كان صرحا من خيال فهوى

[المعلم]

"كان صرحا من خيال فهوى"

فضل بن سعد البوعينين - - - 26/06/1427هـ

أبتعد اليوم عن الكتابة الجادة، بعد أن أدارت سوق الأسهم بتخبطاتها رؤوس الحكماء، فكيف بمن مازالوا يتعلمون أبجدياتها الأساسية، وأنا في مقدمتهم. لذا أعتقد أن لا مجال للفكرة الجادة في سوق أقل ما يمكن أن توصف به، هو الجنون. الهذر يمكن أن يسري عن الناس بعض ما أصابهم من هموم الخسائر وعجائب سوق الأسهم التي قبلت لنفسها أن تتحول من داعم حقيقي لاقتصاد أكبر دولة منتجة للنفط في العالم، إلى محرقة تلتهم استثمارات المواطنين وتقضي على آمال المواطنين.

تحدثت مع أحد المحللين الأكفاء وسألته: أيهما أكثر دقة، تنبؤات محللي بيانات الأحوال الجوية، أم تنبؤاتكم لسوق الأسهم؟ أجاب دون تردد، محللو بيانات الأحوال الجوية، وأكمل: "الأحوال الجوية أكثر انتظاما واستقرارا ووضوحا من بيانات سوق الأسهم المضللة.

نعود إلى عنوان المقالة الذي أستعرته من قصيدة "الأطلال" للشاعر إبراهيم ناجي, فهو أقوى وصف يمكن أن يطلق على سوق الأسهم السعودية، التي كانت إلى عهد قريب، أو كما قيل لنا، أكبر أسواق الشرق الأوسط المالية وثاني أسواق العالم الناشئة, وأمور كثيرة لا يمكن حصرها في هذه العجالة، واكتشفنا عكس ذلك, "صرحا" من ورق إن أردت، أو "صرحا" من خيوط العنكبوت، هذه هي سوق الأسهم السعودية التي أصبحت شماعة تعلق عليها الأعذار والمصائب.

آخر ما قيل عن أسباب الانهيارات المتتالية في سوق الأسهم إن ارتدادات زلزال "تسونامي" ضربت موجات سوق الأسهم الصاعدة وأعادتها إلى حيث كانت، وربما قادتها إلى أبعد مما وصلت إليه من قبل. لا أعلم بالدقة صحة هذا القول، لكني أجزم بأن لدينا من المخربين ممن تفوق مقدرتهم التدميرية في سوق المال موجات تسونامي الارتدادية. آخرون ذكروا نقلا عن مصادرهم القوية، أن الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأميركية ما زالا يفككان في شفرات سوق الأسهم السعودية من أجل الوصول إلى قراءة حقيقية لرسائل التداول الخاصة، إلا أن الظروف لم تسعفهما كثيرا، ولعلهما يستعينان بخبرات الـ "كي جي بي" الروسية التي اختفت بزوال الاتحاد السوفياتي. أحد الخبراء نصحهما بعدم إضاعة الوقت في تحليل شفرات السوق فهي أوهن من أن تحلل لأن تأثيرها المدمر محدود المساحة، ولا يطول إلا الضعفاء الذين لا حول ولا قوة لهم، أما الأقوياء فلديهم الحصانة التامة تجاه تأثيراتها التدميرية.

أحد الخبراء، من الإخوة العرب تكفل بفك الرموز، وقراءة الشفرة، في غضون أيام معدودة. تعجب منه الآخرون، فقالوا: كيف؟ قال ببساطة اخصم 1000 نقطة يوميا حتى أصل إلى الصفر فأريح الجميع من هموم التوقعات، ومشاكل السوق. أحد الخبراء انتقد الحل التعسفي، وأشار إلى أن ذلك فيه من الظلم الكثير، اعتمادا على أن مؤشر الأسعار بدأ أصلا من الألف وليس من الصفر، وفي عودته إلى الصفر يصبح ملاك الأسهم مدينين لشركاتهم، وبالتبعية لوزارة المالية التي أقرضت معظم الشركات الصناعية!. أجاب دون تحفظ: أن يكونوا مدينين أرحم من أن يكونوا ألعوبة بين يدي المؤشر وكبار المضاربين.

"شر البلية ما يضحك" وبلية سوق الأسهم أصبحت بحق مصيبة المصائب التي حولت المجتمع السعودي الجاد إلى مجتمع هزلي صانع للنكتة العجيبة التي كانت، إلى عهد قريب، ماركة مصرية مسجلة. وبحكم انتمائي إلى هذا المجتمع الكريم فلا أجد ما يمنع من مسايرة موجة الهذر القسري، فلعلها تكون أكثر مقدرة على استثارة القلوب المتحجرة من "التكتلات" المتصرفة في سوق الأسهم السعودية.

يقال في الأمثال إن "آخر الدواء الكي" وأجاد رسام الكاريكاتير المبدع في صحيفة "الاقتصادية" عندما رسم رجلا وهو يحاول أن يكوي بالنار سهما أحمر، وهو كناية عن سيطرة الهبوط الحاد على مجريات السوق، ويقول "آخر العلاج الكي "، ومنذ رأيت ذلك الكاريكاتير وأنا في حيرة من أمري، فمع إيماني التام بنجاعة "الكي" إلا أنني لم أتوصل بعد إلى معرفة الذين يستحقون الكي في سوق الأسهم!!. لكنني أجزم بأن عملية الكي، رغم نجاعتها، لم تعد تنفع مع سوق الأسهم السعودية، أو كما يطلق عليها بالعامية: (سوق الحسايف).

[admin]

كلام صحيح 100% يا استاذنا المعلم

وصف دقيق لوضعنا الفعلي في سوق الاسهم

طفره اقتصاديه لم يسبق لها مثيل بدل ان تغني المواطنين تفقرهم!!!!!!

فعلا مهزله واليوم تداول مغلق بسبب انقطاع الكهرباء

والله عجيبة انقطاع كهرباء يوقف تداول بالكامل

[مريومة]

مرحبا اخوي المعلم
تصدق
اذا سمعت كلمة اسهم احس بخوف كان السهم متجه نحوي لقتلي

بصراحة كلمة اصبحت مصدر للرعب
لا صدق ولا مصداقية
اتخيلها كالطين اللزج الزاحف الذي ما ان تلمس قدم ابن ادم فيه إلا كان مقبرته


واعتقد ان التداول المغلق ما هو إلا خطة مغلفة ومغلقة ايضا


تسلم

[جداوي]

حسبي الله ونعم الوكيل منهم