحداث والأزمات المالية الصعبة فكانت الحاجة لبناء نظام اقتصادي إسلامي قوي وفق استراتيجيات منسقة تتركز على الترويج لفرص الاستثمار وتكوين تحالفات بين المصارف الإسلامية بحيث تكون أولويات استثمار الأموال محلياً وفي المشاريع التنموية والصناعية والزراعية وغيرها والتشجيع على دمج المصارف الإسلامية فيما بينها وعقد تحالفات إستراتيجية لتحقيق التعاون مع العالم الأخر مثل المشاركة في تقديم الخدمات التكنولوجية المتقدمة وإعادة هيكلة رؤوس الأموال، كما يجب على المصارف الإسلامية التنسيق فيما بينها لتنمية وتبادل الخبرات والمعلومات ورفع مستوى العمل المصرفي الإسلامي وتطوير المنتجات المصرفية وأساليب أداء الخدمات المصرفية والعمل على توحيد المفاهيم والمصطلحات، إن ضعف التنسيق بين الهيئات الشرعية وما ينتج عنه من تضارب في الفتاوى الفقهية في المعاملات المصرفية لدليل واضح على عدم التنسيق بين المصارف الإسلامية فمثلا بعض المصارف تجيز منتجاً والبعض الآخر لا يجيزه، لذا على المصارف الإسلامية إيجاد قاعدة فقهية مشتركة للاجتهاد الجماعي والمطالبة بإيجاد هيئة شرعية عليا تضم متخصصين مصرفيين وماليين وشرعيين وعلماء في الفقه حيث يتم التنسيق بينهم لتوحيد الفتاوى وتقديمها عند الحاجة وكذلك تراقب المصرفية الإسلامية وتدعمها بقوانين إسلامية تتلاءم مع طبيعة أعمالها المصرفية، إن عدم التعاون والتنسيق بين المصارف الإسلامية لا يخدم سير العمل المصرفي الإسلامي ولا يدعم التعاون في اقتناص الفرص الاستثمارية وتمويل المشاريع الكبرى مما يفقدها القدرة على المنافسة ولكي تتمكن المصارف الإسلامية من تحقيق أهدافها لا بد لها من التعاون والتنسيق مع بعضها البعض وتوحيد الجهود بينها فلا يحق لمصرف إسلامي أن يعمل بمفرده دون الآخر ويتخذ قراراً يخصه دون الرجوع إلى المصارف الإسلامية الأخرى مما يؤدي إلى الاختلال في سير العمل المصرفي الإسلامي، إن وجود جهات ومؤسسات تنسق بين المصارف الإسلامية والتي يتم بموجبها توحيد الجهود والعمل المصرفي المشترك وتفعيل آليات التعاون والتنسيق بينها سوف يلعب دورا مهماً في استقرار العمل المصرفي الإسلامي ويشجع على تكوين كيانات مصرفية إسلامية عملاقة قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية ومواجهة التحديات المستقبلية الصعبة والسعي إلى إيجاد سوق إسلامية حرة للعالم الإسلامي تنافس أسواق البنوك التقليدية.
*مستشار مالي
عضو جمعية الاقتصاد السعودية AALJUBAIR@alriyadh .com